مواثيق الشرف الإعلامية والكيل بمكيالين

- ‎فيمقالات

التزام وسائل الإعلام عموما بميثاق الشرف المهني جزء أصيل من عملها، وشرعية بقائها، لا يعجبني استدعاء مواثيق الشرف عند الأزمات فقط، لأن من يفعلون ذلك يقصدون أشياء أخرى غير مواثيق الشرف التي لا يعرفون نصوصها .
الالتزام بميثاق الشرف الصحفي أو الإعلامي هو التزام دائم في كل الظروف، وهذه المواثيق لا تفرضها السلطات بل يضعها الصحفيون أو الاعلاميون أنفسهم تحت مظلة نقاباتهم.
شاركت شخصيا في صياغة ميثاق الشرف الصحفي الحالي في نقابة الصحفيين (صدر عام ١٩٩٨ بعد أزمة القانون ٩٥) ، وشاركت من خلال موقعي كأمين عام مساعد للمجلس الأعلى للصحافة في تطبيق هذا الميثاق عام ٢٠١٢، وأحلنا العديد من الشكاوى التي وردتنا بعد ثبوت جديتها إلى نقابة الصحفيين للتصرف فيها باعتبارها الجهة المختصة بمساءلة أعضائها، كما أعددت منذ عدة شهور مشروع ميثاق شرف لرابطة الإعلاميين المصريين في الخارج، وكان الأمر تحت نقاشات أولية تمهيدا لعرضه على الجمعية العمومية التي تأجلت بسبب الكورونا، وكان ذلك بمبادرة ذاتية منا لم يطلبه أحد، ولم تكن هناك أي بوادر لأزمات حين بدأنا النقاش.
المطالبة بتطبيق المواثيق الإعلامية ليست عملية انتقائية، بل ينبغي أن تلزم بها كل وسائل الإعلام سواء داعمة للنظام أو معارضة له.
أدعو نقابتي الصحفيين والإعلاميين لتطبيق هذه المواثيق وفق آلية شفافة ومقبولة على الجميع بدون استثناء.
وإذا كان الإعلام المعارض يرتكب بعض المخالفات لهذه المواثيق فإن الإعلام الموالي يرتكب خطايا وبصورة أكبر كثيرا، ويتنصل من أي التزام أخلاقي نظرا لاحتمائه بالسلطة.