#في_أيدي_العسكر .. ” كيركباتريك” وثق خيانة السيسي والبرادعي وقتلة ريجيني

- ‎فيتقارير

خان عبدالفتاح السيسي رئيسه المدني المنتخب د.محمد مرسي وسعى السيسي للتقرب من الرئيس الشهيد قبل أن ينقلب عليه ، كما رفض السيسي الخائن الاستجابة لخطوات الرئيس الشهيد لاستعادة السيطرة على سيناء ومواجهة الإرهاب، بهذه الخيانات القطعية حفل كتاب "بين أيدي العسكر" للصحفي الأميركي ديفيد كيركباتريك الذي يروي في مذكراته بالعديد منها تذكره رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع الذكرى التاسعة للانقلاب الذي تحل ذكراه في يونيو/يوليو من كل عام.
ومن ذلك أيضا أن "عمرو حمزاوي حينما عارض داخل جبهة الإنقاذ فكرة دعوة الجيش لإزاحة د محمد مرسي بحجة أن ذلك سيعيد مصر للحكم الديكتاتوري، اعترض عليه محمد البرادعي قائلا بدون الجيش لا توجد لدينا فرصة".
وحينها قال جون كيري وزير خارجية أوباما للتلفزيون الباكستاني إن "جنرالات مصر يستعيدون الديمقراطية، وإن محمد البرادعي دعم الانقلاب الذي أطاح بمرسي في يوليو 2013".


رفض السيسي طلب مرسي
ولدى طلب الرئيس د.محمد مرسي تدخل الجيش لهزيمة الإرهاب في سيناء رفض السيسي بحسب "دايفيد كيركباتريك" مراسل صحيفة نيويورك تايمز في القاهرة خلال سنوات ثورة يناير 2011 وحتى بعد الانقلاب وقال إن "هيلاري كلينتون تفاجأت في لقاءها مع مرسي بالقاهرة في نوفمبر 2012 أن مرسي هو من فاتحها بالحديث عن مخاطر الأنفاق بين غزة وسيناء واستخدام العناصر المتشددة لها".
وأضاف أن "مرسي كان مدركا لمدى اهتمام أمريكا – بسبب ضغط إسرائيل – بموضوع الأنفاق وبأمن سيناء وأنه كان حريصا على ضبط الأمن هناك وهزيمة الجماعات الإرهابية، ويقول كيركباتريك إن "مرسي طلب من السيسي تدخل الجيش في سيناء لسحق تلك الجماعات، ولكن السيسي رفضة بحجة عدم انخراط الجيش في مواجهة الإرهاب ، وما قد ينتج عن ذلك من علاقة سيئة بين الجيش والمواطنين".
مراسل “نيويورك تايمز” تحدث هنا عن معاناة الرئيس مرسي مع قوى الدولة العميقة خاصة الجيش والشرطة وقضاة الانقلاب وغيرهم، منذ استلم منصبه قائلا “الرئيس مرسي استنفد معظم طاقته في نضال ضد المقاومة التي كانت تمارسها ضده الدولة العميقة – العسكر والمخابرات والشرطة والقضاة والجهاز الإداري – التي ترسخت وبقيت في موقعها على مدى ستة عقود من الطغيان”.

وأشار إلى أنه في نوفمبر 2012، وكجزء من المعركة مع القضاء للدفع باتجاه إجراء استفتاء على الدستور الجديد، أصدر الرئيس مرسي مراسيمه الخاصة التي كانت فوق المراجعة القضائية.

وأضاف أنه مقابل ذلك، كان السيسي يؤكد للأمريكان في تواصله معهم على العلاقات العمل الجيدة التي يمتلكها مع الإسرائيليين وتفهمه لمخاوفهم، كما كان الإسرائيليون يدافعون بقوة عن السيسي، حيث ذكر تشارلز هيجل وزير الدفاع الأميركي لكيركباتريك في مقابلة حديثة "السيسي والجنرالات كان لديهم علاقة قريبة للغاية مع الإسرائيليين، الإسرائيليون كانوا يعلمونا بوضوح بأن السيسي هو الشخص الوحيد الذي يحمي كل شيء، وأنهم قلقون" بحسب ما نقل الباحث علاء بيومي.
وأضاف بيومي أن كيركباتريك أعطى انطباعا أن سياسية السيسي بسيناء خلال حكم مرسي لم تختلف عن سياسات مؤسسات الأمن الأخرى التي تركت المشكلات الأمنية تتراكم لتقويض حكم مرسي من الداخل وتصويره بالضعف، في حين أنها هي من كانت تتقاعس عن تنفيذ أوامره، وربما تتأمر مباشرة وتخلق له المشاكل الأمنية كما حدث في بورسعيد بعد إعلان الأحكام في قضية المتهمين في قتل الألتراس، وما تلاها من تفاقم للمشاكل الأمنية أدت لتدخل الجيش وسط ترحيب شعبي جارف، ويصف كيركباتريك ما حدث في بورسعيد بأنه كان بروفة جيدة للانقلاب.

