«من لا يملك نفسه لا يملك القرار».. لماذا التزمت قطع الشطرنج العربية الصمت حيال العربدة الروسية؟

- ‎فيتقارير

منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال إقليمي دونيتسك ولوجانسك الانفصاليين عن أوكرانيا، ثم الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أيام؛ توالت ردود الفعل الدولية فيما عدا قطع الشطرنج العربية التي التزمت أنظمتها الصمت، إذ أدانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الإعلان في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، ولوحت عدة دول بعقوبات ضد موسكو على خلفية القرار الروسي، في حين غرد صرصور الحقل في المنطقة العربية حتى بدأت ردود الأفعال تخرج بعد ذلك على استحياء.

وتساند موسكو الانقلابات العسكرية التي جرت في دول الربيع العربي، كما تساند كافة دول الخليج ضد ما يمس عروش الملوك والأمراء الذين ينعشون الخزانة الروسية بمشتروات السلاح ، ويقف على قمة قطع الشطرنج العربية الموالية لموسكو السفاح السيسي في مصر.

 

الأعمى والربيع..!

قبل عدة أشهر هاجم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثورات الربيع العربي، زاعما أن تداعياته كانت مأساوية على الدول الذي اشتعلت بها، جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمنتدى الاستثمار "VTB Capital" الذي انعقد في سانت بطرسبرغ، بحسب وكالة تاس الروسية.

وقال بوتين في حديثه "قبل عشر سنوات بالضبط صفق العالم المتحضر للربيع العربي، أين هذا الربيع؟ ما عدا المأساة لم يحدث شيئا لماذا؟ ونفس المحاولة جرت في أفغانستان".

وأضاف "لقد انتهى ما يسمى الربيع، نعلم جميعا ذلك، من ناحية أخرى العديد من شركائنا يقولون "نعم كنا مخطئين، كان من المستحيل التصرف على هذا النحو في أفغانستان، لكنهم يواصلون التصرف بهذه الطريقة في مناطق من العالم".

وأكد بوتين إلى أن علاقات روسيا مع دول الانقلاب والثورات المضادة ، قد تعززت مؤخرا، وتتميز تقليديا بالبراغماتية والفعالية.

النظام الروسي الراهن توجس شرا من الربيع العربي ، منذ اندلاعه مع حدث الشاب التونسي بوعزيزي آخر العام 2010 ، وخشي من تردداته على الوضع في روسيا ، سيما وأنه كان قد اصطدم بما يسميه الثورات الملونة في محيطه الأقرب ، في جورجيا وقرغيزيا ، ثم الانتفاضة الكبرى في أوكرانيا ضد الأنظمة السوفياتية المترسبة الموالية له .

ولم يفارق ذكر الربيع العربي المواقع الإعلامية الروسية طيلة هذه الفترة تقريبا، وبقي مقتل القذافي وما تلاه من حرب أهلية في ليبيا المثال الأبرز على هذا الربيع بالنسبة لها.

موقع “المجلة اليومية” الروسي المعارض قال إن "الإرهاب الرئيسي للكرملين  يتمثل في الخوف من ما يسمى الثورات الملونة، ويعتبر القادة الروس أن أي محاولة من قبل الشعب للتخلص من حكامه المتسلطين ، هي مؤامرة من الأجهزة الغربية ".

وينقل الموقع عن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قوله في مؤتمر دولي سابق لوزارات الدفاع  إن “الثورات الملونة تكتسب ، أكثر فأكثر، شكل الصراع المسلح ، ويتم التخطيط لها وفق قواعد الفن العسكري ، وتستخدم فيها جميع الأدوات المتوفرة".

ويؤكد الموقع ، أن اعتبار الانتفاضات الشعبية شكلا جديدا من الأعمال العسكرية ، تتضمنه النسخة الأخيرة من المذهب العسكري الروسي ، التي وقعها الرئيس الروسي في العام 2014 ، وتذكر هذه النسخة في فصل ” المخاطر العسكرية الداخلية الأساسية”  أن العمل على التأثير الإعلامي على سكان البلاد ، وعلى المواطنين الشباب بالدرجة الأولى ، يهدف إلى تقويض التقاليد الروحية والوطنية التاريخية في حقل الدفاع عن الوطن ، أي أن الانتفاضات الشعبية ترتقي ، في عرف المذهب العسكري الروسي ، إلى مصاف المخاطر العسكرية على أمن البلاد.

 

 النجمة الحمراء

وكان مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورة سابقة للسفاح للسيسي في موسكو وهو يرتدي الجاكيت الذي أهداه له بوتين، وكان أسود اللون عليه نجمة حمراء كبيرة، في مشهد غير مألوف.

وأثار هذا المشهد وقتها فضول مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الذين راحوا يتساءلون عن سر هذا الجاكيت الغريب، وماهية شعار “النجمة الحمراء”.

وعلق العديد من مرتادي مواقع التواصل على الحادثة، حيث قال الناشط أحمد غانم “عموما جاكيت من روسيا على بطانية من الإمارات على سروال مستعمل من السعودية وربنا حيرزق والعجلة حتمشي، مصر كانت أم الدنيا زي الأم تدي ما تخدش ، إنما دلوقتي بقت أد الدنيا ، يعني كل المقاسات سمول.. لارج.. إكس لارج.. مش فارقه ابعت أنت بس أي مقاس والشعب حيلبسه”.

وعلق ناشط آخر بالقول “خلي السيسي يعرف قيمته إيه عند بوتين ، حارس شخصي لا أكتر ولا أقل” وقال أحد المعلقين إن "سبب منح بوتين الجاكيت للسيسي ، علشان لقيه بردان ومكسور ومنحني فأعطى له جاكيت علشان يحتمي من البرد”.

من جانبه قال المذيع المصري في قناة الجزيرة زين العابدين توفيق في تغريدة على حسابه بتويتر “مرسي طلب من روسيا قمحا وسلاحا بندية ، والسيسي تضرع للقاء عابر وتعاون ضد الإرهاب ففاز بجاكت أحد حراس بوتين ، الفارق بين المنتخب والمغتصب”.