خلافات أسرية وجرائم قتل وعنف ضد الأطفال.. حياة المصريين تحولت إلى جحيم

- ‎فيتقارير

الحياة في مصر تحولت إلى جحيم في زمن الانقلاب بسبب البطالة وتسريح العمالة وتراجع الدخول مقابل غلاء الأسعار وفرض الرسوم والضرائب ونهب الممتلكات ، ما دفع بكثير من المصريين إلى ارتكاب جرائم لم تكن تحدث في أي عصور من العصور مثل قتل الأزواج وقتل الزوجات وقتل الأبناء والمعارك الأسرية والزوجية الطاحنة ، بسبب تكاليف المعيشة وعدم قدرة المواطنين على الإنفاق على أسرهم وتلبية احتياجات أبنائهم.  

وللأسف يكون الأطفال هم الفريسة السهلة أو ورقة الضغط الأولى في المعارك الزوجية في بلد لم تعد فيه مؤسسات تقوم بدورها ، وكل أجهزة الدولة مسخرة لخدمة شخص واحد هو الانقلابي السيسي وعصابة العسكر التي تنهش في لحوم المصريين دون وازع ودون ضمير .

 

سوهاج

كان أهالي منطقة الشهيد عبد المنعم رياض بمحافظة سوهاج قد فوجئوا برجل ثلاثيني يمسك سلاحا أبيض سكينا ويحاول قتل طليقته التي تعمل طبيبة تحاليل بذات المعمل مقر الواقعة والدماء تسيل من ملابسها ، حيث تنزف من رقبتها عقب إصابتها على يده ، بعدما أكد أن ابنها من زوجها الآخر هتك عرض ابنته ذات الخمس سنوات ثم تسلل مرة أخرى ليسدد طعنة نافذة لطفلها أودت بحياته.

كما شهدت مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط حادثة قتل بشعة ، حيث تجردت سيدة من مشاعرها الإنسانية وقتلت ابنها خنقا وأصابت ابنتها الأخرى بحروق شديدة، وحاولت قتل نفسها بعد أن خنقت الطفل وفتحت أنبوبة البوتاجاز وأشعلت النيران بطفلتها.

 

كوبري قصر النيل

وفي حادثة أبشع اصطحبت سيدة طفلتيها أمنية وأمارة من مسقط رأسيهما بمحافظة الدقهلية ، وتوجهت بهما لمسرح الواقعة أعلى كوبري قصر النيل ونفذت مخططها ، بأن ألقت طفلتها الصغيرة ذات العامين في النيل وشرعت في رمي الطفلة الثانية لكن الطفلة تمسكت بالحياة متشبثة بالسور الحديدي للكوبري لينقذها طالب كان يمر في ذات اللحظة ، واعترفت الأم أنها فعلت ذلك هربا من قسوة المعيشة.

وبحسب بعض الإحصائيات غير الرسمية، تضرر 60% من الأبناء نفسيا وأصيبوا باضطرابات نفسية بسبب الضغوط أثناء تناحر الزوجين، وقدرت بـ9 ملايين طفل وفق آخر الإحصائيات الصادرة عن الجهات المعنية وقعوا في دوامة العنف الأسري ، بسبب شبح الطلاق الذي اقتحم حياة أبائهم وأمهاتهم ليتحولوا مع الوقت لأداة ضغط لكل طرف على الآخر وابتزازه حتى يستولي على حقوقه، ليدفع أطفال الطلاق ثمن تصرفات والديهم لبقية حياتهم بسبب الضغط النفسي والعنف الذي نهش براءتهم، بعد أن أعمت الخلافات الزوجية عقول ذويهم لينساقوا وراء العند والانتقام حتى أصابوا أطفالهم بنارها، لتعلن الأرقام التي رصدتها الجهات الرسمية والحقوقية عن خطورة أثار الطلاق المدمرة.

 

عاهات مستديمة

الإحصائيات الصادرة عن مكاتب تسوية المناعازت تكشف أبعاد المأساة ، حيث تؤكد تضرر 60% من الأبناء نفسيا ومعاناتهم من اضطراب بسبب الضغوط التي تقع عليهم أثناء تناحر الزوجين، نسبة 5% أصيبوا بعاهات مستديمة، و7% سلكوا طرقا غير قانونية، و2% هربوا من جحيم العيش بداخل أسر منفصلة.

ورصدت أرقام محاكم الأسرة أن نسبة العنف الذي يتعرض له الطفل بسبب زوج الأم وصلت إلى 25% وعدد القضايا التي يتم فيها التعنيف من زوجة الأب إلى 30%.