قتلة ريجيني
ويعد البحث علاء بيومي من أبرز من استعرض محتويات الكتاب وتحدث عن أن سبب عدم إعلان الحكومة المصرية عن قاتل ريجيني أو أسباب رفض الحكومة المصرية إجراء تحقيق جاد في مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني على أيدي قوات الأمن المصرية في أوائل 2016 وأن محمود بن السيسي كان واحدا من ثلاثة ضباط بالمخابرات الحربية ربما أداروا العملية".
يقول كيركباتريك -بحسب بيومي- إن "مسئولين أميركيين في القاهرة وواشنطن أخبروه بأنهم توصلوا لقناعة بأن المخابرات المصرية هي المسئولة عن قتل ريجيني وأنها فعلت ذلك بدون تعليمات من السيسي".

كما أن المخابرات المصرية "لم تقتل ريجيني لكي تقوض حكم السيسي، وأنها عذبت وقتلت ريجيني دون طلب إذن من أحد وبناء على مسئوليتها الخاصة، وألقت بجثته ليتم اكتشافها ، لكي ترسل رسالة من نوع ما".

وأضافوا قائلين إن "السلطات الأمنية اعتقدت أنه بإمكانها قتل أي أحد، وأن جواز السفر الغربي لم يعد يمثل أي حماية".

ويشير كيركباتريك أن الحكومة المصرية لم تعلن حتى الأن الوحدة المسئولة عن قتل ريجيني داخل الاستخبارات المصرية، ويضيف قائلا "مسئولان أميركيان أخبراني أنهما يعتقدان أنهما يعرفان السبب، محمود بن السيسي، كان واحدا من ثلاثة ضباط بالاستخبارات العسكرية ربما أداروا العملية".

أوباما وإيهودا
وعن موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما من الرئيس مرسي قال مدير مكتب” نيويورك تايمز” في القاهرة إن "أوباما دعم بقاء الرئيس مرسي قبل يوم واحد من الانقلاب؛ لأنه كان يخشى اتهام حزبه الديمقراطي بدعم الانقلابات، ولكنه غير رأيه بعد ذلك ودعم انقلاب السيسي بتأثير من أراء وزيري الخارجية والدفاع اللذين حذرا من مخاطر حكم الإسلاميين على المصالح الأمريكية والصهاينة والحلفاء في الخليج".
ومن باب أمانة النقل  تناول الكتاب المحادثة الأخيرة بين أوباما ومرسي، قبل الانقلاب مباشرة، زعم الرئيس أوباما لـ”مرسي” أن العسكر في مصر لا يتلقون التوجيهات من الولايات المتحدة، وحث الرئيس مرسي على التوصل إلى تسوية مع معارضيه المدنيين بحيث تتحول رئاسته إلى حكومة وحدة وطنية تقريبا.

وقال له الرئيس أوباما “سر على نهج نيلسون مانديلا، قائلا للرئيس مرسي حتى حارس سجنه، ذلك الرجل الذي كان يحرس زنزانته التي كان محتجزا فيها ، عينه مانديلا مسئولا عن الأجهزة الأمنية، وقال له كن شجاعا، التاريخ ينتظرك".

وقد أجابه الرئيس مرسي “إنها نصيحة جيدة من صديق مخلص” ولكنها جاءت متأخرة جدا؛ لأن الحرس الرئاسي التابع للعسكر (بزعامة وزير دفاع السيسي الحالي محمد زكي ) نقل الرئيس مرسي إلى قاعدة عسكرية خاصة بهم، بحجة الحفاظ على سلامته، وبعد يومين فقط، في الثالث من يوليو 2013، أعلن الجنرال السيسي انقلابه على الرئيس مرسي.

واعتبر “كيركباتريك” أن هذه الفترة شهدت انقلابا في السياسات الأمريكية وتحولا لصالح الجناح الذي يقول “عليك بسحق هؤلاء” أي الإسلاميين.
وشرح كيركباتريك في كتابه كيف ارتعبت السعودية والإمارات وخاف حكامهما من الانتخابات في مصر وروعهما أكثر فوز الإسلاميين فيها، فضغطتا بشدة لإقناع واشنطن بأن الإخوان ومرسي سيهددان المصالح الأمريكية في المنطقة، ولاحقا أدرك المسئولون الأمريكيون أن الإمارات ستتكفل بالنفقات المالية لدعم الاحتجاجات والانقلاب ضد مرسي.

