هل ضاعت مروءتنا وأخلاقنا؟

- ‎فيمقالات

ماذا يجرى؟ وماذا يحدث؟ وما الهاوية الأخلاقية التي يندفع إليها الناس بسرعة كبيرة؟ وما هي هذه المستجدات على سلوكياتنا وأخلاقنا وإنسانيتنا؟

في وقت يتصارع العالم مع وباء كورونا، ويتسابق العلماء لإيجاد دواء للقضاء على هذا الوباء، نجد كثير من الأفراد تنحدر أخلاقهم إلى الحضيض حتى وصل بهم الحال إلى منع دفن الموتى خوفا من الكورونا.

لا أحد ينكر أن الأطباء وطواقم التمريض هم الجيوش الحقيقة التي تقف الأن على الخط الأول للدفاع، ففي الوقت الذي يحيط كل فرد بأولاده في البيوت يترك هؤلاء أبنائهم وأسرهم ليسارعوا لنجدة المرضى – رغم ضعف الإمكانيات الأن – بل وجدنا الكثيرين منهم قد أصابهم الوباء، بل توفى منهم عدد كبير أو من أسرهم.

كان الناس في الأوقات السابقة لحمة واحدة تتباين منهم صفات الشهامة والمروءة التي ربما يضحى بنفسه من اجل احترام هذه الأخلاقيات، لكن الآن أين ذهبت تلك الأخلاق؟

كل يوم نتفاجأ بأهالي قرية من قرى مصر يهبون عن بكرة أبيهم مستخدمين كل الوسائل لمنع دفن مريض سواء كان طبيب أو من ذويهم أو شخص عادي كل تهمته أنه مصاب بالكورونا.

لقد وجدنا في محافظة البحيرة يخرج الأهالي رافضين دفن والد طبيب نقل له العدوى فمات، حتى وصل بهم الحال للصدام مع قوات الشرطة التي جاءت لدفن الميت، وفي الدقهلية هب أهالي إحدى القرى لرفض دفن طبيبة توفيت بالوباء أثناء أدائها مهمته الإنسانية وسط المرضى، وغيره من سلوكيات بدأت تنتشر وتسيطر على أخلاقنا، والزعم بأن دفن مريض الكورونا في القرية سينشر الوباء وسط الناس.

أين إنسانيتكم؟

أين مروءتكم؟

أين أخلاق وشهامة الرجال؟

فماذا أنتم فاعلون لو أعلن هؤلاء الأطباء والممرضون عدم القيام بمهامهم وتقاعسوا في بيوتهم خوفهم على أنفسهم وذويهم من المرض؟ وقتها لوجدنا الجثث المصابة بالكورونا في الشوارع لا نستطيع دفنها.

كيف وصلت أخلاقكم بهذه الصورة؟

أين تعاليم دينكم؟

أين ثقتكم بربكم؟

هل تظنون أن الموت بعيد عن أحدكم سواء كان بالكورونا أو بغيره وصدق الشاعر :[من لم يمت بالسيف مات بغيره  تعددت الأسباب والموت واحد]

أفيقوا يرحمكم الله قبل أن ينزل علينا غضب من الله أكبر من ذلك بالوباء بما كسبت أيديكم. أفيقوا وعودوا إلى تعاليم دينكم وشريعة ربكم وأخلاق رسولكم قبل أن يبعث الله علينا من يسومنا سوء العذاب.

لقد مات خيار الصحابة في أمراض مشابهة كالطاعون، حيث مات أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح في طاعون عمواس، فالإصابة بالوباء ليست تهمة ولا جريمة، ولا الموت بها تهمة ولا جريمة – بل لربما تكون شهادة في سبيل الله- لكن الجريمة هو انحدار أخلاقكم التي بلغت القاع.

أفيقوا قبل أن يطرق الموت باب كل واحد منكم ووقتها سيجري لك مثلما جرى لغيرك.