ما تزال معركة القصر الجمهوري ومطار الخرطوم مستمرة في الوقت الذي قالت فيه مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي إن: “الوضع الإنساني بالسودان متدهور، وهناك أمل في وقف إطلاق النار، مطالبة طرفي الصراع في السودان بتحمل مسؤولية حماية المدنيين”.
اطمئنان مبعوثة الاتحاد الأوروبي ظهر في قرار مجلس الوزراء بأن تكون عطلة عيد الفطر المبارك من الخميس 27 أبريل والعودة للأعمال صبيحة الأحد 30 أبريل الحالي.
وقال الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري إن: “القتال في السودان صورة مكررة منذ اليوم الأول ويتركز في ثلاث نقاط رئيسية في الخرطوم هي المطار والقيادة العامة والقصر الجمهوري”.
وبدورها، كشفت لجنة نقابة أطباء السودان عن تعرض 4 مستشفيات للقصف في مدينة الأُبيّض بولاية شمال كردفان، كما تم قصف كاتدرائية الأبيض وتعرض سوق المدينة الكبير والسوق الغربي لأعمال سلب ونهب.
وسبق أن أعلنت نقابة أطباء السودان المستقلة عن توقف 70% من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة عن الخدمة بسبب القتال، والقصف أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان في بيان على فيسبوك الأربعاء إن: “20 مستشفى فقط يعمل بشكل كامل أو جزئي”.
وأضافت اللجنة “من بين المستشفيات التي توقفت عن العمل، هناك تسعة مستشفيات تعرضت للقصف و16 مستشفى تعرض للإخلاء القسري”.
ومن جانبه، اعتبر عبدالفتاح البرهان رئيس الجيش السوداني أن محمد حمدان دقلو متمرد، وأن الجيش “لن يتفاوض مع قادة الدعم السريع، لأنهم خارجون عن القانون، ولا مجال للحديث عن السياسة معهم مرة أخرى، ولا حوار قبل عودة قوات الدعم السريع إلى أماكنها قبل شهر ديسمبر الماضي”.
وأضاف “لن تكون هناك حربا أهلية في السودان جراء أطماع سياسية لبعض الأشخاص، ولا يمكن الحديث عن هدنة في ظل انتشار قوات الدعم السريع في كل مكان، ونريد هدنة تسمح للسودانيين التحرك بحرية “.
وأكد أنه تمت السيطرة على جميع الولايات السودانية، ما عدا الخرطوم وأن قوات الدعم السريع حاولت السيطرة على الدولة وتحويل الاتفاق الإطاري لصالحهم.
واتهمت القوات المسلحة السودانية أطرافا إقليمية ومحلية لم تسمها بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في معركتها مع الجيش، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) الثلاثاء.
وذكرت الوكالة أن “المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أن هناك معلومات دقيقة عن فصول المؤامرة ومؤشرات قوية على ضلوع أطراف إقليمية ومحلية، وهو ما سيكشف عنه في الوقت المناسب”.
واتهمت قوات الدعم السريع في منشور على صفحتها على فيسبوك في 19 أبريل ما سمته الميليشيات التابعة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير بارتداء زيها الرسمي والقيام بأعمال نهب من أجل تشويه سمعتها.
وعلى صعيد الوضع الميداني، قال شهود عيان إن: “دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات مدوية وتصاعد أعمدة الدخان وانتشار الحرائق في الخرطوم وبحري وغربي أم درمان، استمرت طوال الليلة الماضية رغم سريان الهدنة الثانية، والتي تنتهي في تمام الساعة السادسة من مساء الخميس”.
وتحرك الجيش إلى هذه الأماكن لمنع وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع، والتي أدعت أنها أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش السوداني، بعد أن هاجم الجيش مقاتليها في أم درمان قرب العاصمة الخرطوم صباح الخميس، إلا أنها زعمت التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه.
ودعت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عُقد ظهر اليوم، جميع أطراف النزاع في السودان إلى إلى هدنة لأغراض إنسانية، بهدف إتاحة المجال لإجلاء المحاصرين وإغاثة المدنيين.
وقال مدير الطوارئ الإقليمي في منظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، إن: “المنظمة تقوم بتوزيع الإمدادات الطبية الأساسية على المستشفيات الرئيسية في الخرطوم، إذ تشير التقديرات الأولية إلى تصعيد محتمل للعنف”.
وسبق أن تحدثت المنظمة عن وجود عجز كبير في الأطقم الطبية وإمدادات الأُكسجين وأكياس الدم في مستشفيات الخرطوم.
وتداولت منصات اتصال عبد الفتاح السيسي بمحمد بن زايد رئيس الإمارات بعد ساعات من إعلانه وساطة إماراتية باعتباره المحرك الرئيسي للصراع لعودة القوات المصرية المحتجزة في السودان إلى القاهرة.
وقالت الخارجية المصرية إنها: “نجحت بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في تأمين سلامة باقي الجنود المصريين الموجودين في السودان وتسليمهم إلى السفارة المصرية، كما أعربت الخارجية عن تقديرها للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين”.
وفرّ آلاف المدنيّين من الخرطوم التي تشهد سماؤها قصفا مستمرا، حيث أسفر القتال المستمر لليوم السادس تواليا بين قوات الدعم السريع والجيش عن مقتل ما لا يقل عن 330 مدنيا وإصابة أكثر من 3000 آخرين”.
وتخطط السفارات الأجنبية والأمم المتحدة لعمليات إجلاء موظفيها عقب اجتياح مقاتلين لمجمعات وكالات الإغاثة، وتقول الأمم المتحدة إن: “نحو 200 شخص تأكدت وفاتهم، وإن أعداد الجرحى فاقت الألف جريح”.
لكن تقارير أفادت بإيقاف قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان مؤقتا محاولتهم للوصول إلى السودان من أجل التوسط بين الجنرالين المتنافسين الذين تقاتل قواتهم من أجل السيطرة على السلطة.
ويخشى القادة الأفارقة، بعد أن باءت جهود الوساطة الدولية بالفشل، من تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب أهلية.