بلا مواربة أو تخفي ، يمكن للمتابع للشأن المصري أن يقولها بكل يقين إن "المنقلب السفيه السيسي وعسكره الذين تزيد ثررواتهم كل ساعة، جاءوا بأجندة تدميرية لمصر ومستقبلها وحاضرها".
حيث يسارع السيسي لوأد الحياة في مصر، عبر السرقة والإسراف في مشاريع لا حاجة لها لمعيشة المصرييين حاليا، في مقابل إهمال واسع ومتعمد لأسس الحياة ومقوماتها، من تعليم وصحة وزراعة وصناعة، في موازة التوسع بإنشاء السجون والقصور الرئاسية ، بجانب إنفاق وبذخ هستيري على المشاريع الترفيهية كالعلمين الجديدة والعاصمة الإدارية بقائمة الأوليات فيها، كأكبر مسجد وأكبر كنيسة وأعلى برج أيقوني في أفريقيا وأكبر نهر أخضر في المنطقة، وغيرها من منافذ إهدارأموال الشعب المكلوم.
وذلك في الوقت الذي تشتد فيه معاناة الشعب والشباب وأبناء المستقبل في المدارس بملايين التلاميذ بلا مقاعد ولا معلمين، ولا فصول ومعدات ووسائل تعليمية مناسبة، وهو ما يتكرر في المستشفيات التي تعج بالمآسي الصحية إثر نقص الأجهزة والمستلزمات الطبية وهروب الأطباء من الفقر ونقص وسائل الحماية والرواتب، ما يحول المستشفيات ومراكز الصحة لمصيدة للموت.
وفاجأ السيسي المصريين والعالم، للمرة الثانية بعدم اهتمامه بتعليم مناسب وجيد للشعب المصري.
وظائف المستقبل
وكان السيسي قد شهد جلسة حوارية بعنوان "تحديات وظائف المستقبل من منظور عالمي"، خلال فعاليات المنتدى العالمي للتعليم العالي، ومؤتمر منظمة "إيسيسكو".
وفي كلمته صرح بأن توفير تعليم جيد لـ25 مليون مصري يتطلب أموالا غير متاحة. وهو ما أحدث حالة من الغضب بين المصريين؛ إذ تذكر بعضهم تصريح السيسي الشهير "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع"، وضرب آخرون بعض الأمثلة للإنفاق الحكومي، يظهر فيها غياب تام للأولويات لدى المؤسسة الرئاسية.
وعلق الكاتب عمار على حسن "تحصيل المعرفة التي تؤهل الأمم لبلوغ آفاق بعيدة، في السباق المحموم من أجل حيازة مزيد من القوة، هو ضرورة بل فريضة، يجب أن تؤخذ بجدية، عبر إستراتيجية تتوفر لها الموارد البشرية والمالية اللازمة، مهما كانت التحديات، وليس مجرد قلائد زينة أو دعاية عابرة عبر مؤتمرات أو لقاءات أو ندوات".
والغريب ان ياتي حديث السيسي في مؤتمر دولي ومتخصص ، يخرج رأس النظام ليرفع يديه من المسئولية عن الاهتمام بالتعليم، الذي يمثل قمة الأولويات في جميع دول العالم.
التخلي عن التعليم
وبتخلي السيسي عن مسئولية الدولة المصرية عن التعليم، في أتون مشاركته في منتدى للتعليم العالي والبحث العلمي، كارثة وشهادة دولية بأن مصر بلا تعليم جيد، وهو ما يؤكد ما قاله السيسي سابقا بأن مصر ليست دولة وإنما شبه دولة، وأن قائد النظام لا يؤمن بالتعليم نهائيا كوسيلة للترقي والتطور، وهو ما أكده سابقا بأنه "يعمل إيه التعليم في وطن ضايع".
حديث السيسي وتذرعه بعدم وجود أموال كافية يكشف كذبه الإنفاق الملياري على القصور الرئاسية التي كلفت موازنة الدولة أكثر من 25 مليار جنيه في السنوات الماضية، وهو ما يكشف أن السيسي لا يهتم إلا بكرسيه فقط وبقتل المصريين بالجهل أو المرض.
وخلال الفترة الماضية كشفت العديد من التقارير إنفاقا هستيريا للسيسي على أسطول الطائرات الرئاسية، حيث اشترى السيسي الطائرة البيونج الأمريكية المعروفة بملكة السماء، بنحو 500 مليون دولار وقام بإدخال عدة تعديلات عليها بتكلفة نحو 100 مليون جنيه مصري، فيما اشترى طائرات رئاسية بنحو 300 مليار دولار للرئاسة.
كما يواصل إنفاقه الملياري على إقامة مجمعات السجون في وادي النطرون والتي كان آخرها إنشاء وتشغيل 6 سجون جديدة في الأيام الماضية.
وتتصادم تصريحات السيسي مع الاتفاق الهستيري على إقامة الاحتفالات الفاخرة ، سواء في نقل المومياوات أو افتتاح طريق الكباش بالأقصر الذي كلف وحده نحو 3 مليار جنيه، بلا عائد حقيقي، بينما يتوجه السيسي بإنفاقه الملياري في مؤتمرات واحتفاليات بلا مناسبة ولا عائد، كمؤتمرات الشباب التي تعود في يناير المقبل، في استعراض جديد للضحك على العالم بأن مصر دولة قوية.
القصور وطائرات الرئاسة أهم
وبجانب القصور الرئاسية والطائرات الرئاسية التي تبتلع المليارات يأتي الإنفاق الملياري على السجون والكباري وصفقات السلاح والمونوريل والعاصمة الإدارية التي بها الأبراج الأيقونية والناطحات السحابية والإمكانات غير المسبوقة وغير اللازمة.
فيما الأموال دائما غير متاحة للصحة والتعليم وأي خدمات لمعيشة المواطنين، يجري الشحاتة عليها سواء بطلب العمل بنظام التطوع أو التبرعات الإجبارية من رجال الأعمال وغيرها.
ورغم ذلك خرج السيسي ويتباهى بالإنفاق الحكومي مطالبا الدول التي تعادي مصر بأن تدفع تكاليف معيشة المصريين.
وإجمالا فإن كشف السيسي عن عدم استعداده للإنفاق على صياغة تعليم جيد للمصريين، سياسة بمثابة الحيانة العظمى بحق المصريين الذين عليهم أن يتحركوا لاستنقاذ أبنائهم وأنفسهم من مصير أسود يحكمه الجهل والفقر والمرض، فيما العسكر رجالات السيسي يعمدون لتعليم أبنائهم خارج مصر أو في مدارس دولية تابعة للجيش أو جامعات خاصة بمئات الآلاف من الجنيهات، فيما أبناء غالبية المصريين عليهم أن يتعلموا وفق برامج متدنية من شبه تعليم وشبه صحة ، وهو ما تترجمه قبل كلمات السيسي الفاضحة موازنات الصحة والتعليم التي تتدنى سنة عن الأخرى.