شكوك حول قبول “السلطة” فوز حماس.. هل تنجح الانتخابات الفلسطينية في تحقيق المصالحة؟

- ‎فيعربي ودولي

اتفقت حركتا حماس وفتح ، وهما الفصيلان الرئيسيان على الساحة الفلسطينية، على إجراء الانتخابات، لكن الخبراء يعتقدون أن الانتخابات القائمة على إطار اتفاقات أوسلو غير مجدية. وفى اجتماع القاهرة اتفقت الحركتان على إجراء انتخابات بعد فترة 15 عاما إلى جانب توقيع اتفاق مصالحة. وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد أصدر مؤخرا مرسوما ينص على أن الجولة الأولى من الانتخابات ستجرى في مايو.

وهذه التطورات ليست جديدة على الفلسطينيين الذين يعيشون تحت غزة التي تقودها حماس أو الضفة الغربية التي تسيطر عليها فتح، وكانت حماس وفتح قد وقعتا في السابق على اتفاقات مصالحة مختلفة، كما دعا عباس إلى إجراء انتخابات عدة مرات من قبل.

وبالنسبة لسامي العريان، الأستاذ الفلسطيني الأمريكي البارز، فإن اتفاق القاهرة لا يرقى إلى أي شيء تقريبا بل إنه يمكن أن يزيد الوضع الفلسطيني سوءا؛  لأن الإطار برمته يستند إلى اتفاقات أوسلو التي ماتت إلى حد ما.

وأضاف العريان، في تصريحات صحفية: "أعتقد أن الأمر برمته مهزلة لأنني لا أعتقد أنه يمكنك إجراء انتخابات في ظل الاحتلال، أعتقد أن هذا المفهوم الكامل لإضفاء الشرعية على سلطة (السلطة الفلسطينية) التي تعمل تحت الاحتلال هو في غير محله. يجب أن نكون في عصر مقاومة الاحتلال وأن الشرعية يجب أن تأتي من فعل المقاومة".

وأوضح "العريان" أنه بدلا من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، يميل الفصيلان الفلسطينيان الرئيسيان إلى الإذعان في مواجهة الفظائع المستمرة التي ترتكبها الدولة اليهودية، مع إعطاء الأولوية للانتخابات على المقاومة، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك برنامجهما السياسي.

ظل اتفاقات أوسلو

وتابع: "الفكرة التي تحدث الآن هي أنهم ينتخبون ما يسمى بالمجلس التشريعي ليكون جزءا من الهيئة السياسية للفلسطينيين، أعتقد أن هذا خطأ وينبغي أن يتم ذلك تماما بعيدا عن عملية أوسلو"، لقد ماتت أوسلو لسنوات".

وفي أوائل التسعينيات، وبعد عقدين من القتال، توسطت واشنطن للتوصل إلى تسوية سلمية بين إسرائيل وقادة منظمة التحرير الفلسطينية، وقد منحنا ذلك اتفاقات أوسلو الأولى في عام 1993 واتفاقات أوسلو الثانية في عام 1995.

وأعادت الاتفاقات بعض الأراضي إلى منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، ولكنها كانت قليلة جدا بالنسبة للفلسطينيين بعد معاناة شديدة وفقد الكثير من أراضيهم، كما كانت القوات الإسرائيلية تسيطر بشدة على وجود منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية، مما جعل المنظمة محاصرة حرفيا من جميع الأطراف.

ويقول العريان إنه في حين انتهكت إسرائيل اتفاقات أوسلو ووسعت احتلالها لفلسطين، فإن حماس وفتح لا تزالان تحاولان التنقل داخل أوسلو حتى بعد أكثر من عقدين من الفشل.

لماذا مصر؟

ويرى د. حمزة زوبع، الإعلامي والمحلل السياسي أن "الانتخابات جيدة لكنها ليست كافية لأن السؤال المستمر الذي لم تتم الإجابة عنه هو: هل تعتقد أن منظمة التحرير الفلسطينية أو الدول الغربية ستسمح لحماس أو جناحها السياسي بالفوز؟ بالنسبة لي لست متأكدا من أنهم سيفعلون ذلك". مشيرا إلى أنه لا يعتقد أن السلطة الفلسطينية ستقبل نتائج الانتخابات.

وأضاف زوبع أن ما يحدث "محاولة أخرى وقد تكون أخيرة للجمع بينهما (حماس وفتح) لكنني لا أثق بزعماء منظمة التحرير الفلسطينية لأنهم اسقطوا بندقية المقاومة منذ فترة طويلة، لم يكسبوا شيئا سوى بعض الهيبة والكثير من المال".

وكانت مصر لفترة طويلة وسيطا للسلطة بين (إسرائيل) وفلسطين، وكذلك بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. ويشير "زوبع" إلى أن "هذا الاجتماع كان حتميا، كان المصريون يدفعون كلا الطرفين إلى التوصل إلى تفاهم ووضع القواعد لما يسمى بالانتخابات".

كما يرى دوافع أخرى إلى جانب الحكومة الاستبدادية في البلاد، التي انتقدت جماعات حقوق الإنسان سلوكها غير الديمقراطي منذ فترة طويلة. وتساءل: "هل تعتقد أن السيسي ديمقراطي بما يكفي لتشجيع الديمقراطية ودعمها في فلسطين أو في أي مكان آخر؟

وتابع زوبع: "الاجتماع يشكل رسالة من السيسي إلى بايدن مفادها أن "لدي دور يجب أن ألعبه في المنطقة حتى لا تكون قاسيا معي". 

مشاكل في طريق الانتخابات

وقال كامل حواش، رئيس حملة التضامن الفلسطينية والعضو المؤسس في المجلس البريطاني للسياسات الفلسطينية إن " الانتخابات المقترحة تواجه عددا من المشاكل، الأول هو انتخابات المجلس التشريعي التي هي في الحقيقة نتاج اتفاقات أوسلو، لذا فإن إجراء الانتخابات من شأنه أن يعيد الشرعية إلى اتفاقات أوسلو، التي كانت كارثية ويجب على القيادة الفلسطينية التخلي عنها".

وانتقد حواش الفكرة القائلة بأن الانتخابات يجب ألا تشمل الفلسطينيين الذين يعيشون في الخارج مثله، ووفقا للبيان المشترك بين حماس وفتح، لا يمكن التصويت في الانتخابات إلا للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية.

ووفقا لاتفاق القاهرة فان اللاجئين الفلسطينيين فى لبنان وسوريا والأردن لن يشاركوا فى الانتخابات، ونتيجة لذلك، لا توجد معلومات كافية للحكم على ما إذا كانت هذه الانتخابات ديمقراطية حقا، ما يؤدي إلى تشكيل حكومة فلسطينية تمثيلية حقا، وفقا لـ"حواش".

 

https://www.trtworld.com/magazine/will-elections-bring-change-to-palestine-44092