فاتن أمل حربي».. ولا يزال إبراهيم عيسى يطعن في ثوابت الإسلام

- ‎فيتقارير

«من أمن العقوبة أساء الأدب» تقال هذه العبارة لمن يتجاوز حدوده دون الخوف مما قد يردعه من عقاب أو حتى توبيخ، وهذا القول لا ينطبق على الأغبياء أو المجانين أو حتى الأطفال، إلا أنه ينطبق على أمثال الإعلامي إبراهيم عيسى، إذ يتجاوز حدوده في التطاول على الدين ومقدسات المسلمين بشكل ملحوظ في حماية السفاح السيسي، الذي زعم مسلسله الرمضاني أنه صوام قوام، بينما كان يهاجم شعائر الإسلام سابقا على استحياء ودون تصريح مباشر.

ولم يكتف إبراهيم عيسى بإنكار المعراج مؤخرا والتطاول على الصحابة، بل خرج مؤخرا يمتدح عبادة البقر وكأنه يروج لها ويدعمها، واليوم يواصل الطعن في ثوابت الإسلام عبر مسلسل من تأليفه بعنوان "فاتن أمل حربي".

 

الضلالي

أثارت الحلقة العاشرة من مسلسل فاتن أمل حربي الجدل، حول طرح فكرة تغيير نسب الأبناء لتصبح على أسماء أمهاتهم، كما فعلت الطفلة "نادين" التي تجسد دور ابنة فاتن في العمل.

وجاء في المشهد الأخير من الحلقة العاشرة حوار بين المعلمة في المدرسة وبطلة العمل فاتن "نيلي كريم" حيث نبهت المدرسة لخطر انعكاس المشاكل العائلية على الأبناء، وقامت ابنة فاتن في العمل بتغير نسب عائلتها على ورقة الامتحان ليصبح "نادين فاتن أمل حربي".

ومنذ انقلاب السفاح السيسي على الرئيس الشهيد، محمد مرسي، أصبح الدين الإسلامي وممثلوه تحت نيران العسكر، فقد فتحت السجون لكل من يحمل فكرا له مرجعية إسلامية، أيا كان اتجاهه ما دام غير متوافق مع رؤية العسكر لدور الدين في حياة الشعب.

وحتى هؤلاء الذين يخالفون تطاول السفاح السيسي على أحكام الدين الإسلامي، لكنهم من دائرة السلطة -كشيخ الأزهر أحمد الطيب- فإن هؤلاء يواجهون تضييقا مستمرا وهجوما إعلاميا كبيرا من الأبواق الإعلامية الناطقة باسم العسكر في مصر.

وبالإضافة إلى محاولة اجتثاث كل من يمثل الرأي الشرعي الصحيح، فإن هناك محاولات حميمة لتغيير هوية المجتمع الإسلامية، عبر الضرب والتشكيك في ثوابت الإسلام، التي توافقت عليها الأجيال منذ بعثة النبي الكريم محمد صلي الله عليه وسلم.

وآخر هذه المحاولات كانت من قبل الإعلامي المقرب من دائرة السفاح السيسي، إبراهيم عيسى، في مسلسل يعرض في رمضان الجاري بعناون "فاتن أمل حربي" ويتناول قصة الموظفة أمل التي تعمل بالعقار ومتزوجة ولديها طفلان وتعيش مع حماتها، وخلال المسلسل تتوتر العلاقة بينها وبين زوجها وتنشب العديد من الخلافات بينهما، مما يؤثر على علاقتها بزوجها وتصبح بينهما الحياة مستحيلة، ثم تطاول على ثوابت الإسلام بقولها "أنا عايزة كلام ربنا مش شرحكوا أنتم".

ورد عدد من علماء الأزهر على إبراهيم عيسي، مؤكدين أن ما تحدث عنه عيسى وغيره من الإعلاميين افتراءات وإدعاءات قديمة ظهرت في عصور مبكرة من التاريخ الإسلامي على لسان الزنادقة، الهدف منها الآن إما تضليل الناس وزعزة ثقتهم في دينهم، أو تحقيقا لشهوة الظهور والإدعاء أنهم تنويريون ومفكرون إسلاميون.

وقامت الفنانة نيلي كريم بنشر صورة من المشهد الأخير لينقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة، حيث اعتبر البعض بأن هذا المشهد سيحرض الأبناء على أبائهم، وأن طرح فكرة الأب كشخص سيئ تساهم في تشويه صورة الأب، بينما اعتبر البعض الآخر بأنه يجب السماح للأطفال باتخاذ القرار في هذه الحالة.

 

السم في الدراما

ويناقش المسلسل قضايا تتعرض لها المرأة بعد الطلاق كـ الولاية التعليمية للأطفال في حالة الطلاق، وحضانة الأم للأبناء في حال زواجها مرة أخرى، وأثار المسلسل الجدل منذ بداية عرضه، إذ ارتفعت أصوات المطالبين بتغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر.

