واصلت أسعار زيوت الطعام ارتفاعها للشهر الثالث على التوالي في ظل قرارات حكومة الانقلاب التي لا تراعي الأوضاع الاقتصادية وتراجع دخول المصريين وتوقف الكثير من الأنشطة وإغلاق آلاف المصانع وتسريح الموظفين، حيث شهد الزيت ارتفاعا جديدا فيما توقع عدد كبير من تجار البقالة بالغرف التجارية زيادات جديدة لأسعار الزيت الحر بالأسواق وهو ما يؤثر سلبا على المواطنين خاصة الغلابة ومحدودي الدخل الذين يحصلون على احتياجاتهم الضرورية بالكاد.
وكشف التقرير الشهري للغرفة التجارية في القاهرة، أن "سوء الأحوال الجوية في الدول التي تستورد مصر منها زيوت الطعام كروسيا وأوكرانيا، وتأخر الشحنات في الموانئ وقرار رفع سقف إيداع وسحب الدولار في البنوك المصرية، ساهم في تراجع المعروض من السلعة في الأسواق وبالتالي ارتفاع سعرها".
وأشار التقرير إلى أن "رفع أسعار الزيت التمويني مؤخرا، أثّر بالسلب على الزيت الحر المطروح في الأسواق، حيث ارتفعت أسعاره بنسب 7.9% و12% لزيادة الطلب عليه، كما شكَّل غياب وضع إستراتجيات وخطط من قبل وزارة تموين الانقلاب والمسؤولين لتخزين احتياطي إستراتيجي من الزيت لتلبية الطلب في مثل تلك الأوقات أزمة في تلبية احتياجات المواطنين وبالتالي ارتفاع الأسعار".
يشار إلى أن "متوسط الاستهلاك السنوي للفرد في مصر من زيت الطعام بلغ 18.1 كيلوجرام ويوجد فجوة كبيرة بين الإنتاج والاستهلاك، وتستورد مصر أكثر من 85% من الزيوت من الخارج".
يذكر أن "الشركة القابضة للصناعات الغذائية، كانت تبيع عبوة الزيت ذات السعة الـ1 لتر بسعر 17 جنيها لمستحقي الدعم، خلال الفترة الماضية، وهو ما يعني أن هناك زيادة في السعر بدءا من أول يونيو الماضى بقيمة 4 جنيهات على اللتر الواحد".
الشركات الموردة
كانت الشركات الموردة لـ«زيوت الطعام»، قد طبقت الأسعار الجديدة لزيت الأولين الذي ارتفع بقيمة 15% في الأسواق، متاثرا بتراجع الإنتاج العالمي، فيما استقرت أسعار باقي أصناف الزيوت حيث لجأت الشركات إلى تخفيض وزن العبوات".
ووفقا للأسعار الجديدة لزيوت الأولين المتداولة في الأسواق حاليا، يباع أولين جركن 20 كيلوجرام بسعر 447.75 جنيه، وأولين صفيحة 16 كيلوجرام بسعر 397.75 جنيه، وأولين برميل 50 كيلوجرام منخفض الكثافة بسعر 168جنيه.
ويباع زيت كريستال كرتونة 12 عبوة بسعر 393.5 جنيها ، فيما تباع كرتونة زيت الأصيل للعبوة 750 لتر بسعر 320.25، ويباع جركن عباد 10 لتر بسعر 432.5 جنيها ويباع زيت عباد هلا كرتونة بسعر 183.5 جنيها، فيما يباع زيت خليط للقلي 12عبوة سعة 1.5 لتر بسعر 302 جنيها وزيت هداية خليط للقلي كرتونة سعة 1.5بسعر 302 جنيها.، والمسلي يباع «عبوة 11 كيلو» بسعر 245.75 جنيها، ومسلي الهانم كرتونة 4 بسعر 176.5 جنيها.
تراجع الإنتاج
من جهته، قال محمد شحاتة نائب رئيس شعبة بقالة كفر الشيخ التجارية، إن "أسعار الزيت الحر ستواصل الارتفاع لا محالة، مؤكدا أن عددا كبيرا من الشركات الموردة أبلغت الوكلاء والموزعين والتجار بشأن ارتفاع الأسعار".
وأرجع شحاتة في تصريحات صحفية، زيادة الأسعار إلى تراجع إنتاج الزيوت المحلية بسبب إهمال حكومة الانقلاب وارتفاع الطلب وزيادة أسعار مستلزمات الإنتاج بالخارج،متوقعا تراجع الأسعار في شهر سبتمبر المقبل مع طرح الإنتاج الجديد من الزيوت في الدول المنتجة".
