مسرحية المحليات القادمة.. ترضيات وحشد وراء معسكر الانقلاب وليس مصلحة المواطن

- ‎فيتقارير

 

منذ 7 سنوات تعيش مصر بلا مجالس محلية، رغم كثرة التصريحات والمواعيد التي تضربها السلطات من حين لاخر، مؤخرا، تم الافصاح عن اجراء الانتخابات المحلية قبل نهاية 2018، ثم تم تحديد عام 2019، فأعلن المتحدث الرسمي باسم برلمان الانقلاب النائب صلاح حسب الله أنها ستجري فى النصف الأول من عام 2019، عقب إقرار البرلمان لمشروع قانون الإدارة المحلية ومن قبله أعلن وزير التنمية المحلية أنها في انتظار الانتهاء من انتخابات الرئاسة.

وبحسب مراقبين، فإن المحليات باعتبارها استحقاقا دستوريا يجب ألا تتأخر بهذا الشكل فكان يجب أن تكون على رأس أجندة برلمان السلطة بمجرد الانتهاء من مسرحية الانتخابات للرئاسة 2018 ، وخصوصًا أن مصر بلا محليات منذ أكثر من 7 سنوات مما سبب فجوة تتعلق بالأمور الخدمية في أقاليم مصر..

إلا أنه مؤخرا، ظهرت الاستعداد من قبل الحكومة، ومن قبل الكيانات التى ستتنافس على مقاعد المحليات أيضًا، وفي هذا المسار طالب البرلماني خالد بشر الحكومة بالاستعداد الجيد للانتخابات، وأعلن مقلد عضو لجنة التنمية المحلية بمجلس النواب أن هناك قانون أخر للمحليات الشعبية، والذي سيُشكّل علي أساس 25% شباب و25% للمرأة و50% عمال وفلاحين، ومن بين المنتخبين ذوي احتياجات خاصة، بذات تشكيلة مجلس الشعب الحالي.

فيما أعلنت أحزاب موالية للسلطة عدة استعدادها لخوض غمار الانتخابات المحلية, حيث اكد حزب التجمع على لسان عمرو عزت أمين شباب الحزب أن الحزب سينظم سلسلة من الندوات لشباب الحزب لإعداد كوادر قادرة على خوض انتخابات المحليات، لافتًا إلى أن مجموعة من الخبراء سيعلمون الشباب الادوات التي يستخدمونها في العمل الرقابي ومنها “الاستجواب والسؤال وطرح الثقة”.

بينما أكد إسلام الغزولي، مستشار رئيس حزب المصريين الأحرار لشؤون الشباب، أن الحزب يعمل حاليا على إعداد الشباب جيدًا لخوض معركة انتخابات المحليات المقبلة، ونسعى للحصول على أكبر عدد ممكن من مقاعد المجالس المحلية الشعبية.

وكذلك قال أحمد خالد أمين شباب حزب المؤتمر، إن اتحاد شباب الحزب سينظم قريبًا سلسلة من الندوات والورش، لتدريب شباب الحزب ومحبيه على خوض انتخابات المحليات، متابعا: “سندرب الشباب على أساليب وأدوات الرقابة الشعبية، ومنها الاستجواب والسؤال وسحب الثقة”.

وأوضح أحمد الشاعر المتحدث باسم حزب مستقبل وطن، أن الحزب جاهز لانتخابات المجالس المحلية في أي وقت، وتم الإعداد والتجهيز للمحليات داخل الحزب منذ عامين، ولا زال العمل مستمر في إعداد الشباب للمنافسة بقوة في هذه الانتخابات ونطمح أن نحقق المركز الأول من حيث الحصول على مقاعد في المجالس المحلية على مختلف المستويات «محافظة – مركز – قرية».

بينما عقد الدكتور هاني سري الدين، سكرتير عام حزب الوفد، اجتماعاً ، مؤخرا ، مع عدد من شباب الحزب لمناقشة تطورات الأوضاع علي الساحة السياسية.

وقال الدكتور ياسر الهضيبي، المتحدث باسم الحزب: إن شباب الحزب طالبوا خلال الاجتماع باستمرار “اتحاد الشباب الوفدي” وتفعيل دوره خلال الفترة المقبلة، و تم مناقشه تعزيز المشاركة السياسيه لشباب حزب الوفد، وكيفية تجهيز عدد من الشباب لخوض الانتخابات المحلية والبرلمانيه المقبله.

في جيب الحكومة

ومن خلال استقراء التصريحات السابقة فإن خريطة التحالفات الحزبية، وكذلك طبيعة الحشد والتعبئة باتت تحدث بالتنسيق مع الحكومة أو بمعنى أخر بما لا يتعارض مع أولوياتها. ربما تصبح فعلًا المحليات من نصيب الشباب ولكن أى شباب هؤلاء؟ هم شباب ليس لديهم أدنى مشكلة في الرقص على دماء الشهداء، وإن كان فيهم من تبرأ من هذا الدم فهو في المكان غير الصحيح.

ثمة تطرف يصيب الخاتمة حيث إنه لا أمل في أن تُمارِس المحليات دورها بشكل مستقل عن الجهاز التنفيذي للدولة وسيتحول هؤلاء الشباب إلى أمرين، الأمر الأول مشهد انتخابي مفتعل ومزيف يمكن الإتجار به داخليًا وخارجيًا من حيث تمكين الشباب، والأمر الثاني هو صيرورتهم إلى تروس في منظومة لا يتحكمون هم في مخرجاتها.

ويتوقع خبراء ان تتحول المحليات في عهد السيسي ، إن تمت أساسا، إلى مجال للترضية وحشد شباب القرى والمراكز الريفية خلف نظام الخائن السيسي، الذي حول الاحزاب الى اتحاد اشتراكي يعمل خلف الحكومة وفقط، دون اجندات وطنية او روء مغايرة للسلطة الحاكمة بقوة الدبابة.