وعلق آخر منتقدا المسلسل "ارحمونا هي كل الأمهات ملائكة بعضهم والأغلبية منهم بيحرموا الأب من رؤية ابنه بالرغم من أنه بيصرف عليه وتروح تتجوز مرتين وتفشل ويقولوا العيب عند الآباء ، إيه ذنب الابن اللي مايعرف أبوه ولا شافه ولا مرة وذلك بإرادة الأم وأمها ارحموا أولادكم، وأن هذا المسلسل ليس علاجا للمشكلة، إنما الهدف منه تشويه صورة الآباء".

وكتب متابع "والله كل واحدة فرحانة أن ولادها مابيكتبوش اسم أبوهم وناكرينه، استحالة يكون تفكير الطفل لوحده بدون توجيه من أمهم ولو بطريقة غير مباشرة، وبعدين ما أنت ممكن كنت جبتي الطفل من غير جواز عادي يعني وعشان مايكونش فيه أب مش كويس هاتيهم بمعرفتك بدل ماترجعي تشتكيه، ولو أبوك اللي بيتكب اسمه كان علمك الأصول اللي مابقتش ناس كتير تعرفها كان قال لك إنه مهما كان أبوهم وحش ماينفعش تكسري نفس ولادك بأن أبوهم مش كويس".

ورغم تناوله قضية شديدة الأهمية عن معاناة المرأة المطلقة، وما يترتب عليها من خلافات أسرية ونزاعات قضائية ومعاناة الأطفال، فإن أسلوب عيسى المباشر يتحكم في حوار الشخصيات، من حين لآخر تكرر فاتن "أنا واحدة أخذ مني كل حاجة"، "أنا ست وهو راجل" و"لو رحت أشهد في المحكمة مش هياخذوا بشهادتي، يعتبروها نص شهادة، "هذا قانون ظالم لازم يتغير"، هنا تبرز عيوب سيناريو أعمال الكاتب من المباشرة الشديدة في تناول القضايا المهمة إلى توجيه انتقادات حادة لثوابت الدين.

كما يحاول عيسى أن يخلط كل القضايا الخلافية في القانون والدين في وعاء واحد منذ الحلقات الأولى، يعرض رفض الفنادق إقامة النساء دون وجود زوجها، وحق المطلقة في الولاية التعليمية وحقها في حضانة أطفالها، وكأن عيسى ينتهز فرصة أنه يخاطب جمهورا واسعا لأول مرة من خلال فنانة مشهورة ومسلسل رمضاني ليعرض كل أفكاره دفعة واحدة، رابطا حقوق المرأة المسلوبة بآراء الفقهاء.

وأكد البعض أن الله عز وجل رحيم ويراعي مصلحة الطفل بنقل حضانته لجدته لأمه إذا تزوجت الأم المطلقة، على عكس ما يروج المسلسل، وانتقدوا التشكيك في آراء الفقهاء والادعاء أن كلامهم ليس كلام الله، وأن المسلسل جيد لكن يدس السم في التفاصيل.

ومنذ الانقلاب العسكري الذي قاده في صيف 2013 على أول رئيس منتخب ديمقراطيا في مصر،الشهيد محمد مرسي، لا يفوت السفاح السيسي فرصة لإظهار معاداته للإسلام والمسلمين، بادعاء محاربة الإسلام السياسي والإرهاب المزعوم، وهدم المساجد وإرغام الأوقاف على تطبيق سياساته، واعتقال المسلمين والدعاة، ومحاولة السيطرة على قرارات الأزهر.

جدير بالذكر أن أذرع السفاح السيسي الذي يطعن في ثوابت الإسلام تلقى دعما مباشرا من السفير المتقاعد والمُستعرب "البرتو فيرناندز" الذي كان المدير التنفيذي لمجموعة "أخبار الشرق الأوسط" وتضم، قناة الحرة، وراديو سوا، وصاحب العلاقات الممتدة والواسعة مع الموساد الصهيوني، ويعمل علي توفير الدعم المالي السخي وغير المحدود لكل من، إبراهيم عيسى و إسلام بحيري اللذين أخذا على عاتقهما منذ سنوات كسر الثوابت الإسلامية وإهانة الصحابة الكرام، ولم يكن يخلو الأمر من الغمز واللمز بحق النبي الكريم.

وبطبيعة الحال كانت كل السخائم والسخائف والشتائم قاصرة على الإسلام فقط، ويمكن القطع بأن المأجورين "إبراهيم" و"إسلام" أخلصا جيدا لمخدومهما، وحققا ما يخجل الشيطان وذريته من تحقيقه على مر التاريخ، وفي مقابل ذلك جمعا ثروة طائلة سوف تكيفهما وتكفي ورثتهما من بعدهما؛ جراء إهانة الإسلام، ولا شيء سوى ذلك.