مجزرة “البانتسير”.. هل رسمت طائرة “البيرقدار” نهاية حفتر؟

- ‎فيتقارير

حصدت هجمات قامت بها الطائرة التركية المقاتلة المسيرة "بيرقدار"، 6 منظومات وعشرات المدرعات والآليات التابعة للإرهابي خليفة حفتر في ليبيا، فضلا عن أنها كبّدت موطن الشرّ وعرين شيطان العرب الإمارات ومعها السعودية مليارات الدولارات، لكن الأهم أن تركيا أعلنت قوتها الجبارة بسلاح هي من تصنعه، وعصابة الانقلاب بمصر لزمت الصمت لعجزها عسكريا وعدم قانونية مساعدة مليشيات إرهابية أمام حكومة الوفاق الشرعية والمعترف بها دوليا.

وكان تأثير وباء كورونا معدوما في تجميد الاشتباكات في ليبيا، ويمكن القول إنه لم يكن له أي تأثير، فقد استمر القتال بكل زخمه، مع تغير واحد هو تحقيق الحكومة الليبية انتصارات على الجنرال الانقلابي الإرهابي خليفة حفتر.

وبدأت الانتصارات مع تقديم تركيا الدعم للحكومة الليبية، بموجب الاتفاقات بين الجانبين، وخلال مدة قصيرة تحققت نجاحات ملموسة ميدانيًّا، أما العقلية الانقلابية التي يمثلها حفتر هي نموذج صارخ للاقتتال والانقلابات في الشرق الأوسط، وحتى فيما سواه، ومنذ أشهر تدعم فرنسا ومصر حفتر بتمويل من الإمارات.

وأصبحت الإمارات عاصمة الأوساط الداعمة للانقلابات والاشتباكات في المنطقة، وبينما أقدمت على عمليات غير مشروعة في مصر وتونس واليمن وسوريا والصومال، جعلت من ليبيا محط اهتمامها.

حفتر ظهير السيسي

وللإمارات هدفان رئيسان: الأول إقامة الوضع غير المشروع الناجم عن الانقلاب في مصر بطريقة دموية في ليبيا، والثاني إلحاق الضرر بمصالح تركيا الإقليمية، ومما يزيد أهمية ليبيا بالنسبة للإمارات، دعم تركيا لحكومة الوفاق الوطني، وبطبيعة الحال تتجاوز الجهود التي تمولها أبو ظبي حجم الإمارات، وهذا يعني أن هناك دولًا ومراكز أخرى وراء الجهد الذي تقف الإمارات في واجهته.

وأصبحت مصر قاعدة استراتيجية لحفتر، فالسفيه السيسي وحفتر جزء من نفس المشروع الإقليمي، والجهات ذاتها تقريبًا تمولهما وتدعمهما، والسيسي يعتبر حفتر ضمانة له، لهذا يستخدم قواته الجوية لاستهداف الحكومة الليبية.

أما فرنسا فتدعم حفتر بالأسلحة المتطورة رغم الحظر من جهة، وتسعى لحد قدرات الحكومة الليبية الدفاعية من خلال منع نقل الأسلحة إليها عبر البحر، كما هو الوضع في عملية "إيريني"، من جهة أخرى.

وبذلك تدعم فرنسا، عبر الاتحاد الأوروبي، حفتر الذي يحصل على السلاح من الجو، ومن البر عبر مصر، كما أنها تسعى لوضع التحركات الأممية في خدمة جهود إكساب حفتر المشروعية.

بدورها تزيد روسيا، التي انضمت إلى المعادلة حديثًا نسبيًّا وتحولت إلى فاعل مؤثر، من وجودها في ليبيا عبر مرتزقتها وأسلحتها المرسلة بأموال إماراتية، وتسعى موسكو لدعم حفتر، الذي وقف عاجزًا أمام الطائرات المسيرة التركية الموجودة بحوزة الحكومة الليبية، بالتكنولوجيا الروسية.

ويبدو أن موسكو لم تتعلم من درس إدلب، حيث نرى أن هذه التكنولوجيا لا تجدي نفعًا في وجه المسيّرات التركية، ومع ضرورة التحوط بناء على ما حدث في سوريا، تتمتع التصريحات الأمريكية القريبة من الموقف الليبي- التركي، وتصريحات الأمين العام للناتو المشابهة، بأهمية كبيرة.

ميدانياً دمر سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق 6 منظومات دفاع جوي روسية الصنع نوع (بانتسير-S1) زودت بها الإمارات مليشيات حفتر في 3 أماكن مختلفة، بدءا بالوطية ومرورا بترهونة وانتهاء بالوشكة، وذلك خلال 48 ساعة.

مجزرة الـ"بانتسير"

وأعلن ظهر الأربعاء المتحدث باسم الجيش، العقيد محمد قنونو، تدمير طيران الوفاق 3 منظومات “بانتسير” في ترهونة منذ الصباح، وأوضحت عملية بركان الغضب، أنه وصل عدد منظومات الدفاع الجوي الروسية بانتسير التي نجحت قوات الوفاق في استهدافها منذ الفجر إلى أربعة، ثلاثة منها في ترهونة وواحدة في الوشكة.

