من “التوفيقية” إلى “فيصل” و”الموسكي”.. هل حرائق القاهرة قضاء وقدر؟

- ‎فيتقارير

مع غياب الأمن والأمان وانتشار الفوضى وأعمال القتل والسرقة والنهب والسطو المسلح والتحرش وخطف الفتيات بسبب انشغال وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بالأمن السياسي وتأمين النظام على الأمن الاجتماعي الذي يتعلق بحماية الشعب، بدأت تظهر مؤخرا ظاهرة جديدة تتمثل في الحرائق التى لم تعد تتوقف، وأصبحنا ننتقل من حريق إلى آخر، وكأن الحرائق عجلة دوارة تنتقل من منطقة إلى أخرى ومن حي لآخر. بدأت بحريق هائل بمخزن أحذية بمنطقة فيصل إلى حريق يلتهم 22 محلا بسوق التوفيقية، ثم حريق الرويعى والموسكى وحارة اليهود وحرائق المترو والقطارات بل وحرائق السيارات التى لا تتوقف.

حريق فيصل
اندلع حريق هائل في مخزن أحذية بمنطقة الطوابق في فيصل بمحافظة الجيزة، واستمر الحريق مشنعلا لمدة 4 أيام، وحتى كتابة هذه السطور، ما أدى إلى تدمير العمارة كاملة والتي تضم 105 شقة، وتضرر 3 عمارات مجاورة، بخسائر لا تقل عن 50 مليون جنيه، واشتعل الحريق في مخزنالأحذية الذي يمتلىء بالمواد القابلة للاشتعال، ما أدى إلى اشتعال حريق ضخم لمم تتمكن قوات الحماية المدنية من إطفائه.

سوق التوفيقة
شهدت منطقة سوق التوفيقية برمسيس حريقا هائلا، صباح الجمعة 29 يناير 2020م، التهم عددا من العقارات وخسائر بنحو 22 محلا بالمنطقة، وهكذا استيقظ المصريون على حريق جديد ضرب قلب العاصمة، التي لا يمر أسبوع إلا وتزورها ألسنة النيران، وسط صدمة من جانب التجار وسكان المنطقة. وشب الحريق في العقارين رقم 14 و16 بشارع التوفيقية من شارع البورصة بحي الأزبكية، ثم انتقل إلى العقار رقم ١٠ المقابل. ثم امتد إلى عدد من المحال التجارية بالمنطقة. وأسفر الحريق عن خسائر بنحو ٢٢ محلًا، وكشفت التحقيقات أن الحريق اندلع بالطابق الأرضي للمخزن ثم امتدت النيران إلى بقية الأدوار وإلى المحال الملحقة به .

اشتعال الرويعي
فى9 مايو 2016؛ اندلع حريق ضخم بسوق الرويعي بالعتبة استمر لساعات طوال، وأسفر عن تفحم نحو 3 جثث وإصابة أكثر من 88 شخصا، فضلا عن خسائر قدرت بملايين الجنيهات. الحريق بدأ من أحد الفنادق، وامتدت ألسنته لتطال عقارات عدة ومحال، ودفعت قوات الدفاع المدنى، بنحو37 سيارة إطفاء لمكان الواقعة. وأكدت اللجنة الفنية التى عاينت مكان الحادث ومحيطه أن الحريق تسبب في تدمير 4 عقارات هي : فندق الأندلس، والعقار رقم (7) شارع يوسف نجيب مع شارع الباب الشرقى، والعقار رقم 11 بشارع يوسف نجيب، والعقار رقم 13 بشارع يوسف نجيب.
وكشفت اللجنة فى تقرير لها أن بداية الحريق كانت من منطقة فرش البضائع على الرصيف المقابل للفندق،-وفقًا لشهود عيان-، وذكر التقرير أن المعاينة كشفت عن عدم وجود شبكات إنذار آلي بالمباني بجانب غياب شبكات إطفاء الحريق وخزانات مياه مخصصة أو مضخات حريق للمبانى، ولا يوجد شبكة إطفاء حريق مدنية بالشوارع والطرقات المحيطة بالمباني، فضلا عن أن شبكات الكهرباء مدمرة بالكامل داخل المبانى المحترقة. وبالنسبة للإشغالات الموجودة بالمبانى، فإنها غير مطابقة للاستخدام المفروض وجودها عليه برخصته، مثل استخدام مخازن أقمشة داخل فندق سياحى مخصص لهذا الغرض.

