صحف أوروبية: بصمات السيسي و”أبوظبي” واضحة في الانقلاب التراكمي بالسودان

- ‎فيعربي ودولي

اعتبر المفكر السوداني د. تاج السر عثمان أن بصمات الإمارات واضحة في انقلاب عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي المنقلب على الرئيس عمر البشير.
واعتبر على تويتر أن هذا يؤكد أن هذه الدويلة التائهة لا تستهدف تيارا بعينه لأسباب أيديولوجية أو نحوها، بل لديها مشكلة مع إرادة الشعوب وتؤدي دورا وظيفيا لتمزيق البلدان العربية وصناعة دُمى مرتهنة ضد أوطانهم و أمتهم.
 

دور مصر والإمارات 

وقال تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية إن "هناك تقارير موثوقة بأن مصر والإمارات العربية المتحدة دعمتا توجه القوات السودانية المسلحة".
ونشرت الجارديان تحليلا للمعلق بيتر بيومينت، طرح من خلاله تساؤلا حول وجود دعم إماراتي مصري للانقلاب العسكري الذي نفذه الجيش السوداني الاثنين 25 أكتوبر 2021.
ونُقل عن تيودر ميرفي، مدير برنامج أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي اقترح أن الجيش تحرك خوفا من إضعافه، وأن تحركه حظي بدعم من دول خارجية لم يشر إليها ميرفي، وإن رأى بيومينت أنها القاهرة وأبوظبي.

توسع العنف
وعلى النسق المصري في القمع الدموي للمظاهرات السلمية منذ انقلاب 2013، توقع تحليل الجارديان إمكانية توسع العنف في الأزمة المتصاعدة في السودان، مضيفا بدأت المظاهرات وهناك توقعات لمواجهات بين أنصار المكون المدني ومن يدفعهم مزيج من الدعم للقوات السودانية المسلحة والحركات المسلحة.
وأكد ترجيحه حدوث اضطرابات جديدة في الأسابيع المقبلة، حيث سيحاول أنصار الديمقراطية وأنصار الحكم المدني الخروج إلى الشوارع ومحاولات الجيش سحق الثورة،
وأردف من الواضح أن الحركة الموالية للمدنيين لا تزال مهمة وهي مقتنعة مهما كانت تأكيد القوات المسلحة أن ما حدث هو انقلاب، مشيرا إلى أنه في هذه الحالة يتوقف الدعم الدولي والمساعدات المالية المهمان للحفاظ على الاقتصاد السوداني وتعافيه وبخاصة وسط الوباء.
وأكد أن الشركاء الدوليين سيسارعون عندها بسحب الدعم حالة سيطر الجيش على السلطة.

 

جس نبض الشارع 

ومن جانب آخر لفت تقرير لصحيفة ليبراسيون الفرنسية إلى أن "محاولة الانقلاب التي شهدها السودان يوم الـ21 سبتمبر الماضي، بمثابة مرحلة تجريبية لمعرفة كيف سيكون رد فعل الشارع السوداني، وفق ليبراسيون، التي أوضحت أن العسكريين السودانيين يحظون بدعم من مصر، المحكومة بقضبة حديدية من قبل رجل عسكري، وكذلك الإمارات والسعودية.

وأشارت ليبراسيون أن القاهرة وأبوظبي والرياض يعارضون بشدة نجاح الديمقراطية السودانية، حيث إن مصر لا تقبل أن يصبح هذا البلد أكثر استقلالية، وتعتبر النظام العسكري هو الأفضل، فيما يريد السعوديون والإماراتيون جعل السودان دولة يمكن الاستثمار فيها، لا سيما في الزراعة واستغلال المعادن لاجتياز مسار ما بعد النفط، إذ يعتقدون أن العسكريين الموجودين في السلطة سيكونون تحت رحمتهم إذا تدفقت أموالهم إلى الخرطوم.

وتوقعت الصحيفة الفرنسية، تدخل تركيا وروسيا على الخط  السوداني، وأن المشهد المتوقع تحول مناهض للغرب في السودان، الذي يعد محور رقعة الشطرنج الأفريقية، خاصة منذ اعتراف الخرطوم بالكيان الصهيوني بناء على طلب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ولم تستثنِ ليبراسيون الشارع السوداني وتساءلت لحيثيته في المشهد وقالت، هل ينجح الشارع في مقاومة هؤلاء العسكريين؟" موضحة أنه علاوة على التغريدات البسيطة للتضامن مع السلطة المدنية، فإنه ما يزال لدى الدول الغربية روافع أو أدوات تأثير اقتصادية خاصة، يجب تفعيلها إذا أرادت هذه الدول الغربية تجنب رؤية السودان، البلد الإستراتيجي في شرق أفريقيا، والذي سقط مجددا بين أيدي الجيش.

تاريخ من الانقلابات
افتتاحية ليبراسيون، تحدثت عن تاريخ طويل للسودان وسلسلة ممتدة من الانقلابات والحروب الأهلية، وأن المعارك بين الفصائل والجماعات العرقية والحروب الدينية والبؤس المزمن هي نصيب السودانيين، كما أن  استقلال جنوب السودان في عام 2011، والذي كان ينبغي أن يجلب بعض مظاهر السلام إلى المنطقة، لم يأتِ بأي جديد.

وأشارت ليبراسيون إلى أن مجلس السيادة العسكري والمكون المدني، المسئول عن قيادة التحول الديمقراطي الذي بدأ في عام 2019 بعد ثلاثين عاما من ديكتاتورية عمر البشير، قد وعد بإنعاش الاقتصاد، لا سيما من خلال التفاوض على تخفيف عبء الديون، غير أن هذه الوعود بقيت حبرا على روق.

وأشارت إلى تزايد بؤس الحالة الاقتصادية خلال المرحلة الانتقالية، مما أشعر معظم السودانيين بخيبة أمل إزاء الفترة الانتقالية وعدم قدرة المدنيين على الانسجام مع بعضهم البعض وتحسين ظروفهم المعيشية.
وأضافت أن الحكومة فشلت في تأمين السلام في جبال النوبة والمناطق النائية، حيث ما تزال هناك مجازر وصراعات، يتعلق الأمر بالاستياء من المدنيين أكثر من الحب للجيش.