لهذه الأسباب.. تركيا تساند أذربيجان لاستعادة إقليم ناجورنو كارباخ

- ‎فيعربي ودولي

يتساءل كثيرون فى عالمنا العربى خاصة فى مصر فى عهد الانقلاب الدموى بقيادة عبد الفتاح السيسي لماذا تساند تركيا أذربيجان ضد أرمينيا لاستعادة إقليم ناجورنو كارباخ؟ ويحاول إعلام العسكر والمطبلاتية تشويه الموقف التركى الذى ينطلق من كون تركيا من أكبر الدول الإسلامية ولابد ان تساند وتدعم قضايا العالم الاسلامى، خاصة أن أرمينيا تحتل إقليم ناجورنو كارباخ الواقع داخل الأراضى الأذرية وهو ضمن حدود أذربيجان باعتراف أممى ودولى.

ويوجه إعلام العسكر جهوده للتضليل وإرباك العقل المصرى والعربى والإسلامى فى الوقت الذى يتجاهل الدفاع عن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل التى تستولى عليها إثيوبيا ببناء سد النهضة بخيانة من السيسي الذى وقّع على اتفاق إعلان المبادئ عام 2015 وسمح لإثيوبيا ببناء السد على حساب مصر والمصريين.

طرد الأرمن

كان الرئيس التركى رجب طيب أردوغان قد أعلن أنه سيقدم كل الدعم لأذربيجان من أجل تحرير أراضيها وطرد القوات الأرمينية من  ناجورنو كارباخ، وقال إن تركيا تتضامن مع أذربيجان وستقدم لها كل الدعم العسكر والسياسي والاقتصادى حتى تستعيد أراضيها.

يشار إلى أن مواجهات عسكرية اندلعت بين كل من أذربيجان وأرمينيا طوال الأسبوع الجارى وأعلن الرئيس الأذرى الهامى علييف أن قوات بلاده ستواصل القتال حتى تحرير كامل أراضيها 

وفي هذا الصراع المجمد منذ ما يقرب من 30 عاما، أصبحت هذه المنطقة من أذربيجان -التي يسكنها بشكل أساسي الأرمن ويطالبون باستقلالها- مسرحا لقتال لا ينتهي، لعدم وجود تسوية حقيقية لوضعها وتتبادل يريفان وباكو التهم بشأن من بدأ العدوان الذي اندلع مؤخرا.

أردوغان

من جانبها قالت صحيفة لاكروا الفرنسية (La Croix) إن تركيا أبدت استعدادها لدعم أذربيجان -التي تعتبرها "دولة شقيقة"- "بكل الوسائل" ضد أرمينيا، بعد تجدد الاشتباكات التي خلّفت قرابة 40 قتيلا و100 جريح في إقليم ناجورنو كارباخ، وذكرت سيلين بيير مانياني مراسلة الصحيفة في إسطنبول أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار إلى أن سكان البلدين يشكلون "شعبا واحدا"، وأن أنقرة تدعم جمهورية أذربيجان بشكل كامل، ودعا إلى إنهاء "الاحتلال" الأرمني للإقليم.

ومن الجانب التركي دائما -كما تقول المراسلة- انتقد أردوغان على مواقع التواصل الاجتماعي تحيز المجتمع الدولي وعدم فعالية مجموعة مينسك المكونة من فرنسا والولايات المتحدة وروسيا، المسئولة عن المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان، وقال لم يكن لدى المجتمع الدولي رد الفعل الضروري والكافي على هجوم أرمينيا الاستفزازي، لقد أظهر مرة أخرى سياسة المعايير المزدوجة.

وأشارت إلى أن أذربيجان بلد مهم لتركيا، ليس فقط لأن سكانها من نفس الأصل العرقي للأتراك ولكن من وجهة نظر إستراتيجية أيضا لأنها تزودها بالغاز الطبيعي وتشكل معها تحالفا ضد أرمينيا. وقالت المراسلة إن تركيا ترى في هذا الصراع أملا إضافيا لترسيخ مكانتها كقوة رئيسية في المنطقة.  ونسبت إلى الكاتب الصحفي إبراهيم كاراجول -رئيس تحرير صحيفة يني شفق اليومية- القول إن الحل العسكري الآن هو المخرج الوحيد، محذرا من أن وقف إطلاق النار مرة أخرى، يعني أن الهجمات الأرمنية ستستمر.

