“إسرائيل”.. كلمة سر لقّنها “بن زايد” للانفصاليين والانقلابيين وسارقي الربيع العربي

- ‎فيتقارير

هناك ما يجمع بين السلفي المدخلي “هاني بن بريك” عضو تنظيم القاعدة السابق وزعيم ما يمسى بـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي لأبو ظبي، بتصريحاته الأخيرة المعترفة بالكيان الصهيوني، وأنه “يؤيد دولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية”، وبين رفاقه في الثورة المضادة التي عيّنت محمد بن زايد أميرًا لظلامها الدامس، من عينة عبد الفتاح السيسي وخليفة حفتر وعبد الفتاح البرهان ومحمد بن سلمان.

مستعدون للاعتراف

ومقابل تجاهل المكونات الشرعية والاعتراف الدولي بالانفصال، كشف نائب رئيس هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، عن النوايا الحقيقية للمجلس الانفصالي المدعوم إماراتيا، تجاه كيان الاحتلال، حيث أكد أن تأييد المجلس لـ”دولة إسرائيلية” بأنه “ضرورة لإنهاء ملف القضية من الجانب الإسرائيلي حتى لا يتم استغلالها”.

“بن بريك” أفاض في تعريف “كلمة السر”، فقال إن “المجلس” لا يكن العداء إلى أي دولة أو ديانة أو شخص في العالم”، وأن “إسرائيل ترى نفسها على ترابها وأرضها”.

وسبق لحسين الحنشي، رئيس مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء، وهو مركز يرتبط بالمجلس الانفصالي الجنوبي التفاخر بأن “قناة إسرائيلية قد أجرت مقابلة معه”.

وقد فسر الحنشي المدعوم من الإمارات، خطوته المستهجنة عبر “فيسبوك” قائلا: “إنها جاءت لقطع الطريق عن شخصيات من “الإخوان المسلمين” من المشاركة في القناة الإسرائيلية الناطقة بالعربية”.

خليفة حفتر

وخلال يونيو الجاري، طلب مسئول قريب من الانقلابي خليفة حفتر الدعم من “إسرائيل”، بحسب صحيفة عبرية.

ووجه عبد السلام البدري، نائب رئيس حكومة حفتر التابعة للواء المتقاعد حفتر، رسالة لنتنياهو عبر صحيفة “ماكور ريشون” اليمينة المتطرفة، طالبا دعم الأخير أمام تركيا و”الإخوان المسلمين”.

وقال “البدري” في رسالته: “لم ولن نكون أبدا أعداء ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن”، ولم ينف “البدري” تصريحاته.

ودعا “البدري” المقيم في بنغازي “إسرائيل” إلى الانضمام إلى “مبادرة سياسية جديدة بمشاركة اليونان وقبرص ومصر ولبنان”، موضحا أنها “للتوقيع على اتفاق بحري مشترك، في مواجهة اتفاق ترسيم الحدود المائية الذي وقعته تركيا مع الحكومة الليبية في طرابلس”.

وزعم “البدري” في استنجاده نتنياهو، “كنا على مر التاريخ ملجأ لكل أبناء الديانات، لدينا تاريخ طويل من الاتصال مع إسرائيل والجالية اليهودية”.

ولا ترتبط ليبيا رسميا بأي علاقات مع إسرائيل، بل على العكس يوجد رفض رسمي وشعبي للتطبيع والاحتلال لفلسطين.

وجاء استنجاد حفتر غير المباشر بعد إشادة مكونات الصهاينة به وبدوره كجناح للثورة المضادة، فضلا عن الخسائر التي تكبدتها قوات حفتر أمام الصعق المتواصل من حكومة الوفاق بتحرير غريان ثم الوطية، مرورا بترهونة وبن وليد ووصولا إلى سرت والجفرة.

سودان البرهان

وبرزت قضية التطبيع في السودان بقوة بعد وفاة “قدح الدم” مهندسة لقاء البرهان – نتنياهو بتنسيق مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، في مدينة عنتبي الأوغندية في فبراير الماضي.

وكشفت ردود فعل وسائل الإعلام الإسرائيلية على وفاتها عن دور أكبر لها فيما يتعلق بقضية التطبيع، وأن لقاء عنتيبي كشف عن تنافس حكام السودان على السيطرة في ظل انقسام إقليمي ودولي على دعم من هم في سدة الحكم في السودان.

فثورة ديسمبر 2019، اختطفتها الإمارات وأوعزت إلى عبد الفتاح البرهان إلى أن دعم حصالة الإمارات التي يستحوذ عليها محمد بن زايد والاعتراف الدولي مرتبطان “بكلمة السر”.

