قبل الملء الثاني لسد النهضة..  إثيوبيا تواصل خداع السيسي بهذه الوسائل!

- ‎فيتقارير

فى ظل فشل المفاوضات بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، وإصرار أديس أبابا على إتمام مرحلة الملء الثاني بإرادتها المنفردة خلال يوليو المقبل، استقبلت أبواق تصريحات وزير الري الإثيوبي سيليشي بيكيلي، أمام مؤتمر بحثي في جامعة أربا منش والتى قال فيها إن إثيوبيا لن تكون قادرة على تعلية سد النهضة للحد المطلوب، وبالتالي قد يفشل الملء الثاني للسد المتوقع خلال شهر يوليو المقبل بفرحة غامرة؛ معتبرة ذلك انتصارا حققه السيسي فى مواجهة إثيوبيا التى لا تعترف بحقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل وتسعى للسيطرة على المياه والتحكم فيها.

وزعمت أبواق السيسي أن هذا التراجع الإثيوبى جاء بعد التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة بين الجيشين المصرى والسودانى مؤخرا تحت عنوان “نسور النيل 1″ و”نسور النيل 2″ و”حماة النيل” وموقف الجامعة العربية وعدد من المؤسسات الدولية الداعم لمصر.

يشار إلى أن إعلام الانقلاب وأبواقه كان قد اجتزأ تصريحات وزير الرى الاثيوبى، وتجاهل تأكيد الوزير أن العمل جار وأن بلاده في سباق مع الزمن للانتهاء من بعض الأعمال الهندسية في البوابات الثلاثة عشر قبل التخزين القادم. وشدد على أنه سوف يتم العمل على رفع الممر الأوسط إلى ارتفاع 573 متر بدلا من 595 متر، وسوف يتم الانتهاء من التخزين في يوليو.

كانت إثيوبيا قد أعلنت مرارا أن الملء الثانى لخزانات سد النهضة سيتم فى شهر يوليو المقبل سواء وافقت مصر والسودان على ذلك أم لم توافق، كما رفضت إثيوبيا التوقيع على اتفاق ملزم لإدارة وتشغيل السد مع دولتى المصب؛ وهو ما يكشف الفشل الذريع للمفاوضات التى يجريها نظام الانقلاب منذ سنوات، ويؤكد أن هذه المفاوضات لم تحقق أى نتيجة تذكر.

 

استدراج إثيوبي

حول هذه التطورات، قال الدكتور أحمد المفتى، خبير الموارد المائية السودانية، إن ما يحدث هو بمثابة  استدراج وحيلة لإرساء سابقة بأن لإثيوبيا الحق في الملء الثاني بإردتها المنفردة، إلا إذا حال حائل فني دون ذلك، مشيرًا إلى أن الاستدراج يكتمل بعودة السودان ومصر إلي طاولة المفاوضات، لأن تلك العودة تقنن ذلك الجزء من الملء الثاني الذي قامت  إثيوبيا به بإرادتها المنفردة، كما يمهد الطريق لتكمل إثيوبيا الملء الثاني متي أرادت.

وأوضح المفتى فى تصريحات صحفية، أنه  سبق واكتسب الملء الأول شرعيته بعودة السودان ومصر إلى طاولة المفاوضات علي الرغم من  أن ذلك الملء قد تم بإرادة إثيوبيا المنفردة، والآن تريد أديس أبابا أن تكرر نفس التجربة.

وشدد على ضروة أن تعلن كل من السودان ومصر رفضهما لقيام إثيوبيا بأي قدر من الملء بإرادتها المنفردة إلا إذا  تم بعد إبرام اتفاق ملزم. وحذر المفتى دولتى المصب من العودة لطاولة المفاوضات قبل أن توقف إثيوبيا كافة أنشطتها في سد النهضة إلي حين الوصول إلي ذلك الاتفاق.

 

مواجهة حاسمة

وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الري المصري الأسبق، إن التراجع الإثيوبي عن تعلية الجزء الأوسط من السد إلى منسوب 573 مترا بدلا من 595 مترا فوق سطح البحر واستكمال الملء الثانى العام القادم ليس مفاجأة، مشيرا إلى أن إثيوبيا تحاول بذلك تجنب المواجهة مع مصر والسودان. وأضاف علام فى تصريحات صحفية، أنه يكفى التعلية حتى منسوب 565 مترا على الأكثر وبما يضمن تشغيل التوربينات المنخفضة للسد.

وتوقع أن تواصل إثيوبيا استفزازاتها وقراراتها المنفردة حتى الانتهاء من بناء السد وتشغيله وفرض الأمر الواقع على دولتى المصب مصر والسودان، مطالبا بضرورة أن تكون هناك مواجهة حاسمة لهذا الاستهتار الإثيوبى من أجل الحفاظ على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل.

 

موقف موحد

وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة، إن وزير الرى الإثيوبي لم يحدد أية كميات تخزين للمياه رغم أن المستهدف هو تخزين  13.5مليار متر مكعب من المياه، ومن المفروض لإتمام عملية التخزين أن يصل المنسوب إلى 595 مترا فوق سطح البحر، ولكن من الواضح أن هناك صعوبة تواجه إثيوبيا لتحقيق ذلك، وبالتالى ستكتفى بأن يصل السد إلى 573  مترا فقط أى ما يسمح بتخزين  7 مليار متر مكعب من المياه.

وأشار شراقى فى تصريحات صحفية، إلى أنه حتى الآن لم يتم زيادة الارتفاع إلا إلى 400 متر فقط وهو ما لا يسمح بتخزين الكمية المعلنة من قبل وكل متر يتم رفعه يسمح بتخزين من نصف مليار إلى مليار متر مكعب من المياه، موضحاً أن الممر الأوسط وتعليته ليس هو المشكلة، ولكن الأزمة فى مكان تفريغ المياه من أجل العمل على اكتمال الإنشاءات.

وأوضح إن إتمام عملية الملء الثاني بالكامل تحتاج إلى إنهاء 13 نفقا ومعهم 13 توربين وبوابات، ولكن حتى الآن لم يتم العمل سوى  فى خمسة فقط ؛ولذا من الصعب الانتهاء قبل موعد قدوم الفيضان، وحتى مع اكتمال البوابات لن تستطيع الإنهاء فى مدة ثلاثة أسابيع.

وحذر شراقى من أن إتمام التخزين بدون اتفاق يضر كل الأطراف، كما يعني مواصلة إثيوبيا خطتها بإقامة المزيد من السدود بدون اتفاق، وسيكون الضرر شديدا على مصر والسودان في هذه الحالة. وطالب بضرورة أن يكون هناك موقف موحد لمصر والسودان في المرحلة القادمة لمواجهة التعنت الاثيوبي، لافتاً إلى  أن التخزين وصل حتى الآن إلى حوالى 4 مليار متر مكعب، وهذه الكمية يمكن تخزينها خلال الثلاثة أسابيع الأولى من شهر يوليو كما حدث العام الماضى، وتشغيل أول توربينين في أغسطس المقبل وعدم اكتمال تشغيل كافة التوربينات.