السيسي يلغي “زفة نيويورك” لرفض بايدن لقاءه وتوقع مظاهرات غاضبة ضده

- ‎فيتقارير

ألغى قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي سفره المعتاد إلى نيويورك الذي يشهد زفة دعائية من جانب السفارة وبعض الأقباط له، للتغطية على مظاهرات المصريين ضده وهجوم الإعلام الأمريكي على ديكتاتور ترامب وبايدن المفضل.

وكان مقررا أن يسافر السيسي الثلاثاء 21 سبتمبر نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستمر حتى 27 من الشهر الجاري، لكنه ألغى الزيارة وأرسل وزير الخارجية سامح شكري  بدلا منه، بعدما رفضت إدارة بايدن تحديد لقاء تلميعي له وحجبت جزءا ضئيلا من المعونة، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان.

فرغم أن السيسي حاول إرضاء الرئيس الأمريكي بايدن، لمنع حجب أجزاء من المعونة الأمريكية، بإعلان ما سُمي إستراتيجية حقوق الإنسان وإطلاق 3 من المعتقلين، والسماح بسفر 4 من أعضاء منظمات المجتمع المدني وغلق ملفات بعض الجمعيات، إلا أن حالة الغضب العارم في أمريكا من السيسي وإدارة بايدن، لأنه لم يعاقب السيسي بما يكفي، جعلت الزيارة مستحيلة أو مغامرة.

وكان السيسي يتمنى لقاء بايدن على هامش حضور السيسي اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأن شهر سبتمبر يشهد أيضا عقد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الدورة الثامنة والأربعين من: 13 سبتمبر 2021 إلى: 1 أكتوبر 2021 والتي تشهد انتقادات حادة لمصر.

وكان ملف حقوق الإنسان ملفا هاما في المباحثات التي أجراها مدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل في واشنطن خلال زيارة قصيرة التقى خلالها مسؤولين في مجلس الأمن القومي ومشرعين أمريكيين.

وربما تكون زيارة عباس تمهيدا وجس نبض لإمكانية استقبال الرئيس الأمريكي للسيسي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة خصوصا، في ظل تسويق مصر نفسها كوسيط تلعب دورا في غزة للتهدئة مع إسرائيل.

لكن تم إلغاء سفر السيسي، بسبب تعثر تنسيق اجتماع كان من المستهدف أن يجمعه بالرئيس الأميركي جو بايدن على هامش اجتماعات الجمعية، وكذلك بعدد من الشخصيات الأميركية الرئيسية.

وقالت مصادر صحفية إن "الإدارة الأميركية تبدو وكأنها تتجنب عقد لقاء ثنائي مع السيسي في الوقت الحالي، هروبا من الضغوط الداخلية والاتهامات الحادة، خصوصا من داخل الحزب الديمقراطي، بعدما أعلنت حجب وتقييد بعض المساعدات العسكرية لمصر، وقيمتها 130 مليون دولار فقط، وذلك بسبب ما قيل إنها مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان".

شددوا على الديكتاتور

وبالتزامن مع إلغاء الزيارة نشرت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تساءلت فيها عن نجاعة الضغوط التي وضعتها إدارة جوزيف بايدن على النظام المصري وهل ستؤدي إلى نتائج؟

وقالت إن "قرار الرئيس بايدن حجب 130 مليون دولار من الدعم الأجنبي العسكري المخصص لمصر واشتراط الإفراج عنه بتحقيق مصر مجموعة من المطالب المتعلقة بحقوق الإنسان، لن ينهي الانتهاكات المستمرة لنظام عبد الفتاح السيسي".

وربما كانت الرسالة أقوى لو حجبت الإدارة مبلغ 300 مليون دولار التي ربطها الكونجرس بالمجالات المتعلقة بتقدم الديمقراطية وحقوق الإنسان.

قالت إن "سياسة بايدن تعطي صورة عن تحول في الاتجاه، وعلينا مراقبة إن كانت ستؤدي إلى تحول مهم".

وتقول الصحيفة إن "بايدن الذي تعهد في أثناء حملته الانتخابية بالتوقف عن تقديم الصكوك المفتوحة لديكتاتور ترامب المفضل، يسجل سابقة عن الممارسة السابقة من خلال حجبه 130 مليون دولار لكنها لا تكفي".

قالت الصحيفة إن "الإدارة طالبت بالإفراج عن عدد قليل جدا من المعتقلين السياسيين الذين يعدون بالآلاف في سجون السيسي فهل لدى الديكتاتور المصري استعداد لإرضاء الولايات المتحدة بلفتات رمزية في وقت تواصل فيه قوات الأمن انتهاكاتها؟".

وترى الصحيفة أن "على الولايات المتحدة فرض مزيد من الضغط على النظام المصري وتشدد على أنه، لو تجاهل السيسي الإدارة فستكون هناك حاجة لكي ترسل واشنطن له رسالة أقوى".