فسارع البرهان إلى الاعتراف بما كشفه نتنياهو قبل أن يعلنه الطرف السوداني المطبع، وعدد محاسن الخطوة من أنها “محاولة جادة من بعض دول الإقليم لإعطاء رئيس مجلس السيادة دورا رئيسيا في السياسة السودانية”، وأن “التطبيع مع إسرائيل مرتبط برفع الحصار الأمريكي، وبالتالي يقود ذلك إلى انتعاش اقتصادي”.

ولذلك قبل لقاء عنتبي بـ24 ساعة، أعلن مكتب البرهان عن تلقيه دعوة من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لزيارة واشنطن. لكن جائحة كورونا عطلت الزيارة التي لا تزال مرتقبة.

وبعد أيام قليلة من لقاء عنتبي، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عبور الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي السوداني باعتباره نتيجة للتفاهمات التي تمت في عنتبي بين الجانبين.

الانقلاب وآبي أحمد

وتتصدر صورة آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا– يعتقد أنه كان مسلم- وهو يرتدي القلنسوة اليهودية ويقف عند حائط البراق للمسجد الأقصى والذي يتباكى عنده الصهاينة، فضلا عن استقبال نتنياهو له قبل نحو عام في تل أبيب. واستخدمه نتنياهو أيضا في تهدئة ثورة اليهود الإثيوبيين، والتي تسببت بها عنصرية اليهود.

ولا يخفى أن الإمارات بقيادة محمد بن زايد منحت “أحمد” نحو 3 مليارات دولار لاستكمال مشروع سد النهضة ودعما لإثيوبيا، في وقت رفض البنك الدولي منحه قرضا لنفس السبب رغم طلب السيسي من البنك منحه إياه.

كما لا يخفي الاتفاقيات الموقعة بينه وبين السعودية في مجال الطاقة والربط الكهربائي المتوقع بعد إنشاء سد النهضة، والتي تمتلك السعودية والإمارات مساحات من المشروعات الزراعية حوله.

السيسي العميل الأصلي

وبحكم الأقدمية في الاعتراف، حظي السيسي بإشادة مستشار نتنياهو الصحفي إيدي كوهين، الذي سبق وصرح في 2018 على فضائية “فرانس 24” قائلا: إن “الرئيس المصري (الحالي) عدو لجماعة الإخوان المسلمين ويكره حركة حماس، وإن نظامه يحاصر غزة أكثر مما تفعل إسرائيل، وتابع “السيسي صهيوني أكثر مني، كيف يهدد إسرائيل؟”.

وأخيرا تناولت صحيفة يديعوت أحرونوت، المشاكل التي تعصف بزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي، مؤكدة أنه لا يرغب في الصدام مع “إسرائيل” بسبب خطة الضم، في الوقت الذي تحرضه السعودية والإمارات على خوض مواجهة عسكرية ضد تركيا في ليبيا.

وأوضحت الصحيفة العبرية، في مقال للصحفية الإسرائيلية الخبيرة بالشئون العربية، سمدار بيري، أن “المشاكل تقع تباعا على عبد الفتاح السيسي؛ من الجنوب، وتهدد إثيوبيا بإقامة سد جديد على نهر النيل، الذي يغذي 105 ملايين من سكان بلاده، وتحويل مجرى مياهه”.

وربطت الصحيفة بين “كلمة السر” التي لقنها محمد بن زايد للسيسي “إسرائيل”، وبين دفع السعودية والإمارات، السيسي للدخول في مواجهة في الحدود الشمالية الغربية لمصر، لتصفية حساباتهم مع تركيا.

ولفتت الصحيفة إلى ارتفاع وتيرة التواصل بين “تل أبيب” والقاهرة في الفترة الأخيرة، وكدليل منها على كثرة التواصل قالت إنه “لا يعرف أحد في هذه الأثناء، كم مرة تحدث فيها السيسي مؤخرا مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكم مكالمة جرت بين رئيس الموساد ونظيره المصري”.

وأفادت “يديعوت”، أن “هذا هو الرابط بين السعودية، الإمارات ومصر في مواجهة قطر وتركيا، حين يدفع حكام أبو ظبي والرياض، لتنسيق كامل مع نتنياهو”.

ولذلك وقبل أيام اعتبر الصحفي والباحث إيدي كوهين أن عبد الفتاح السيسي أنقذ “إسرائيل” من “كارثة” بانقلابه على الرئيس الراحل محمد مرسي.

وكتب كوهين على صفحته بموقع تويتر “محمد مرسي كاد أن يكون كارثة لإسرائيل لو ما حدث انقلاب السيسي عليه. قلتها سابقا: مرسي شكل خطرا على أمن إسرائيل القومي، لا بل كان آخر رئيس مقاوم بعد صدام حسين”.

وأضاف “قلتها سابقا مرسي شكل خطر على أمن إسرائيل القومي، لا بل كان آخر رئيس مقاوم بعد صدام حسين”.