«أنقذ إسرائيل» احتجاجات تل أبيب تكشف وقوف أمريكا خلف مذبحة رابعة والنهضة

- ‎فيتقارير

"توعد نتيناهو بالعقوبات إن لم يتراجع، وأنقذ إسرائيل" هذا ما أكده موقع "أكسيوس" الأمريكي الذي فضح نفاق الإدارة الأمريكية قبل وأثناء وجود الرئيس جو بايدن، عندما توعد الأخير رئيس وزراء العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بالعقوبات في خضم الأزمة التي اندلعت في الأراضي المحتلة بسبب انقسامات حادة حول تعديلات قضائية.

ونقل الموقع عن مصدرين أمريكيين وصفهما بالمطلعين، أنه بعد ساعات من توجيه بايدن لرسالة شديدة اللهجة تتضمن عقوبات وربما طرد من الحكومة الصهيونية، خرج نتنياهو على التلفزيون مفزوعا من أجل الإعلان عن تعليق تشريع التعديلات القضائية بأمر العم سام.

بايدن ينقذ إسرائيل

يقول موقع "أكسيوس" الأمريكي أن جميع الخيارات كانت مطروحة على طاولة بايدن ومنها خلع نتيناهو واستبداله إن دعا الأمر ذلك، إلا أن بايدن بدأها بإلغاء دعوة نتنياهو من أجل المشاركة في القمة الافتراضية حول الديمقراطية، خلال الأسبوع الجاري، في حال لم يتراجع عن التشريع، وهو ما جعل الابن اللقيط لأمريكا يتراجع وتنتهي الإضرابات بدون إراقة نقطة دم واحدة، على عكس ما جرى في مذبحتي رابعة والنهضة في مصر.

كان الموقف الأمريكي من انقلاب 3 يوليو 2013 مركزيا يتجاوز حدود الانحياز ليصل إلى الضلوع والتورط وفقا للشواهد والتصريحات والأدلة والبراهين.

وكان للسفارة الأمريكية بالقاهرة والسفيرة آن باترسون التي تولت منصبها في 2011 وغادرت في أعقاب مذبحة رابعة دورا محوريا في إدارة الدفة وتوجيه جميع الأطراف التي وظفتها واشنطن (الجيش ــ الشرطة ـ القضاء ــ الإعلام ــ الكنيسة ــ العلمانيون ــ أموال الخليج) من أجل تحقيق هدف واحد هو نسف الثورة المصرية والعصف بالمسار الديمقراطي الوليد وإعادة الجيش إلى حكم البلاد منفردا في نسخة أكثر عنفا وتطرفا وفسادا.

توزعت أدوار المؤسسات الأمريكية من أجل إنجاح الخطة؛ فـ"باترسون" كانت تتواصل بشكل وثيق مع المعارضة العلمانية في القاهرة وتوجههم باستمرار  نحو إثارة حالة من الهياج والرفض والتشكيك في كل إنجاز وتشويه صورة المسار والرئيس، وهي من كانت حبل الربط بينهم وبين الجيش.

بينما كان البنتاجون على تواصل مستمر مع السيسي وكان الخط الساخن بين تشاك هيجل وزير الدفاع الأمريكي وقتها، والسيسي لا يتوقف وتستغرق المكالمات بينهما ساعات طوال، وعندما وقع الانقلاب تواطأت الإدارة الأمريكية وتجاهلت الموقف عمدا وامتنعت عن وصفه بالانقلاب وضغطت على مرسي وحكومته من أجل التسليم بالانقلاب والقبول به، من أجل تواصل الدعم الأمريكي للسلطة العسكرية الجديدة، ومنح السيسي شرعية لانقلابه؛ لكن ذلك لم يحدث، فباركت واشنطن المذابح التي وقعت ولم تفعل شيئا سوى الاستنكار الباهت، بينما كان السلاح الذي يستخدمه الانقلابيون في المذابح أمريكيا.