تعاون عسكري

وقال إسماعيل حقي نائب رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في رئاسة الأركان التركية، إنه بناء على اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بين أنقرة وباكو، فإن الجيش التركي أرسل مستشارين عسكريين لمساعدة نظيره الأذري في حربه الحالية ضد أرمينيا كما يقدم له التدريب.

ولم ينف حقي -في تصريحات صحفية استخدام الجيش الأذري أسلحة تركية من بينها طائرات "إف-16" وطائرات بيرقدار المسيرة في حربه الحالية، لكنه أكد أن أذربيجان اشترتها بأموالها في وقت سابق من تركيا. وشدد على أن الأسلحة الثقيلة التي استخدمها الجيش التركي في المناورات المشتركة مع نظيره الأذري، عادت الى تركيا بعد انتهاء المناورة التي جرت في باكو.

وأشار حقى إلى تركيا لن تشارك ميدانيا بجيشها وجنودها في الحرب الدائرة إلا إذا تقدم الجيش الأرميني، واحتل مساحات جديدة وهدد المشاريع التركية هناك، مؤكدا ان ذلك سيكون بالتنسيق مع باكو، وكشف أن روسيا لا تقف مع أرمينيا في هذه الحرب، ولدينا معلومات أنها لن تتدخل ميدانيا على المدى المنظور.

سيناريو الحصار

وحذر الكاتب التركي إبراهيم قراغول، من أنه لو نجحت اللعبة التي تلعبها روسيا وفرنسا والإمارات من خلال أرمينيا فستغلق البوابة الشرقية لتركيا تماما، مؤكدا أن تركيا لابد أن تتدخل فى الصراع لإفشال الحصار من ناحية الشرق مهما كلفها الأمر.

وقال قراغول فى تصريحات صحفية إن المناورات العسكرية التي نفذتها تركيا مع أذربيجان يمكن أن تتحول لحقيقة عند الحاجة، وستكون جبهات أذربيجان جبهات قتال كذلك بالنسبة لتركيا. وكشف ان هناك سيناريو جديدا يهدف لإضعاف أذربيجان، وإغلاق بوابات تركيا الشرقية، فأعداؤنا يختبرون بهذه الهجمات قوة تركيا ومقاومة أذربيجان، وممرات المواصلات وخطوط النفط في بحر الخزر وجنوب القوقاز.

وأكد قراغول ان تركيا لن تتخلى عن أذربيجان أبدا، فهجمات أرمينيا تستهدف تركيا في الأساس، فالأمر لا يختلف كثيرا عن الهجمات التي نفذوها بواسطة داعش وحزب العمال الكردستاني. واعتبر أن الدفاع عن أذربيجان هو دفاع عن تراب تركيا، وقال: هذه هي هويتنا ووعينا السياسي، وهذه هي عقليتنا الجيوسياسية وإستراتيجياتنا الدفاعية.

رسالة روسية

وقال بيرول دمير قيادي في حزب العدالة والتنمية إن أرمينيا بحاجة لموسكو في ظل العداء التاريخي بينها وبين تركيا، لكن روسيا تتردد في زيادة التقارب معها، رغم إبرامها تحالفا طويلا يتضمن بقاء القاعدة العسكرية الروسية على أراضيها حتى 2044. مشيرا إلى أنه وفقا لوكالة "سبوتنيك" (Sputnik) الروسية، تمتلك موسكو قاعدة عسكرية في أرمينيا تضم نحو 5 آلاف جندي.

وأكد دمير، فى تصريحات صحفية أن تجدد الاشتباك هو رسالة روسية لإزعاج أنقرة ومحاولة لإرباكها في أكثر من جبهة إقليمية، موضحا أنه لهذا كان الرد التركي واضحا ليس فقط بالوقوف إلى جوار أذربيجان، بل ومسارعتها بتنسيق الزيارات والمواقف على مستوى القيادات العسكرية. ونوّه إلى استخدام روسيا للصراعات العرقية في منطقة جنوب القوقاز لمصلحتها الخاصة، موضحا أن استراتيجيتها تتمثل في منع الصراعات من الانفجار، لكنهم يريدون إبقاءهم متوترين حتى لا تشعر أذربيجان ولا أرمينيا بالقوة الكافية للشعور بالاستقلالية.

وكشف دمير أن وجود القاعدة العسكرية الروسية جعل الأرمن يشعرون بالدعم الروسي مقابل شعور الأذريين بأن تركيا معهم، حيث تمتلك أنقرة قاعدة عسكرية في أذربيجان وتقف تاريخيا مع باكو ضد يريفان.