خطة السيسي لهدم الهوية الإسلامية في مصر.. منهج ياباني وقيم دينية مشتركة وتدريس اليهودية وحذف الآيات القرآنية

- ‎فيتقارير

في محاولة جديدة لهدم وإلغاء الهوية الإسلامية في مصر وضمن خطة السيسي لتحويل مصر بعيدا عن الإسلام بدعاوى التجديد والتطوير، أعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب إدخال منهج ياباني جديد لتعليم الطلاب وتنشئة الأجيال منقول من اليابان يسمي «التوكاتسو».

زعمت الوزارة أن "النظام الجديد يهتم بتنمية القدرات والأخلاق وتنشئة أجيال تلتزم بالقواعد والقوانين، وتحترم مشاعر الآخرين" برغم أن مصر دولة إسلامية والدين الإسلامي به مناهج تربية وأخلاق لا يحتاج لنظريات ومناهج دول أخرى في التربية والاخلاق".

ما تفعله الوزارة يأتي ضمن خطة وضعها السيسي لكافة أجهزة الدولة في مصر لمحو الهوية الإسلامية تماما وقلب الأخلاق الإسلامية، بحيث يكون الدين عبارة عن قيم مشتركة خليط من الإسلام واليهودية والمسيحية والتعليم قائم على إلغاء الدين الإسلامي وحذف الآيات القرآنية التي يراها السيسي واليهود خطرا عليهم.

ضمن هذا تعليم ما يُسمى الديانة الإبراهيمية التي تم اختراعها عقب توقيع اتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وكلا من الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، وتقوم على فكرة القيم المشتركة للأديان وتذويب الهوية الإسلامية.

وقبل وفاته بفيروس كورونا، كان أخر تصريح للواء كمال عامر، رئيس المخابرات الحربية الأسبق ولجنة الدفاع والأمن بمجلس نواب العسكر في 26 فبراير 2021، هو إعلانه موافقة وزارة التعليم على إدارج مادة جديدة تجمع كل الأديان في المناهج المصرية.

هذه المادة هي "القيم الدينية المشتركة بين الديانات السماوية" التي تعني تدريس اليهودية بجانب الإسلام والمسيحية للطلاب في كتاب تعليمي واحد.

القيم المشتركة جزء من تحولات خطيرة تجري في ملف التعليم بمصر، منذ انقلاب عبد الفتاح السيسي وتوليه السلطة، بدعاوى محاربة التطرف الإسلامي وتطوير الخطاب الديني.

لم يقتصر الأمر على إعلان نائب وزير التعليم بحكومة الانقلاب رضا حجازي أن "هناك توجيهات (تعبير يتكرر في الصحف يُنسب للسيسي) بحذف الآيات القرآنية من كل المناهج وقصرها علي كتاب الدين الإسلامي فقط".

حجازي قال خلال اجتماع يوم 14 فبراير 2021 مع لجنة الدفاع والأمن القومي "نظرا لأهميتها، سيتم إدراج هذه المادة ضمن المجموع الكلي الطلاب".

 

خطورة مزعومة

وبدأت قصة القيم المشتركة بدلا من الدين الإسلامي بدأت بمناقشة لجنة الدفاع والأمن القومي، خطة وزارات الثقافة والأوقاف والتعليم في مواجهة التطرف والإرهاب، يوم 14 فبراير 2021. حيث تقدم النائب فريدي البياضي، وهو مسيحي، بمقترح للدكتور رضا حجازي نائب وزير تعليم الانقلاب بتدريس الدين ضمن كتاب يدرس القيم المشتركة بين كل الأديان.

بحسب ما نشرته الصحف كان اقتراح النائب تدريس مادة الدين في حصص مشتركة لتعليم الطلاب القيم والعيش المشتركة بين الأديان.

وزعم النائب المسيحي أن "هناك خطورة كبيرة من وضع نصوص دينية في مواد اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا، بدعوى أن ذلك يعطي مجالا لمدرسين غير مؤهلين لتفسير تلك النصوص تفسيرات متطرفة وهدامة تنشر الأفكار المتطرفة".

أضاف البياضي "التعليم قضية أمن قومي، ولو عدنا إلى أدبيات جماعة الإخوان المسلمين، وكتابات مؤسسها حسن البنا نرى أن الجماعة كان لديها منهج واضح للسيطرة على التعليم والمعلمين".

زعم "رأينا كيف جرى أخونة المناهج الدراسية وقت حكم الرئيس الراحل محمد مرسي، ولذلك يجب وضع خطة استباقية من وزارة التعليم لمناهضة التطرف".

وقد وافق نائب وزير التعليم على تنفيذ المقترح وقال "نظرا لأهميته، سيتم إدراج درجات الطالب فيها ضمن المجموع الكلي للطلاب، وهناك توجيهات لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط".

ومقترح مادة "القيم المشتركة" ليس جديدا، وطُرح للمرة الأولى أول يناير 2017، من الأنبا أرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي.

مجلة صوت الأزهر نقلت علي لسانه حينئذ دعوته إلى "تدريس القواسم المشتركة في الإسلام والمسيحية ضمن مادة الدين، وتأييد عدد من علماء الأزهر لذلك".

 

تدريس "اليهودية"

لم يصدر أي تصريح رسمي في مصر عن دراسة طلاب المدارس للديانة اليهودية ضمن منهج القيم المشتركة، ولكن خبراء مناهج قالوا إن "الحديث يدور عن تدريس قيم الأديان الإبراهيمية المشتركة، ما يعني أن اليهودية ضمنها".