رغم  حرص السفارة الأمريكية على إخفاء أجندتها الخفية وعدم إظهار تحركاتها المضادة للثورة والديمقراطية، إلا أن بعض التحركات جرى الكشف عنها لتبرهن على حجم العداء السافر للثورة والمسار الديمقراطي.

ومن أهم هذه المواقف، ما كشفه الباحث عماد جاد، أحد الرموز الإعلامية للكنيسة الأرثوذوكسية وجبهة الإنقاذ، إذ أكد أن آن باترسون، السفيرة الأمريكية بالقاهرة، التقت بكل من البرادعي وصباحي، وعايراتهم بضعف قدرتهم على الحشد، وأنهم لا يقدرون على حشد أكثر من 10 آلاف متظاهر، وأنها أرسلت بذلك تقريرا إلى الإدارة الأمريكية.

وعندما زادت الحشود في أحداث الاتحادية تسرب لقاؤها بمقر حزب الوفد 02 ديسمبر 2012م حيث التقت بكل من حمدين صباحي والسيد البدوي ومحمد البرادعي، والذي تسرب منه أنها رسمت لهم خطة عمل تبدأ بنزول 100 ألف متظاهر أمام الاتحادية واعتصامهم لمدة ثلاثة أيام، ليعقب ذلك تدخل الجيش لإنهاء حكم الإخوان.

 

سفارة أم وكر ثعالب؟

في بداية إبريل 2013م، نشرت السفارة الأمريكية في القاهرة  عبر صفتحها الرسمية (فيس بوك وتويتر) فيديو للمذيع الأمريكي “جون ستيوارت” يتضامن فيه مع الإعلامي “باسم يوسف” عند مثوله للتحقيق في تهمة سب الرئيس وازدراء الأديان على خلفية حلقاته التي تطاول فيها بشدة  على الرئيس.

ومع بيان الرئاسة الرافض لهذ السلوك من جانب السفارة وانتقاد الرئاسة ــ عبر حسابها الرسمي باللغة الإنجليزية ــ  دافعت السفارة الأمريكية عن باسم يوسف قائلة “من غير الملائم لهيئة دبلوماسية المشاركة في ترويج دعاية سياسية سلبية” ما اضطر السفارة إلى حذف المقطع.

وكانت مجلة فورين بوليسي نقلت، عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن ” السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، اتخذت قرارا بإغلاق حساب السفارة على تويتر بمفردها، دون الرجوع إلى المسؤولين في الخارجية بواشنطن وذلك لتجنب أزمة دبلوماسية بسبب حساب تويتر”. 

لكن الموقف يعكس الانحياز الأمريكي السافر ضد الرئيس،  وهو في ذات الوقت يمثل رسالة دعم للقوى  العلمانية من جهة وضوء أخضر لقادة الجيش بمواصلة الاستعداد للانقلاب من جهة أخرى، وردت السفيرة على ذلك بأنه لم يكن مناسبا لأن “ستيوارت” لا يعتبر أحد المتحدثين الرسميين باسم الحكومة الأمريكية.

مع اقتراب 30 يونيو، أبلغت السفيرة الأمريكية عصام الحداد، مستشار الرئيس الشهيد مرسي، أن الانقلاب العسكري قادم وأن على الرئيس والإخوان قبول ذلك، لأنها لن تستطيع أن تفعل شيئا، كشف ذلك الدكتور الشهيد عصام العريان في مداخلة مع الجزيرة مباشر في يوليو 2013م.

مضمون رسالة السفيرة هو عملية تخذيل لإجبار الرئيس والإخوان على الاستسلام لسيناريو الانقلاب لإكسابه الشرعية والاعتراف مبكرا، لكن الرئيس رفض هذه الضغوط وتشبث بعدم الإذعان للفسدة والخونة كما ذكر هو في خطابه الأخير قبل الانقلاب، وبعدها نال الشهادة في سبيل حرية المصريين.