السيسي يعتذر لابن سلمان ” أملا في عودة “الرز السعودي “

- ‎فيتقارير

 

 

في تطور طبيعي  للمنقلب السفيه عبد الفتاح السيسي الذي  لا يجيد سوى دور النعامة أمام الكبار، رغم تأسده على الضعفاء من شعبه ، عادت سيارة السيسي المدججة بالسباب والشتائم التي أطلقها نظام السيسي العسكري ضد السعودية ودول الخليج، بعد أن كشرت السعودية والكويت عن أنيابهم ، كاشفين عن فساد ملياري للسيسي وأبنائه وقادة العسكر والمقربين منه، عبر مقالات وتلميحات وتصريحات، حول تحويل مليارات المساعدات التي قدموها للسيسي منذ 2017 إلى حسابات سرية في بنوك أوروبا  ولم تدخل حسابات الدولة ، وهو ما تسبب في استمرار الأزمة الاقتصادية التي يعانيها الشعب المصري.

ورغم أن المخابرات  والجهات السيسي السيادية   في سلطة الانقلاب هي من أدارت الحملة الشعواء على السعودية ودول الخليج، عبر اللجان الإلكترونية التابعة للمخابرات وعبر جريدة الجمهورية التي كالت الشتائم والسفالات ضد السعودية والتي وصفوها بـ”الحفاة العراة الرعاة” عبر مقال لرئيس التحرير ، لا يمكن أن يمر دون موافقة الرقيب العسكري المشرف على الصحف بمصر وهو المخابرات العامة.

اليوم الخميس، تراجع السيسي، أمام  الموقف السعودي، المصر على ربط المساعدات بالإصلاحات الاقتصادية الحقيقية، وأنه لا مساعدات بلا شروط.

حيث تلكأ السيسي كعادته بأن الإعلام في مصر لا سيطرة للدولة عليه، وهو ما تكذبه كافة التقارير المحلية والدولية عن تدخلات بل انتهاكات النظام لحرية الإعلام والصحافة.

وكاذبا، نفى السيسي خلال حديثه وجود أزمة بين السعودية ومصر ، مستغلا حضوره اليوم، افتتاح المرحلة الثانية من مدينة الصناعات الغذائية “سايلو فوودز” المملوكة للجيش  بمدينة السادات، للتعليق على التراشق الإعلامي بين كتّاب من مصر والسعودية.

 

وقال السيسي خلال الافتتاح بعد أن طلب الحديث من مقدم الحفل “فيه موضوع عايز أتكلم فيه ، سياسة مصر دائما تتسم بالاعتدال والتوازن والانضباط الشديد تجاه الجميع في الداخل وفي الخارج، وبالتالي عايزأقول إن أنا أتابع مواقع التواصل وبشوف إن ساعات بيبقى فيه حماس زيادة أو حتى، لن أقول تجاوزات، أنا أتكلم عن موضوعات خاصة بأشقائنا وهذا أمر يا جماعة ننتبه له”.

 

وطالب السيسي ممن يخاطبهم من المواطنين والإعلاميين الانتباه إلى أن هذا الأمر يعكس مدى فهمنا ومدى تقديرنا للعلاقات مع الأشقاء، وأنه لا أساس لتناول هذا الموضوع ، يعني ما لوش خلفية، على حدّ تعبيره، مضيفا نحن نتكلم ونقول أمورا قد لا يكون لها أساس من الصحة بصراحة، متسائلا هل نسير وراء بعض المواقع المغرضة اللي عايزة تعمل فتنة بينا وبين الأشقاء؟”.

وتناسى السيسي أن المواقع المغرضة ، هي جريدة الجمهورية المملوكة للدولة، وقنوات تمولها المخابرات العامة والأجهزة الأمنية وعبر مذيعين تابعين للأمن والمخابرات  مثل نشأت الديهي وغيره، الذين تكلموا عن الخليج وكالوا الشتائم للسعودية.

 

 

وواصل “أقل حاجة نعملها أن نسكت” مضيفا إن لم نقل كلاما طيبا نسكت، مضيفا أن هذا ينطبق على وسائل إعلامنا التي لا نتدخل فيها.

