رسالة الإخوان: حل أزمات المنطقة بعودة الروح لمصر واستقلال قرارها

- ‎فيبيانات وتصريحات

سجل د. محمود حسين القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في رسالته الشهرية على موقع الإخوان المسلمين الرسمي (ikhwanonline.com) والتي كانت ضمن بابا (رسالتنا) بعنوان ( دروس وفرص من الفتح المبين) مجموعة من المواقف التربية والرؤية السياسية العامة وللأوضاع القائمة محليا وعربيا.

 

عودة الروح

وأكد د.محمود حسين في واحدة من الرؤى السياسية، أن "عودة الروح للمواقف المصرية وانعتاقها من التبعية للقوى الإقليمية والدولية التي تسير السلطة في ركابها كفيل بحل كثير من الأزمات في المنطقة العربية ونزع فتيل الأزمات التي يتم إشعالها بفعل فاعل.. لمزيد من الاطلاع حول هذا الملف نوصي بمراجعة تلك الدراسة التي أعدها مركز المسار للدراسات اﻹنسانية بعنوان الموقف المصري من النزاع السوداني.. محددات العلاقة وكوابح التدخل".

وأبان أنه "كان الموقف المصري جديرًا بأن يكون رمانة الميزان ومدخلًا للحل وإنهاء الخلاف والصراع المحتدم، اتساقًا مع المصير المشترك بين دولتي وادي النيل وما يمثله استقرار السودان وازدهاره والتعايش السلمي بين كل مكوناته المتنوعة من عمق استراتيجي وأمن قومي لمصر خاصة والعرب عامة وتمشيًا مع العلاقة الاستثنائية بين الشعبين وانطلاقًا من المصالح المشتركة التي تربطهما".

وربط بين الجدير والواقع وقال: "لولا حالة الضعف الشديدة التي تعاني منها سلطة الانقلاب في ظل انهيار اقتصادي جعل القرار السياسي مرهونًا بالمنح والعطايا التي تأتي من هنا وهناك".

 

الديمقراطية والانقلاب
وعن أساس حالة التردي والضعف، لفت فضيلته إلى أن "مصرنا الحبيبة كان بمقدورها من خلال تطلعات شعبها أن تمر بتجربة ديمقراطية ناجحة ونامية، إلا أن انقضاض الانقلاب العسكري عليها في 3 يونيو 2013 بدعم دولي وإقليمي أفشلها".

وتابع أنه تلا ذلك "مسار الانقلاب نحو العنف والدموية غير المسبوقة في تاريخ مصر الحديث وما تبع ذلك من تدمير الحياة السياسية والذي جعلها تمر بأسوأ أيامها تحت حكم سلطة انقلابية شمولية صادرت الحريات والحقوق، وأبرزها الحق في انتخابات حقيقية وليست مزيفة، ونزيهة وليست ملفقة، حيث اختفت تقريبًا كل الأصوات إلا صوت الحاكم المستبد الذي لا يَعدل ولا يرحل، ولو تُرك الأمر له لورّث أبناءه من بعده".

وسأل الله سبحانه وتعالى أن "يحقق لمصر رجاءنا في حرية حقيقية ينعم بها المصريون فيختارون بإرادة حرة من يحكمهم، وأن يحفظ مصر وتركيا وسائر بلاد المسلمين من كل سوء لتسترد أمتنا قوتها وتملك زمامها وتتبوأ من جديد المكان اللائق بها: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّه)-آل عمران: 110-.

 

أزمة السودان
وفي ضوء استعراضه لأزمات المنطقة مر بالانتخابات التركية والوضع في فلسطين والعدوان الأخير على غزة ثم المشكل السوداني، وعنه، قال "صوت الحكمة غائب في السودان و اﻷمن القومي المصري في خطر.. في محيطنا الإقليمي وعلى أرض السودان تتزايد معاناة الشعب وتتباعد آماله في حياة ديمقراطية راشدة وأوضاع اقتصادية مستقرة، بل كاد أن يضيع منه- بعد المعارك القائمة حاليًا- الأمل في حياة آمنة، وسط ارتفاع صوت الرصاص وغياب صوت العقل والحكمة".

وأشار القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين إلى أن "التدخل السافر لقوى إقليمية تدعم أطراف النزاع بالمال والسلاح وتتلاعب بوحدة السودان وسلامة أراضيه سببًا رئيسًا لاستمرار المعارك وازدياد شراستها، دون أن يظهر أفق للحل ووأد للفتنة في ظل جهود محمومة من بعض القوى الدولية تستهدف إضعاف وتفكيك السودان، بل وكافة الدول العربية ونشر الفوضى داخلها".

 

تركيا وطيف الثورة
ولمح د. حسين في الانتخابات التركية طيف الديمقراطية الذي ظهر بمصر فترة 25 يناير، وقال إن تركيا التي تحررت من الانقلابات العسكرية بعد أن تصدى لها الشعب ووقف لها بالمرصاد إثر معاناة من الفساد دامت عقودًا من الزمان، تعيش ثمرة هذا التحرر حياة ديمقراطية راشدة ومنافسة انتخابية حقيقية لاختيار رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان.

وأرسل تهنئة للشعب التركي على نجاح تجربته الديمقراطية وعرسه الانتخابي في 14 مايو 2023، نرجو للشعب التركي كل التوفيق والازدهار، فازدهار تركيا هو قوة للعرب والمسلمين ليس في الاقتصاد والتجارة فحسب بل أيضًا في إيجاد توازن دولي وإقليمي يكبح جماح الحروب ونزوات المغامرين بمصالح الشعوب والدول.