وأضافت عملية بركان الغضب أن سلاح الجو يواصل عمليات الرصد والاستطلاع في سماء مدينة ترهونة وفقا للخطط العسكرية لغرفة العمليات، ودمر الاثنين طيران قوات الوفاق منظومتي بانتسير في الوطية قبل ساعات من تحرير القاعدة الاستراتيجية بالكامل وافتكاكها من مليشيات حفتر.

وأفاد قنونو، الأربعاء أيضا، بأن سلاح الجو وجه 6 ضربات داخل مدينة ترهونة، استهدفت مدرعتي تايقر إماراتية ومدفع 130 مجنزر، وثلاث آليات مسلحة، وبثت قناة الجماهيرية التابعة لأنصار نظام القذافي بيانا جاء فيه أن المليشيات التابعة لهم فكت ارتباطها مع حفتر ووصفته بالقيادة الافتراضية.

وأضاف أنصار النظام السابق في البيان قائلين، “نحن لا نتبع قيادة افتراضية لم تسمع بسقوط غريان إلا بعد 3 أيام ولا بسقوط الوطية إلا اليوم”، وقال أنصار نظام القذافي في بيانهم: إن حفتر لم يزر محاور القتال جنوبي العاصمة طرابلس المشتعلة لما يقارب من سنة ونصف.

بينما طالب مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة خاصة لوضع حد للدعم الذي تقدمه دولة الإمارات لحفتر ومحاولة انقلابها على سيادة الدولة الليبية وشرعية حكومة الوفاق.

وأضاف السني أن حكومة الوفاق الوفاق مستمرة في حسم معركة العدوان على العاصمة بكل ما أوتيت من قوة وما تراه مناسبا من تحالفات، حتى تبسط سيطرتها على كامل البلاد، خاصة بعد تكرار حفتر استهداف المدنيين في العاصمة بمئات صواريخ غراد العشوائية، إضافة قصف إلى المستشفيات والمراكز الصحية، رغم إعلان هدنة إنسانية وصفها السني بالزائفة.

يعلن هدنة ويقصف بالصواريخ!

وجاءت في إحاطة السني أيضا "لقد قام المعتدي بإعلان هدنة انسانية زائفة، قام بقصف متعمد لطرابلس بمئات الصواريخ، استهدف من خلاله مستشفى طرابلس المركزية ومن قبلها مستشفى الهضبة المخصص لعلاج وباء كورونا، بالإضافة إلى الأحياء المدنية في مناطق سوق الجمعة وأبو سليم وباب بن غشير، وقام أيضا يوم 7 مايو باستهداف مقار لعدد من البعثات الدبلوماسية في منطقة زاوية الدهماني، لينتهي به الإجرام بقصف مقر إيواء للنازحين في منطقة الفرناج يوم السبت الماضي، ليقتل 7 نازحين ويجرح العشرات ومازلنا نسمع بيانات مبنية للمجهول”.

وأضاف مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة أن انتصارات قوات الوفاق أظهرت حقيقة مليشيات حفتر وضعفها رغم كل الدعم الذي تتلقاه منذ سنوات، والذين أعلنوا بالأمس انهزامهم تحت اسم الانسحابات التكتيكية، مثمنا تغير مواقف عدة دول بانحيازها ولو متأخرا للحق بعد أن وضحت الرؤية، قائلا إن حكومة الوفاق لم تعد تكترث ببيانات التنديد والاستنكار ومستمرة في دحر العدوان بكل ما أوتيت من قوة وبجميع الوسائل المناسبة من تحالفات، حتى تبسط سيطرة الدولة على كامل البلاد.

وفيما يتعلق بدعم الإمارات لحفتر، قال مندوب ليبيا إنه من غير المنطقي السكوت عن الدول التي تدعم القتل والإرهاب في ليبيا، مستشهدا برحلات طائرات الشحن المنتظمة الإماراتية إلى قاعدة الخادم جنوب المرج، وطائرات أجنحة الشام السورية التي تحط شبه يوميا في بنغازي، إضافة إلى تجنيد آلاف المرتزقة التشاديين والسودانيين والسوريين ومرتزقة فاغنر الروسية، للقتال إلى جانب حفتر.

السني قال إن تمكن قوات حكومة الوفاق من تحرير قاعدة الوطية الجوية وكامل مدن الساحل الغربي، عزز الأدلة الدامغة لتورط الإمارات في دعم حفتر بالعتاد والسلاح والطيران المسير، موضحا أن قوات الوفاق دمرت واستحوذت على أكثر من منظومة دفاع جوي نوع بانتسير الروسية، إضافة إلى أطنان من الأسلحة الحديثة والنوعية زودت بها أبوظبي حفتر في حربه على العاصمة، فضلا عن مدرعات تايغر التي سيطرت عليها قوات الوفاق والطائرات الصينية نوع وينغ لونغ التي أسقطتها دفاعات سلاح الجو الليبي خلال المعارك.

إحاطة السني أمام مجلس الأمن تركزت أيضا على مطالبة الدول المصنعة للأسلحة التي زودت بها الإمارات حفتر، بأن تقدم لحكومة الوفاق ولجنة العقوبات شهادات المستخدم النهائي للأسلحة وكيفية وصولها لليبيا، داعيا الدول التي يتم استخدام مواطنيها كمرتزقة وإرسالهم إلى ليبيا باتخاذ الإجراءات الواضحة حيالهم، وسحبهم ومعاقبة المسئولين على تجنيدهم لدعم الانقلابيين على الشرعية.