وبخوا “ماكرون” ووصفوا السيسي بالمجرم الفظيع.. أوربيون ينبذون إجرام “الديكتاتور المفضل”

- ‎فيتقارير

"لا أتشرف بمشاركته مع السيسي، كانت الكلمات الباردة التي لطمت السيسي وهو يتابع من مدير مخابراته عباس كامل تقرير الصباح ليتصدره فضيحة عالمية نقلتها "فرنسا 24" نفسها عن الكاتب والصحفي الإيطالي كورادو أوجياس الذي أعاد وسام جوقة الشرف لـ "باريس" التي حصل عليها في 2007، بعدما منح الرئيس الفرنسي نفس الوسام للسيسي القاتل لأبناء الشعب المصري والمعتقل للآلاف منهم.
ومساء الثلاثاء 15 ديسمبر، زادت أعداد من ردوا لـ"ماكرون" جائزة جوقة الشرف إلى اثنين من الإيطاليين، معتبرين أنها "إهانة وطنية". حيث صرحت جيوفانا ميلاندري، وزيرة الثقافة السابقة في إيطاليا ورئيسة متحف ماكسسي للفن المعاصر في روما، أنها ستفعل الشيء نفسه. وقالت "ميلاندري" في منشور على فيسبوك الإثنين 14 ديسمبر، إنها ستعيد هي أيضا التكريم الذي حصلت عليه في عام 2003، قائلة إنه أمر محزن، ولكن من الضروري توضيح أن "الشرف" يجب أن يعني شيئا ما. وكتبت: "آمل أن تساعد هذه البادرة في فتح مواجهة صريحة وودية في بلدينا، حيث يجب أن تكون القيم التي نريد الدفاع عنها وتعزيزها والاستمرار في تكريمها في أوروبا الديمقراطية وعالم العولمة".
مجرمون فظيعون
واعتبرت صحيفة "إكسبريس" البريطانية أن ماكرون أثار الجدل عندما سلم السيسي صليب وسام جوقة الشرف خلال زيارة رسمية لباريس الأسبوع الماضي، في وقت يهتم السيسي فيه بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وتعرض لانتقادات بسبب عدم تعاون مصر بشأن وفاة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في 2016، بعد اختطافه والعثور على جثته معذبا ومشوها بعد أيام.
وكتب الصحفي الإيطالي وعضو البرلمان الأوروبي السابق، أوجياس، أنه سيعيد ميداليته الآن، واتهم السيسي بالتواطؤ في الجريمة، وذلك بمقال نشر له بصحيفة "La Repubblica" –حيث كان أوجياس صحفيا بها- وذهب بعده ــ مستاء ــ إلى مقر السفارة الفرنسية في روما لتسليم وسام جوقة الشرف الإثنين الماضي. وقال أوجياس: "أشعر أنني مدين بهذا العمل للرابطة العاطفية العميقة التي تربطني بفرنسا…في رأيي، لم يكن على الرئيس إيمانويل ماكرون أن يمنح وسام جوقة الشرف لمن (…) جعل نفسه موضوعيا شريكا لمجرمين فظيعين". وأضاف "أقول هذا لذكرى الباحث جوليو ريجيني، ولكن أيضًا لفرنسا، للأهمية التي لا يزال يمثلها هذا التمييز، بعد قرنين من إنشائه".
استضافة مجرم
كلا المثقفين الإيطاليين، أشار بحسب تقرير آخر نشرته "نيويورك تايمز" إلى دور مصر في اختطاف وتعذيب وقتل طالب الدكتوراه الإيطالي في القاهرة عام 2016، بالإضافة إلى انتهاكات النظام الأخرى لحقوق الإنسان. وانتقد كلاهما فتح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البساط الأحمر لزيارة السيسي التي استمرت يومين الأسبوع الماضي ومنحه أعلى وسام فرنسي خلال حفل مغلق في 7 ديسمبر، لم يُعلن عنه إلا بعد أن نشر مكتب السيسي (…) صورا لها. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تزامن الحدث مع وضع المدعين العامين في روما رسميا الأسبوع الماضي أربعة أعضاء رفيعي المستوى في قوات الأمن المصرية قيد التحقيق بشأن وفاة جوليو ريجيني، الذي أدى مقتله في عام 2016، إلى توتر العلاقات بين روما والقاهرة وأدى إلى تحفيز مجتمع حقوق الإنسان في إيطاليا.
اعتراض فرنسي
وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن زيارة الدولة التي قام بها السيسي أثارت احتجاجات من قبل نشطاء حقوق الإنسان الغاضبين من ترحيب فرنسا به على الرغم من شن نظام السيسي أعنف حملة قمع ضد المعارضة في تاريخ مصر الحديث. في ذلك الوقت. وأشارت إلى أن حفل توزيع الجوائز بدون الصحافة قبل العشاء في قصر الإليزيه الرئاسي في باريس. في حين لم يكن الحدث مدرجًا على جدول أعمال ماكرون الرسمي. وقال السفير الفرنسي في إيطاليا كريستيان ماسيه، إنه يحترم أوجياس ودافع عن سجل الحكومة في مجال حقوق الإنسان.
واستدركت الصحيفة أن فرنسا التي دافع عنها سفيرها بإيطاليا، منحت وسام جوقة الشرف لأبطال الحرب والكتاب والفنانين ورجال الأعمال الفرنسيين. لكنها مُنحت أيضا لقادة ذوي سجلات مشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان، بما في ذلك الرئيس السوري بشار الأسد (رغم أنه أعادها في عام 2018) والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. كما قامت فرنسا في بعض الأحيان بتجريد أشخاص من الشرف، بما في ذلك منتج هوليوود هارفي واينستين في عام 2017، في أعقاب اتهامات بسوء السلوك الجنسي ضده.

ووقعت فرنسا ومصر خلال الزيارة عقود مساعدات تنموية فرنسية والتعاون في مجالات المستشفيات والنقل. وفي مؤتمره الصحفي مع السيسي، برر ماكرون هذا التعاون، واستبعد أن يكون مشروطا بقضايا حقوق الإنسان، قائلا إن مصر هي الشريك الرئيسي لفرنسا في مكافحة التطرف. وقال: "سيكون غير فعال من حيث حقوق الإنسان وسيؤدي إلى نتائج عكسية في الحرب ضد الإرهاب – ولهذا السبب لن أفعل ذلك". الأمر الذي عده مراقبون تحريضا فرنسيا للسيسي من أجل انتهاك المزيد من حقوق الإنسان بذريعة الحرب على الإرهاب.