وكيف أبلغت “آن باترسون” الخارجية الأمريكية في رسائل إلكترونية مشفرة أن الانقلاب قادم قادم “إن لم يك واقعا بالفعل” وتوقعت أن يكون عنيفا، وتحدث وزير الدفاع وقتها تشاك هاجل مع السيسي حول الانقلاب وأن قانون الولايات المتحدة ينص على قطع المساعدات عن أي جيش يقوم بالانقلاب على رئيس منتخب، ولكن أمريكا لن تعترف بأن ما جرى انقلابا أصلا.

كيري العدواني
وعن “جون كيري”، وزير خارجية أوباما السابق، أشار مدير "نيويروك تايمز" إلى أن علاقاته بأمراء وملوك خليجيين كانوا شرسين في عداوتهم للإسلاميين، وصلت إلى مشاركته لهم رحلات بحرية على اليخوت وكان لا يثق في الإخوان المسلمين أبدا.

وأوضح الكتاب أن وزير الدفاع هيجل خالف أوباما – من واقع التسجيلات الهاتفية الرسمية – وأن وزير الدفاع الأمريكي أبلغ السيسي عكس ما كلفه أوباما، بحسب ما رواه موظف كبير في مجلس الدفاع القومي ، فقد طالبه أوباما بأن يبلغ السيسي أنهم لا يدعمون الانقلاب على الرئيس الشرعي المنتخب، وكان على وزير الدفاع أن ينقل رسالة إدارة أوباما للسيسي بأنه “ضد الانقلاب”، ولكن الرسالة التي أبلغها هيجل للسيسي كانت مختلفة كليا".
وبرر هيجل ذلك بأنه "كان محاصرا بشكاوى عن مرسي تأتيه من إسرائيل والسعودية والإمارات ومحمد بن زايد قال له إن "الإخوان المسلمين هم العنصر الأكثر خطورة في الشرق الأوسط اليوم".

على فوهة المدفع
واستعرضت تقارير صحفية الكتاب الذي أكد أن "الهدف من الانقلاب ليس فقط سحق الإسلاميين، ولكن منع وصول الإسلاميين للسلطة؛ موضحا أن شخصيات يمينية دينية متطرفة في إدارة أوباما نصحته بسحق الإخوان، وأن هذه الشخصيات انتقلت إلى معسكر ترامب ، وتمارس نفس الدور في دعم السيسي ضد الإخوان".
ومن هؤلاء الناصحين “أندرو ميلر”، مسؤول ملف مصر داخل مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس أوباما، وأن ضباط البنتاجون كانوا يتباهون عام 2011 بأنهم أقنعوا العسكر بالتحول نحو الديمقراطية، لكن بعد عام 2013، أصبحت الحوارات بين السيسي وجنرالاته، مع نظرائهم الأمريكيين عبارة عن "بث للهموم المتبادلة حول الرئيس مرسي".
أما جيمس ماتيس وزير دفاع ترامب، وكان وقت الانقلاب في مصر قائدا في قوات البحرية مكلفا بشئون القيادة المركزية، فزعم أن "الإخوان المسلمين ما هم سوى لون آخر من ألوان القاعدة، وذلك على الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين طالما أعلنت وعلى مدى عقود أنها تعارض العنف وتفضل الانتخابات، بينما القاعدة بدورها تندد بجماعة الإخوان المسلمين وتعتبرها مجموعة من السذج الذين يستغلهم الغرب ويوقعهم في حبائله".
أما الجنرال فلين، والذي اعترف فيما بعد بأنه مذنب بالكذب على المحققين الفيدراليين، وذلك بموجب صفقة أبرمها مع المحقق الخاص، فكان في ذلك الوقت يرأس وكالة الاستخبارات العسكرية، وزار القاهرة في الشهور الأخيرة التي سبقت الانقلاب العسكري ، لكي يتحدث مع القادة العسكريين في مصر حول الرئيس مرسي.

وقد أخبر مراسل نيويورك تايمز في حديث معه في عام 2016 بأنه “سواء تعلق الأمر بالإخوان أو بالقاعدة فكلهم يحملون نفس الأيديولوجيا”.

وأضاف أن “إيهود باراك” رئيس الوزراء الصهيوني السابق أبدى سعادته بانقلاب السيسي بعد الثورة وإخراج مبارك من السجن وحبس مرسي، وكشف المحلل الصهيوني روني في لقاء معه أن السيسي أبلغ الصهاينة بانقلابه قبل ساعة الصفر بثلاثة أيام ثم دعا باراك العالم كله للوقوف خلف السيسي.