أثار مقال يحدد أسباب سقوط الأنظمة الاستبدادية، كتبه مؤيد بارز لنظام السيسي، ردود فعل واسعة النطاق من المسؤولين والشخصيات الإعلامية التابعة لحكومة عبد الفتاح السيسي.
عماد الدين أديب (66 عاما) هو من بين الصحفيين الأكثر شهرة في مصر والشخصيات العامة الموالية لحكومة السيسي.
وعلى الرغم من أن مقال أديب نشر لأول مرة في 14 أغسطس على موقع "أساس ميديا" اللبناني، إلا أن المسؤولين الذين اتبعوا خط الحكومة وصفوه مؤخرا بأنه "مسيء" وزعموا أن جماعة الإخوان المسلمين المعارضة يمكن أن تستغله.
في عام 2013، دعم أديب انقلاب السيسي ضد حكومة الرئيس محمد مرسي المنتخبة. ومع ذلك، حذر في السنوات الأخيرة من الاضطرابات المدنية في مصر إذا لم يتم التصدي للفساد واستمر الاقتصاد في التدهور.
والأحد، نشر الكاتب مقالا بموقع "أساس ميديا" اللبناني، بعنوان "14 سببا لسقوط الحكام والأنظمة" حصر فيه أسباب فشل "طبخة استقرار الأنظمة في الفساد المطلوب للحاكم وتغاضيه وسماحه للحلقة الضيقة القريبة منه بممارسة الفساد والإفساد".
و"الاعتماد على رجال ثقة موالين له على الرغم من ضعف كفاءتهم وفشلهم وتحول رجال الثقة بعد تمكنهم من مفاصل الدولة إلى خدمة مصالحهم، واستقواء بعض رجال السلطة وتضحيتهم بالحاكم من أجل بقاء مصالحهم".
و"قيام بعض عناصر الحكم بالارتباط بعلاقة عمالة مع قوى إقليمية أو دولية للاستقواء بها في معادلة اختطاف الحكم لصالحها، وصراع أجهزة الحكم بعضها مع البعض الآخر بشكل مدمر، وانصراف أجهزة الدولة المنوط بها الحفاظ على المال العامّ إلى الانشغال بتحقيق مكاسب شخصية".
و"عدم اهتمام فريق الجهاز الحكومي بشؤون الدولة وانصرافه إلى تصفية بعضه البعض، وشعور بعض التيارات أو القوى بعدم أحقية الحاكم في الحكم، وتعرض بعض الحكام إنسانيا لضغوط عاطفية من أفراد عائلتهم، تجعلهم يضعونهم في مناصب لا يستحقونها".
و"حاكم يجهل ما يُرضي شعبه وما يغضبه، وحاكم يعطي امتيازا خاصا استثنائيا لجهاز سيادي أو طبقة أو طائفة أو منطقة حيوية، مفضلا أحدها على الآخر، وحاكم لا يتابع مدى التزام جهازه التنفيذي بأوامره وقراراته الرئيسية".
وفي تعليق، قال الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ محمود مسلم "أنا حزين أن يكون مثل هذا المقال باسم الكاتب عماد الدين أديب، ولا أستوعب حتى الآن قيامه بكتابة هذه الكلمات الصعبة".
وتابع "مسلم" خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي المقرب من الأجهزة الأمنية، نشأت الديهي ببرنامج "بالورقة والقلم" المذاع على فضائية "ten" مساء الأحد "أنا حزين أيضا باحتفاء جماعة الإخوان بمقال عماد الدين أديب، مشيرا إلى أن ما ورد في المقال كان جديدا، خاصة أنه جاء من شخص طالما دافع عن الدولة المصرية و"ثورة 30 يونيو".
ولفت إلى أن سلطات الانقلاب قامت بإعداد حوار وطني، وفتحت المجال أمام الجميع لتقديمه آراءه وخططه في هذا الحوار، مشيرا إلى أن هذا المقال يبث الإحباط، ويحاول إثناء عبد الفتاح السيسي عن الترشح لفترة رئاسية جديدة، وهذا الأمر حدث أكثر من مرة، ولكن الجديد أن هذا الأمر جاء من رجل يؤمن بثورة 30 يونيو.
وخلال البرنامج نفسه، قال النائب الانقلابي مصطفى بكري إن "هذا المقال ليس الأول من نوعه لعماد الدين أديب، حيث نشر مقالا في شهر يونيو يُحذر فيه من ما أسماه بالفوضى التي من الممكن أن تعم البلاد، ومن ثم هجرة المصريين إلى ليبيا أو الدول المجاورة".
ولفت إلى أن عماد الدين أدخل مصر في نفق مظلم وتحدث بشكل عام واختتم مقاله بأن الأنظمة التي يقصدها ستسقط في منتصف العام المقبل، وستكون هناك أحداث مدمرة، نتيجة الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
وأشار إلى أنه يستغرب توقيت هذه المقال، معقبا "نعم، نعاني من واقع صعب، وهناك الكثير من الفئات التي تعاني من ارتفاع الأسعار، ولكن لماذا إصدار هذه المقالات في هذه اللحظة؟ هل هي محاولة لإثارة الإحباط؟
ووجه حديثه للكاتب عماد الدين أديب قائلا "عليك أن تقرأ تجارب الآخرين، اقرأ التجربة الألمانية ، ففي عام 1945 برلين كانت مدمرة، والشعب الألماني لم يجد لقمة العيش، وكان الواقع صعبا، وبعد ذلك نجحت ألمانيا في تحقيق تجربة اقتصادية راهنة ،علينا أن نتمسك بالأمل، وأن نقف مع الدولة بكل ما نملك، لأن الخيار الآخر هو خيار نهاية الدولة الوطنية، وخيار التخريب والفوضى".
وتابع "لماذا يكتب عماد الدين أديب بهذه اللغة التشاؤمية؟ وكأنه يريد أن يقول للعالم بأن مصر على وشك فوضى كبرى من الممكن أن تأكل الأخضر واليابس، مشيرا إلى أن هذه الروح التشاؤمية أثارت قلقه".
بدوره، قال مذيع البرنامج نشأت الديهي "عماد الدين أديب أخطأ وكتب مقالا عن سقوط الأنظمة، لكن المقال هو سقوط للكاتب، وربنا واقف معانا وسترها معانا عشان السيسي راجل مخلص، والشعب المصري لن ينسى ما فعله السيسي".
وفي مقال آخر مثير للجدل نشر في يونيو، كتب أديب أن مصر بحاجة إلى خطة مساعدة مالية فورية لتجنب خطر الانهيار التام.
وحث دول الخليج على تقديم مساعدات مالية لنظام السيسي قبل "العودة المحتملة إلى ما شهدته البلاد في عام 2011" في إشارة إلى حركة الاحتجاج الجماهيرية التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك المستبد منذ فترة طويلة.