 

وهي كذبة تفوق أكاذيب أبريل، بل تدخل في دائرة الاستغفال، للخليجيين وغيرهم، إذ أن العالم كله بمنظماته ودوائره الإعلامية والثقافية والأمنية، يعلم أن وسائل الإعلام المصرية الناطقة والصادرة من مصر تنتمي تماما لأجهزة الأمن والجهات السيادية المصرية، ويتدخل الرقيب العسكري في كل هفوة وكلمة تنشر، بل ترصد المنظمات الحقوقية يوميا تقارير عن انتهاكات الحريات الإعلامية من قبل النظام نفسه.

 

وقال السيسي إننا “نكتب لصالح تحسين ودعم العلاقات وليس العكس، مشددا على أن علاقات مصر طيبة بالجميع، وأن هذا منهج تسير عليه البلاد منذ توليت المسؤولية، وأنه مسار دولة حتى في الأزمات وفي الخلافات، مؤكدا أنه لا يجوز أن نسيء لأشقائنا، داعيا إلى عدم نسيان وقفة أشقائنا معنا”.

ويتصادم حديث السيسي مع الوقائع التي يدركها الصغير والكبير، وقت خلافات السيسي ونظامه مع قطر وتركيا ، وكيف كال لهم ولزعماء ومسؤولي تلك الدول الشتائم والسباب ليلا ونهارا، وهو ما تكرر بالفعل مع السعودية حاليا.

 

وعلى الرغم من نفيه أي أزمة، قال السيسي سأقول “فرضية غير موجودة، يعني لو فيه أزمة، هل أطوّل لساني؟ أنا أقول كلام غير مضبوط؟” متابعا “إننا حين نقوم بهذا الأمر كمواقع تواصل أو حتى بعض المقالات حول أشقائنا في المملكة العربية السعودية أو مع أي دولة أخرى”، قبل أن يضيف “أنا بتكلم لا لا نحن حريصون، وهذا توجه دولة، ودعا المواطنين لئلا ينساقوا إلى ما وصفها بـمواقع تقصد الفتنة بيننا” مضيفا “علاقتنا طيبة بالجميع” قبل أن يتابع “لا أريد أن أقول أسماء دول” موضحا “لو فيه خلاف مع دولة شقيقة خلال السنين الفائتة، سنتجاوزها”.

 

وختم السيسي قائلا “حتى الأزمة مع دولة زي إثيوبيا، في موضوع سد النهضة، نحن لا نقول كلمة واحدة أو تصرف واحد يسيء”.

 

 

 

وكان موقع صحيفة الجمهورية الحكومية المصرية قد حذف مقالا لرئيس تحريرها  الصحفى الانقلابي عبد الرزاق توفيق، شنّ فيه هجوما غير مسبوق على دولة لم يسمها، لكن كل التلميحات الذي ذكرها في المقال تشير إلى أنها المملكة العربية السعودية بشكل لا لبس فيه، وذلك عقب انتقادات كتّاب سعوديين للنظام المصري الحالي، وقضية سيطرة الجيش على اقتصاد البلاد.

يشار إلى أن السعودية وحدها مولت السيسي بنحو 92 مليار دولار حتى الآن منذ الانقلاب العسكري في 2013، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية التي يعايشها نظام السيسي حاليا، وطلبه أكثر من مرة مساعدات من دول الخليج التي باتت ترفض منحه مساعدات دون شروط،

وهو ما يضع السيسي في حرج، إثر تزايد الفجوة التمويلية التي يجب توفيرها هذا العام بنحو 445 مليار دولار، وسط تفاقم الديون وخدماتها التي تصل لأكثر من 440 مليار دولار كديون داخلية وخارجية، وهو ما يدفع السيسي نحو بيع أصول الدولة المصرية ، من شركات وأصول اقتصادية، جرى الإعلان عن بيع 20 شركة رابحة حتى الآن.

وأمام هذا المشهد الكارثي للاقتصاد المصري، أتى الانكسار المصري أمام السعودية والخليج طمعا في الرز الخليجي الذي ما زال يراهن عليه السيسي ، للخروج من أزمته الاقتصادية بعد انهيار الجنيه وفقدانه أكثر  من 90% من قيمته وتصاعد الديون وخدمات الدين التي تصل لأكثر من 130% من إجمالي الدخل القومي.