حارة اليهود
في 3 مايو 2019؛ نشبت النيران في عدد من المحال بحارة اليهود بالموسكي، طالت نحو 40 محلا وأصابت قرابة 51 شخصا. الحريق اندلع بمخزن بالطابق الأرضى بعقار مكون من أربعة طوابق، بشارع اليهود، منطقة الأزهر، ونظرا لضخامته انتشرت 20 سيارة إسعاف بمحيط الواقعة، حيث تم إسعاف 41 حالة بموقع الحادث ، كما تم نقل 20 آخرين منهم 19 إلى مستشفى أحمد ماهر، وحالة إلى مستشفى سيد جلال. وتم رفع درجة الاستعداد بمستشفيات معهد ناصر، وأحمد ماهر، والمنيرة، وأم المصريين، وشبرا العام؛ حيث تم توفير 40 سرير حروق، بالإضافة إلى 40 آخرين رعاية حروق. وكشفت التحريات أن الحريق وقع نتيجة ماس كهربائى داخل محل عطور، وامتدت النيران لمحلات مفروشات وملابس. ولم يكن هذا الحريق الأول الذي تشهده حارة اليهود فسبقه وقائع عدة حيث نشب حريق هائل في الساعات الأولى من صباح الأحد الموافق 19 سبتمبر 2015، بـ "حارة اليهود" ، طال عددا من المحال.

الموسكي
في 18 يوليو 2020؛ شهدت منطقة الموسكي وبالتحديد العقار ١٥ شارع الموسكي مع شارع الشواذلية حريقا هائلا، وتم الدفع بـ 8 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق، ولم تُسفر الواقعة عن إصابات أو وفيات. وتم تشكيل لجنة هندسية لبيان تأثر العقار من الحريق عقب انتهاء النيابة العامة والبحث الجنائى من معاينة المكان لبيان أسباب الحريق.

الغورية
بينما كانت المحاولات تجرى لإخماد حريق الرويعى، اندلع فى الساعات الأولى من اليوم التالى فى 11 مايو 2016 حريق بمنطقة ليست ببعيدة عنه، حيث تفحمت عشرات محال الأقمشة بالكامل بمنطقة الغورية.. وفى الوقت الذى ذكرت داخلية الانقلاب أن الحريق أسفر عن اشتعال النيران بنحو 6 محال تجارية والسيطرة عليه، أكد شهود عيان من الباعة هناك أن أكثر من 15 محلا تفحم بما فيه من بضاعة، تترواح قيمة الخسائر المالية بين 200 ألف لـ 400 ألف جنيه للمحل الواحد. المفارقة أنه فى اليوم التالى 12 مايو 2016 نشب حريق فى مبنى محافظة القاهرة، بعد سلسلة حرائق بدأت بالرويعى ثم الغورية واكتملت بحريق المحافظة.

سنترال العتبة
في 13 أغسطس 2015؛ اندلع حريق بسنترال العتبة فى تمام الساعة الواحدة والربع صباحا، وتبين أن النيران نشبت بالدور السادس بالسنترال وامتدت للأدوار السابع والثامن. وتم منع امتدادها للأسفل إلى الأدوار الخامس والرابع أى من الجانب الشمالى. واضطرت قوات المطافى إلى استخدام السلالم الهيدروليكية للوصول إلى الأدوار العليا من أجل السيطرة على الحريق وعدم امتداده لباقى المبنى.

عقار المرج
"5" أفراد من أسرة واحدة فارقوا الحياة في غضون لحظات، بعدما أحاطت بهم النيران من كل جانب، إثر حريق ضخم شبّ في منزلهم، ليلفظ الأب والأم أنفاسهما الأخيرة و3 من أبنائهما، في واقعة مأسوية بأحد عقارات منطقة المرج. بدأت القصة بتلقي غرفة العمليات المركزية بمحافظة القاهرة بلاغًا بنشوب حريق بشقة سكنية بالمرج وتبيّن اندلاع النيران بمنزل في الطابق الثاني فوق الأرضى لعقار مكوّن من أرضي و 6 طوابق بسبب ماس كهربائي. نتج عن الحريق 5 حالات وفيات هم أب و أم و3 أبناء وحالة إصابة لطفلة تم نقلها لمستشفي السلام. وكشفت لجنة هندسية شكلتها محافظة القاهرة لفحص العقار رقم 23 شارع عبد الحميد مبدي مدينة الاندلس – عزبة النخل مؤسسة الزكاة بحي المرج، عن عدم تأثر العقار بالحريق الذى اندلع بالدور الثانى بإحدى شقق العقار نتيجة ماس كهربائي، وأسفر عن مصرع 5 من أسرة واحدة.