لا أحد في مصر أو خارجها يستطيع الحصول على معلومة في جمهورية تعادي الحقيقة والشفافية، وبينما تنفي جمهورية العسكر تارة أنها تكلفت 3 مليارات جنيه في سبيل إقامة مؤتمر المناخ، تعود وتؤكد أنها أنفقت ذلك المبلغ بالفعل، في وقت يصرخ من سُمح له بحضور المؤتمر من استغلال العسكر.
تصريحات تناثرت في الصحافة الغربية بخصوص تحول السفاح السيسي إلى صاحب بوفيه أو كافتريا على الشاطئ، البعض أقام في الفنادق الأقل من ٤ نجوم بـ ٣٠٠ دولار في الليلة، وبلغ سعر الساندويتش ١٤ دولارا، تقول إحدى السيدات اللاتي حضرن المؤتمر "دي مش شطارة خالص ، المؤتمر فرصة لتشجيع السياحة ليه الناس تشعر أنها بيتضحك عليها ؟".
من لحم الشعب..!
تقول حكومة الانقلاب أنها خصصت مبلغ 3 مليارات جنيه لاستضافة مؤتمر "الأطرافَ" الـ27 أو المعروف باسم "COP27" حول تغير المناخ، المنعقد حاليا في مدينة شرم الشيخ ، حيث أكدت الحكومة ممثلة في وزارة المالية أنه تم تخصيص هذا المبلغ ضمن موازنة السنة المالية الجديدة 2023/2022والتي وافق عليها البرلمان في دور الانعقاد الثاني.
وخرج الإعلامي يوسف الحسيني القريب من دوائر العسكر، مكذبا حكومة الانقلاب وزعم في تعليق عبر برنامج «التاسعة» «مصر لم تدفع أي مبالغ مالية لتنظيم مؤتمر المناخ» مدعيا أن الأمم المتحدة هي التي تتحمل تكلفة هذا المؤتمر بشكل كامل.
وأضاف أن دور مصر يتمثل في استخدام هذه الأموال من أجل التحضير للمؤتمر، لافتا إلى أن البعض يلعب على عواطف المواطنين وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية عبر ادعاء صرف مبالغ طائلة لتنظيم المؤتمر.
وأشار الحسيني إلى أن الأمم المتحدة هي التي تتحمل تكلفة جميع مؤتمرات المناخ، لافتا إلى أن هذا الأمر من المتعارف عليه أيا كانت الدولة المنظمة.
تقول الصحفية شريهان أمين والتي حضرت المؤتمر "أركب تاكسي من هنا لآخر الشارع ب ٢٥٠ج ليه؟"، ليرد الناشط عادل صقر "علشان مبدأنا مكسب مرتفع و سريع أحسن من مكسب معقول و مستدام ، المؤتمر كان فرصة للدعاية و الانتشار في أسواق جديدة و إضافة سياحة المؤتمرات مش فرصة لمكسب يومين".
ويقول الناشط علي سمير "طالما هي دي العقلية ، عقلية اخطف واجري ، وطالما مفيش تحديد الأسعار وكله بيبيع زي ماهوعايز ، عمرنا منشوف سياحة ولا خير ، مش زمان أوي كانت غرفة السياحة بتحدد أسعار المطاعم والفنادق حسب الرتبة دا درجة أولى ده ثانية دا ٤ أو ٥ نجوم، إنما دلوقتي خلاص".
تلميع نفسه
ويواصل السفاح السيسي إهدار أموال المصريين على إقامة مؤتمرات باهظة التكاليف، لا هدف من ورائها سوى "تلميع نفسه"، وهي تتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد بفعل تداعيات الحرب في أوكرانيا، ورفع سعر الفائدة بنسبة 3 في المائة لاحتواء معدلات التضخم، إثر تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار بأكثر من 20 في المائة في أقل من 3 أشهر.
وفي 21 مايو الماضي، دعا السفاح السيسي المصريين إلى التقشف في مواجهة الأزمة الاقتصادية، قائلا "النبي محمد (ص) وأصحابه حصروا في شعب أبي طالب لمدة ثلاث سنوات، وقطع عنهم الطعام والشراب، إلى درجة أنهم كانوا يأكلون من أوراق الشجر؛ ولم يعترض أحد من الصحابة".
وكتب مصطفى جاويش "كيان هلامي، يعتمد على القروض الأجنبية لإنشاء القصور الرئاسية والكباري، وإهمال المشروعات الاستثمارية التي تدر الأموال وتزيد من الدخل".
ومذكرا بغياب أولويات الإنفاق علق إسلام عرفة "بيقولك مصر كبرت قوي، لكن قدراتها ومواردها ماكبرتش، أصل إحنا اللي مضيعين فلوسها على الكباري والأسمنت".
في يناير الماضي نشر موقع “ميدل إيست مونيتور” البريطاني تقريرا عن حياة البذخ والقصور والطائرات الخاصة التي يعيشها السفاح السيسي، فيما يدعو المصريين للتقشف.
وأكد التقرير أن السفاح السيسي الذي أصدر قرارا مفاجئا بوقف منح بطاقات دعم المواد الغذائية للمتزوجين حديثا، معلنا أن الدعم كان سبب تأخر الدولة لعقود في التنمية، وسبق هذا القرار قبل أربعة أشهر قرار مماثل بقطع الدعم عن الخبز، وبالتالي رفع سعر السلعة التي تشكل غذاء أساسيا لفقراء مصر توسع خلال سنوات حكمه في كل أشكال البذخ، وأكد التقرير أنه منذ عام 2014 ، شيد السفاح السيسي ما لا يقل عن ثلاثة قصور رئاسية جديدة وأكثر من 10 فيلات رئاسية لتضاف إلى 30 قصرا تاريخيا واستراحات رئاسية تمتلكها مصر بالفعل.
وفي ظل السياسات الفاشلة للسفاح السيسي، والأزمة الاقتصادية طاحنة تمر بها مصر، التي دفعتها إلى طرح أصول حكومية مهمة للبيع أمام مستثمري الخليج، نتيجة تراجع الاحتياطي النقدي الأجنبي من نحو 40.98 مليار دولار إلى 33.14 ملياراً في غضون 6 أشهر، وارتفاع الدين الخارجي للبلد إلى 157.8 مليار دولار في نهاية مارس الماضي، بنسبة 17% على أساس سنوي، مقارنة مع 145.5 مليارا بنهاية ديسمبر 2021.
الفقر أصبح يخيم علي بيوت المصريين
تراجعت مصر بشكل مستمر في مؤشر السعادة والرفاهية العالمي، وقد توالت الإحصائيات الدولية والمحلية لتؤكد ما وصل إليه الشعب من فقر وعوذ، فوفقا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع لحكومة الانقلاب، لإحصائيات عام 2015، فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، وارتفعت بعد ذلك هذه النسبة إلى 32% بحسب الإحصائيات الرسمية للجهاز المركزي للإحصاء والتعبئة .
وقالت صحيفة “التايمز” البريطانية إن "الفقر والبطالة ارتفعت معدلاتهما في ظل حكم السفاح السيسي منذ عام 2014 ، بل و أشارت في تقريرها الصادم إلى طبيعة الأغذية التي يتناولها الفقراء في مصر ، وأكدت أن بعض المصريين يلجأون لبقايا الأطعمة المتعفنة.