وتابع أن "دولتي الصين والهند يعدان سببا رئيسيا في ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى ضرورة مراقبة الجهات الرقابية للأسواق".
فيروس كورونا
وقال زكريا الشافعي رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، إن "هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار زيت الطعام في الأسواق المصرية، مشيرا إلى أن أسعار الزيوت في ارتفاع منذ 7 أشهر تقريبا، بسبب توافر مجموعة من العوامل العالمية وهي جفاف بعض المناطق التي تزرع المحاصيل الزيتية، وترشيد تصدير بعض البلاد بسبب تأثير فيروس كورونا".
وأوضح الشافعي في تصريحات صحفية أن "هذا الأمر يرجع لجفاف كثير من المناطق التي تجمع المحاصيل الزيتية، مشيرا إلى أن بعض الدول تُرَّشد تصدير الزيوت".
وأكد أن "ارتفاع أسعار الزيوت له علاقة مباشرة بفيروس كورونا ونقص العمالة التي تعمل في هذا المجال، لافتا إلى أن الزيادة في أسعار الزيوت عالمية ومصر ليست منتجة للمحاصيل الزيتية".
وأشار رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات، إلى أن "أسعار الزيت ارتفعت بنسبة 90% لذا كان يجب النظر في إعادة التسعير، لافتا إلى استيراد مصر نحو 97% من احتياجاتها الزيتية سواء في صورة زيت أو فول صويا يتم عصره، وتستهلك مصر منه نحو 2.4 مليون طن في السنة الواحدة، وأوضح أن الاستهلاك الطبيعي للفرد 25 كيلو ولكن مصر أقل من المعدل العادي حيث يصل إلى 20 كيلو للفرد".
وشدد الشافعي على أن "زيادة أسعار الزيت وصلت إلى 1660 دولارا بعد أن كان 600 دولار فقط وانخفض حاليا إلى 1500 دولار، مشيرا إلى أنه عندما ينخفض سعر الزيت عالميا سينخفض سعر الزيت مرة أخرى".
عبوات الزيوت
وقال يحيى كاسب، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة التجارية، إن "الشركات طبقت الزيادة على أسعارلزيت الأولين، وذلك في مقابل نقص كبير في وزن عبوات الزيوت الموردة لبعض الأصناف الأخرى بنسب تتراوح ما بين 200 إلى 300 جرام لعدم رفع أسعارها".
وأرجع كاسب في تصريحات صحفية أسباب ارتفاع زيوت الأولين إلى "الأسعار العالمية ونقص المعروض من الزيوت من دول أمريكا الجنوبية، مع تراجع الإنتاج في الاتحاد الأوروبي، ما انعكس سلبا على السوق المحلي بارتفاع الأسعار".
التموين
وقال جلال عمران، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة القاهرة التجارية، إن "أسعار زيت الطعام الحر ارتفعت في الأسواق بين جنيهين و3 جنيهات خلال الأيام الماضية".
وأضاف عمران، في تصريحات صحفية أن "الأسعار ارتفعت بعد قرار وزارة تموين الانقلاب برفع أسعار الزيت التمويني مشيرا إلى أن تموين الانقلاب رفعت أسعار الزيت التمويني؛ لتكون عبوة الزيت 800 ملي بالسعر المعلن 17 جنيها، وعبوة لتر بسعر 21 جنيها للمستهلك وذلك اعتبارا من بداية الشهر الجاري، بزعم ضمان عدم حدوث أي تشوهات سعرية أو القيام بأي ممارسات ضارة بالمستهلك من جانب بعض المتلاعبين، بحسب تموين الانقلاب".
وأشار إلى أن "سعر زجاجة الزيت الخليط ارتفع إلى 20 جنيها مقابل 18 جنيها، وسعر زجاجة زيت الذرة ارتفع إلى 33 جنيها مقابل 30 جنيها، وسعر عباد الشمس صعد إلى 30 جنيها مقابل 28 جنيها موضحا أن الارتفاع الكبير في أسعار زيت الطعام في السوق المحلي، يرجع إلى زيادة أسعار خام الزيت عالميا بسبب حالة الإغلاق التي تشهدها العديد من الدول المصدرة للزيوت بسبب أزمة فيروس كورونا".