صحيفة "المونيتور" الأمريكية أكدت أنه "سيتم تدريس اليهودية في المدارس المصرية، وأن تدريس القيم المشتركة في الديانات الإبراهيمية الثلاث، سيسمح للطلاب المصريين بدراسة آيات من الديانة اليهودية لأول مرة". ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مقدم الاقتراح فريدي البياضي تأكيده "تعليم الطلاب نصوصا تحمل قيما مشتركة من الديانات الإبراهيمية الثلاث، بما فيها اليهودية أمر أساسي".

وأضاف في 8 مارس 2021 "يجب تطوير المناهج الدينية الحالية بحيث تعزز أهدافها محاربة التعصب والتطرف".

ونقلت المونيتور عن المفكر القبطي كمال زاخر قوله: "من المهم أن يدرس الطلاب النصوص الدينية من جميع الأديان الإبراهيمية حتى يصبحوا أكثر تسامحا". زاعما أن "المشكلة تكمن في التيارات المتخلفة التي تهاجم تعاليم أي دين مختلف عن دينهم".

وأثار قول نائب وزير تعليم الانقلاب أن "هناك توجيهات لاقتصار النصوص الدينية على مادة الدين فقط، تساؤلات حول حذف الآيات القرآنية من المناهج الدراسية".

ردت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب، في بيان 19فبراير 2021، مؤكدة أن "هذه مجرد شائعات هدفها التشكيك في اهتمام الدولة بالدين، ونفت صدور توجيهات بإلغاء تدريس الآيات القرآنية والأحاديث لطلاب المدارس".

وشددت الوزارة على عدم صدور أية قرارات بهذا الشأن، وأن "تدريس الآيات والأحاديث القرآنية في المناهج التعليمية يرسخ القيم الأخلاقية".

ولكن هذا لا ينفي إزالة آيات قرآنية وأحاديث من المناهج بالفعل في أوقات سابقة، ففي عام 2015، قالت الوزارة إنها أزالت "النصوص والموضوعات التي تؤدي إلى التطرف والتحريض على العنف".

رغم هذا تم إزالة قصص عن صلاح الدين الأيوبي وعقبة بن نافع من منهج اللغة العربية، بدعوى أنها تحض علي القتال والحرب وقتل وطرد مسيحيين بدعاوى أنهم من الصليبيين.

قالت المتحدثة باسم وزارة تربية وتعليم الانقلاب، حينئذ، أماني ضرغام في (أكتوبر2016) "الوزارة ارتأت أن الأجزاء المحذوفة تحرض على العنف".

شمل الحذف أيضا 6 فصول تعادل نصف المقرر من قصة فاتح بلاد المغرب العربي عقبة بن نافع المقررة على الصف الأول الإعدادي.

وكذا اسميْ الخليفة عمر بن الخطاب والصحابي عبد الله بن الزبير من درس للصف الخامس والثاني الابتدائي يحكي عن شجاعة الأخير وقت أن كان طفلا أمام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب.

وسبق أن نشرت صحيفة الأهرام أول مارس 2015 تقريرا ينتقد درسا في اللغة العربية للصف الثالث يؤصل فكرة مقاومة العدو، وزعمت إن هذا تشبيه جهادي، ويروج لأفكار الدولة الإسلامية.

في الدرس الإفتراضي تقوم طيور البلابل بحرق ملك الصقور الذي يهددهم وينهب طعامهم بالقوة، بدلا من ترك أوطانهم وطعامهم للصقور.

في 23 فبراير 2015 شكل وزير التربية والتعليم بحكومة الانقلاب لجنة لمراجعة بعض المواد في مناهج التربية الدينية، ودعا وزارة الأوقاف والأزهر لمراجعتها بهدف مواجهة العنف والتطرف.

وسبق هذا في ديسمبر 2014 وضع وزارة التعليم إستراتيجية "الأمن الفكري" لمواجهة ظاهرتي العنف والتطرف، أعدّها المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، تلبية لدعوة السيسي لـ ثورة دينية لتقليص مخاطر الإرهاب.

 

المصريون يخشون بضاعة السيسي

وتحت عنوان "السيسي يحاول بيع رؤيته للدين لكن المصريين لا يشترون" كتب "تسفي برئيل" في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يقول إن "محاولات السيسي لتغيير الخطاب الديني غير مرحب بها في مصر".

"برئيل" قال 28 فبراير 2021 إن "عبد الفتاح السيسي أشعل عاصفة نارية عندما أمر بشطب آيات من القرآن وأحاديث من الكتب المدرسية، في البلد الذي أوصل الإخوان المسلمين إلى السلطة".

وقال إن "خبراء المناهج وقادة الأزهر الذين تم تعيينهم لمراجعة المناهج يعارضون بشدة توجيهات السيسي ويطلقون عليها أجندة السيسي لإفراغ الكتب المدرسية من المحتوى الديني".

كما أشار إلى أن "السيسي يريد تقويض الوضع القائم بين النظام والدين الذي ساد خلال عهدي السادات ومبارك، ويرى الدراسات الدينية مصدرا للإرهاب وتهديدا للأمن القومي".

وأوضح أن "السيسي مقتنع أنه كي ينجح في محاربة الإخوان المسلمين، يجب عليه تغيير الخطاب الديني، ولا ينوي المساومة في هذا، لذلك يوبخ ويهاجم الأزهر، لعرقلته فصل الدين عن المناهج" بحسب تفسيره