“البيض البودرة أرخص”.. خيارات المصريين تتجه إلى الأكل من الزبالة

- ‎فيتقارير

بعد الدعاية والتسويق لأكل أرجل الدجاج في مصر، زعم الدكتور أحمد حسين عبد المجيد، أستاذ تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني في مركز البحوث الزراعية، التابع لحكومة الانقلاب، أن "هناك نوعا من البيض متواجدا بكثرة منذ سنوات وهو البيض البودرة، مشيرا إلى أن هذا البيض يحتوي على نفس العناصر الغذائية البيض العادي".

وقال أحمد عبد المجيد خلال تصريحات صحفية، إن "البيض البودرة، يستخدم منذ سنوات في الفنادق الكبرى ومختلف الدول، ويتم استخدامه في صنع الحلويات، ويتميز بأنه أرخص من البيض العادي 4 مرات، فسعر الـ4 أكياس منه يوازي سعر بيضة واحدة، كما أنه يحتوي على جميع فيتامينات البيض العادي".

وتابع أستاذ تغذية الدواجن بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن طريقة تصنيعه من خلال آلات تحول البيض بطرق معينة إلى بودرة، مشيرا إلى أنه يحتوي على جميع فوائد البيض العادي ولا فرق بينهما، كما أن مدة صلاحيته أكبر من البيض العادي أيضا.

وأضاف أحمد عبد المجيد، هناك أنواع مختلفة من البيض غير بيض الدجاج أيضا، مثل بيض السمان، وبيض النعام، وجميعها تمتلك فوائد بيض الدواجن، مؤكدا أن بيضة النعام الواحدة تكفي 10 أشخاص.

يأتي ذلك في وقت تزايد فيه إقبال شرائح متباينة من المجتمع المصري على أسواق بقايا الطعام، التي تعرض منتجات وسلع قليلة الجودة، وبها عيوب في التصنيع.

وحذر مراقبون وخبراء في سلامة الغذاء من خطورة الإقبال على شراء بقايا الطعام في الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار؛ الأمر الذي يعرض صحة المواطنين إلى الخطر.

وتسمى أسواق بقايا الطعام في مصر بـكسر المصانع التي تخرج نتيجة عيوب، وقال أحد الباعة الجائلين إنه "يشتري بواقي الجبنة الرومي والزيتون والملوحة وكل شيء من المصانع ويبيعها للمواطنين، مشيرا إلى أن هناك إقبالا كبيرا عليها بسبب رخص ثمنها".

وأضاف مواطن آخر "أنا مضطر أشتري الحاجات دي عشان مش معايا فلوس، 50 جنيها في اليوم مش بتقضي حاجة، ولازم أشتري الأكل الكسر لأولادي".

وقالت سيدة إنها "تلجأ إلى هذا النوع من الأطعمة لعدم توافر الأموال اللازمة، لافتة إلى أنها تأكل بقايا "الجاتوه" التي تزيد على حاجة مرتادي الأندية".

وعلقت سيدة أخرى، قائلة "إحنا عاوزين شعبنا يعيش عاوزين شعبنا يأكل، الناس هتعمل إيه؟ غلابة".

و"الأكل الكسر" هو الفائض من الطعام والذي يفترض أن مكانه هو إما القمامة أو أطباق الحيوانات، لكن وفرة هذه المخلفات التي تتجاوز 75% في الولائم والمناسبات، يجد طريقه إلى أفواه الفقراء من المصريين.

وتتيح أسواق "بقايا الطعام" للزبائن حرية التذوق قبل شراء أية سلعة فضلا عن احتفاظه بحق المساومة أو "الفصال" على السعر، بل من حقه أيضا الشراء بكمية غير موزونة، مثل أن يشتري بجنيهين أو جنيه أو حتى نصف جنيه، أما البائع فلا يرد أحدا.

ويأتي "الأكل الكسر" من بواقي المحال، ففي بعض محال الألبان يباع الجبن الرومي المكسور لكن يكون مغلفا وفي حالة أفضل من المبيع على الرصيف.

ودفع ارتفاع ثمن كيلو الدواجن في مصر مسجلا 90 جنيها للكيلو، إلى رواج محال بيع هياكل الدجاج المتبقية بعد تقطيع الأوراك وأخذ لحم الصدر لعمل "فيليه" لتظل هذه الهياكل عظما بقليل من اللحم، لكنها على أية حال جزء من دجاج حقيقي، وتصنع مذاقا إذا تم غليها في المياه مع بعض التوابل.

وبالتوازي مع ذلك ظهرت تجارة "الحوايج" أو رقبة وجناح وأرجل الدجاج، وهي أشياء تشتريها ربات المنازل في أحياء مصر الفقيرة للتغلب على غلاء الأسعار، وتعويم الجنيه الذي تسبب في موجة جنونية من غلاء الأسعار.

وسجل معدل التضخم السنوي في مصر، أعلى معدل ارتفاع في الرقم العام للأسعار منذ نوفمبر 1986 أي منذ أكثر من 36 عاما.