مصر بقائمة مناطق التراث المهددة بالخطر.. اليونسكو تفضح مشاريع السيسي بالقاهرة

- ‎فيتقارير

ضمن سياسات التوحش الرأسمالي، يدير الطاغية عبدالفتاح السيسي وعساكره أكبر مشروع لتفريغ القاهرة من سكانها عبر تجريف أحياء القاهرة من مبانيها وسكانها، لصالح مستثمرين عرب وأجانب؛ حيث يجري ترسية تلك الأراضي ذات المواقع الاستراتيجية عليهم، كما جرى مع المستثمرين الإماراتيين الذين سيطروا على منطقة ماسبيرو، ويعدون مشروعا للسيطرة على أراضي جزيرة الوراق.
وخلال سنوات ما بعد انقلاب 3 يوليو 2013م، انفتحت شهية السيسي وعصابته للسيطرة والسمسرة على أراضي القاهرة القديمة والتاريخية بعد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث تجرى مخططات نقل الوزارات والمباني الحكومية إلى العاصمة الجديدة، ومن ثم بيع تلك المقار التي يدخل بعضها ضمن التراث العالمي كمجمع التحرير ومقار ووارة الداخلية والصحة.
ومؤخرا، تلقت مصر تحذيرا من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، بنقل التراث المصري إلى قائمة التراث المهدد بالخطر. ونقلت مديرة مركز التراث العالمي "ميتشيلد روسلر"، التابع للمنظمة، لحكومة الانقلاب المصرية قلق المنظمة الدولية من تجاوزات الحكومة المستمرة والمتواصلة تجاه العديد من المواقع التراثية والأثرية.
تجاهل حكومي

وانتقد "روسلر" خلال لقاء مع رئيس الوزراء بحكومة الانقلاب مصطفى مدبولي، أعمال الإنشاءات التي تتم بعيدا عن التنسيق مع المنظمة، خاصة تجاهل الحكومة إمداد المنظمة الدولية بتفاصيل خطة حكومية لشق طريقين سريعين عبر هضبة الأهرامات، بمحافظة الجيزة.
وترافق الانتقاد الدولي لحكومة الانقلاب مع تصريحات لمدبولي نفسه عن الأماكن الأثرية القديمة بقلب القاهرة والتي وصفها بأنها تحولت لمقالب زبالة مقززة، دون أن يتذكر أن مسئولية حماية التاريخ والتراث والآثار والنظافة هي مسئولية حكومته التي فشلت في كل شيء.
وتؤكد العديد من المصادر عن نية اليونسكو نقل مصر من قائمة التراث العالمى إلى قائمة التراث المهدد، خاصة بعد الكشف عن مشروع لإنشاء كوبري علوي بطول كيلومترين في ضاحية مصر الجديدة، سيضر بعدد من المواقع التراثية، منها كنيسة "البازليك" الشهيرة.
والعام الجاري، أعلنت محافظة القاهرة عن إزالة 2760 مقبرة ضمن مشروع لتوسيع الميدان وإنشاء كوبري بديل لكوبري السيدة عائشة يربط بين طريق صلاح سالم ومحور الحضارات في منطقة عين الصيرة. وتقع منطقة السيدة عائشة ضمن الحدود المقترحة من اليونسكو لمنطقة القاهرة التاريخية التي كانت اليونسكو أدرجتها ضمن مواقع التراث العالمي، بطلب من القاهرة سنة 1979م.
وكانت "اليونسكو" انتقدت نقل مصر 4 كباش من محافظة الأقصر لتزيين ميدان التحرير، العام الماضي. وتعد التماثيل رمزا من رموز أحد آلة المصريين القديمة "أمون رع". ويرجع تاريخها إلى نحو 3500 عام. وطريق الكباش هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك مرورا بـ"معبد موت".

مشروع القاهرة 2050
وبحسب الصحفي عامر عبد المنعم، المعتقل حاليا في سجون العسكر، في دراسة نشرها العهد المصري للدراسات، في سيتمبر الماضي، «يتعرض قلب العاصمة القاهرة لعملية سطو ممنهجة تتشارك فيها منظمات دولية ودوائر خارجية بالتواطؤ مع شخصيات ومراكز نفوذ داخل السلطة المصرية، للسيطرة على كل المنطقة من جبل المقطم إلى نهر النيل وتدويلها لإنشاء منطقة مغلقة يسكنها ويديرها الأجانب، تشبه المنطقة الخضراء ببغداد. ويتم تنفيذ عملية السرقة بمزاعم الحفاظ على القاهرة التاريخية، وإعادة قلب العاصمة إلى ما كانت عليه في القرن التاسع عشر، على النحو الذي ورد في الخريطة التي حددها علماء الحملة الفرنسية في كتاب “وصف مصر” عام 1807 والخريطة التي رسمها الفرنسي L. Thuillier عام 1888 والخريطة التي رسمها جراند بك مدير التنظيم بالقاهرة عام 1974م.
الغطاء الذي يتم التحرك من خلاله هو منح المنطقة لليونسكو باعتبارها منطقة تراث عالمي، وما يترتب عليه من تدويل الإدارة، ونزع سلطة الدولة عن المنطقة سواء المناطق الأثرية أو المنطقة المعاصرة التي تم ضمها باعتبارها منطقة حماية فاصلة تخضع لإشراف الخبراء الدوليين. في الوقت الذي يزعمون فيه تحويل قلب القاهرة إلى متحف وتراث تاريخي للسائحين يقومون بتنفيذ مخطط القاهرة 2050 الذي يقف خلفه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الذي يعمل على تغيير ديموغرافي بطرد السكان المصريين وبناء أبراج وناطحات سحاب على النيل لإقامة الأجانب العاملين في مصر».
وهكذا تسير مصر نحو التفكك والعشوائية كغنيمة يتلاعب بها العسكر الذين انتفشت في عهدهم تجارة الآثار وتهريبها من مصر، عبر البر والبحر والحقائب الدبلوماسية وتحت سمع وبصر الجميع.