فيما انقسمت البلاغات الخاصة بالعنف للأطفال لآباء وأمهات منفصلين إلى عنف بدني بـ 68%، مقابل 22% للعنف النفسي، و10% للعنف الجنسي.

كما صنف العنف بـ«الضرب» الذي وصل إلى نسبة 29.5%، وجاء أسلوب التوبيخ والسباب في المرتبة الثانية بنسبة 24.1% ثم أسلوب الحرمان من الأكل أو المصروف بنسبة 20.8% وأسلوب الضرب باستخدام آلة بنسبة 6.3% وأسلوب التوبيخ أمام الناس بنسبة 9% وجاء أسلوب اللسع بالنار في ذيل القائمة بنسبة 2%.

وقال مركز البحوث الجنائية والاجتماعية، إن "80% من الأطفال يتعرضون للإساءة من أحد أو كلا الوالدين في حالات الانفصال منهم 26% أصغر من 4 سنوات و27% أعمارهم ما بين (8–12) عاما و23% أعمارهم من (13–18) عاما ".

وأشار إلى أن 52% من ضحايا العنف بعد الطلاق إناث و49% من الضحايا كانوا من الذكور.

 

الطفل محمود

حول المآسي التي يواجهها الأطفال الأبرياء في زمن الانقلاب ، كشف طفل يدعى محمود 14 عاما، تخلت والدته عنه فور انفصالها عن والد محمود وزواجها من رجل آخر، تفاصيل مأساته وقال "أمي تركتني ولم تسأل عني فعشت مع عمي بعد وفاة والدي، وعندما اشتقت إلى حضنها ذهبت إليها وفوجئت برد فعلها برفض مقابلتي، وقالت لعمي محمود بعتبره مات ولو كان تاعبكم ارموه في الشارع مفيش عندي مشكلة".

وأكد الطفل أنه عاش عند أخواله فترة وتركهم عندما تم التعدي عليه بالضرب وقال: «عذبوني وكهربوني وفي النهاية اترميت في الشارع».

 

حياة قاسية

وقال أحمد، 13 عاما في الصف الثاني الإعدادي إنه "يدرس من المنزل ، لكي يستطيع العمل للإنفاق على والدته وأخيه الأصغر، بعد انفصال والده عن والدته".

وأكد أن والده لا ينفق عليه هو وأخوه، كما أنه لا يراه، لافتا إلى أنه يعيش حياة قاسية منذ خمس سنوات بعد حدوث الانفصال بين والديه.

ولفت إلى أنه ذهب إلى العيش مع جدته لمدة سنتين هو وأخوه، وبعد الكثير من المعاناة، ذهب للعيش مع والدته، لكنها ليس لها عائل مادي تستطيع الإنفاق منه علينا، فأصبحت أعمل لأساعدها في مصاريف الحياة.

 

عنف جسدي

وأشار أيمن- 15عاما-  إلى أنه لم يدرس سوى الابتدائية، نتيجة وفاة والده، منذ ثماني سنوات، وبعدها لم يجد من ينفق عليه هو وأخوه الصغير، مؤكدا أنه تعرض للعنف من قبل عمه، بعدما رفضت والدته الزواج منه، ورفض أن يعطيهم ورث والده، وبعدها طردهم من المنزل .

وقال إنه "ذهب إلى بيت جدته وخاله، ولم يمر سوى عام وطلبت جدته وخاله من أمه الزواج ومع الضغوط عليها، وافقت وبعد زواج أمه لم يستمر عند جدته سوى شهرين وطالبه خاله بالعمل وترك التعليم، لكي يستطيع جلب الأموال، مؤكدا أنه خلال السنوات الماضية تعرض لعنف جسدي وإيذاء نفسي فوق طاقة أي بشر".

 

زوجة ثانية

وقالت هبة- 12 عاما- إن "أباها تسبب لها في حروق من الدرجة الثالثة بسبب رفضها زيارته بعد خلافات أسرية بينه وبين والدتها" .

وأضافت أنها ووالدتها متواجدتان في بيت جدها منذ أكثر من عام، ولا ينفق والدها عليهما أو يسأل عنها .

وأشارت إلى أن والدها دائما يريد أن يأخذها إلى منزله ، وهي ترفض بسبب معاملته القاسية هو وزوجته الثانية التي تعاملها معاملة قاسية وتتعرض للضرب منها بصورة مستمرة.