 

العدوان على غزة
واعتبرت الرسالة أن العدوان على أرض فلسطين غاشما وسافرا وفاجرا ولا زالت المقاومة مستمرة، معتبرا أن ذلك جولة جديدة من العدوان الصهيوني على غزة الحبيبة الصامدة الصابرة الأبية، بدأ المحتل باغتيال كرامة الشهيد الفلسطيني البطل المقاوم عدنان خضر في محبسه وعدم الاستجابة لإضرابه عن الطعام ثم عاود المحتل مؤخرًا عمليات الاغتيال الممنهج  لقادة ميدانيين وسياسيين في حركة الجهاد الفلسطيني مع أطفالهم وزوجاتهم وأسرهم وجيرانهم بكل وحشية وحقارة في محاولة لفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة".

وشددت على أهمية الوحدة والمقاومة للعدوان "إزاء هذه الحالة من الفجور في العدوان وتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية والإنسانية والاستهزاء بكافة التفاهمات الميدانية".

وأضافت: "لم تقف المقاومة مكتوفة اﻷيدي؛ فقابلت العدوان الهمجي بالمقاومة والوحدة التامة بين فصائلها والتنسيق والتلاحم للدفاع بما لديها من أدوات قتالية أربكت حسابات العدو ومستكبريه ومستوطنيه. هذا وتفرض المقاومة دائمًا قواعدها.. المقاومة تصمت والمحتل ومستوطنوه يترقبون.. المقاومة ترد دفاعًا عن نفسها والمحتل ومستوطنوه يفرون إلى الملاجئ".

الجامعة العربية والشعوب
يشار إلى أنه قبل الرسالة الأخيرة بساعات، بعث فضيلة القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين د. محمود حسين رسالة أخرى إلى قمة جدة التي عقدت الجمعة 19 مايو 2023 مخاطبا السادة ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، برجاء من القمة "أن تتسق مقرراتها مع مواقف الشعوب، وتستند إلى ثوابتها لا تحيد عنها ولا تميل إلى غيرها، فتعلن تضامنها الكامل مع حق الشعب الفلسطيني في الخلاص من العدوان ورفض محاولات التطبيع التي تأتي من هنا أو هناك، وذلك أضعف الإيمان".

حيث أكد أن "الجراح التي تعاني منها أمتنا في سوريا واليمن وليبيا ومصر وتونس لا تستعصي على الحل إذا توفرت لها إرادة قوية ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻌﻒ، ورغبة صادقة في الاستماع لضمير الشعوب وتطلعاتها نحو الحرية والممارسة الديمقراطية".

وأعتبر فضيلته أن "الجراح النازفة في سوريا والمعاناة التي وقعت على الشعب السوري من تشريد للملايين وإهلاك للحرث والنسل، مازالت تحتاج إلى حلول حقيقية لإخراج سوريا من هذا الواقع الكارثي".

وأبدى تعجبا من أنه "ليس من المعقول أن التجاوز عمن ارتكب هذه الجرائم ودعوة نظامه للعودة إلى الجامعة العربية يمكن أن يمثل حلا واقعيا رغم كل المجازر التي ارتكبها في حق شعبه، ورغم حالة الجمود السياسي التي مازالت تخيم على المشهد في سوريا".
 

بالمقابل، ثمن القائم بأعمال المرشد الدور الذي قامت به المملكة العربية السعودية لمحاولة جمع أطراف الصراع والسعي لإيجاد حلول له، نؤكد أن الطريق أمام إغلاق هذا الملف مازال بحاجة ماسة إلى مزيد من العمل المتواصل والجهد الدؤوب؛ للخروج بالسودان من دوامة العنف والدخول إلى حياة سياسية مستقرة.

وأوضح أن "الاقتتال الداخلي في السودان بين الأشقاء يمثل مشكلة جديدة تحتاج إلى حلول عاجلة من القمة، حيث تتزايد حدته يوما بعد يوم دون أن نرى أفقا للحل أو مدخلا للتهدئة أو مجالا للمراجعة؛ مما يستوجب جهودا عربية مشتركة وإجراءات فاعلة للتعاطي مع تداعيات الموقف والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه بما يمنع التدخلات الخارجية".

لسنا في صدام مع أحد

ووجه د. محمود حسين رسالة للمجتمعين في "جدة" مفادها أن "جماعة الإخوان المسلمين لم تكن يوما في صدام مع نظم الحكم ولم يكن لها يوما – ولن يكون – أجندة عدائية مع النظم، ولكنها كانت دوما جزءا معبرا عن ضمير الشعوب، تتطلع لما يتطلعون له من حرية وحياة سياسية مستقرة في ظل ممارسة ديمقراطية رشيدة، وهي على مدار تاريخها وممارساتها العملية تحترم العقد الاجتماعي والسياسي لكل دولة على حدة ولاتنقضه، بل تسعى لتعزيزه وتمكينه لتحقيق أكبر قدر من الاستقرار والنهوض لكل بلادنا العربية".
 

توضيحات مهمة:

وبدت الرسالة تلاحق كسابقتها من الرسائل الأخيرة لفضيلة القائم بالأعمال، بتوضيح البيانات الرسمية والتصريحات الصادرة عن المتحدثين الإعلاميين الرسميين لجماعة الإخوان المسلمين وقادتها ومنها:

-تصريح المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين، علي حمد، بأن العدوان الأخير على قطاع غزة واغتيال الشهداء لن يشكل مخرجًا لحكومة الاحتلال من مأزقها ولن يغير من معادلات الواقع شيئًا.

– (توضيح الحقائق وإزاحة الغبار عن الصفحات المضيئة من حياة جماعة الإخوان المسلمون ودحضًا لبعض الادعاءات والافتراءات) بحوار قناة وطن مع المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين- الدكتور طلعت فهمي.

– استعراض المهندس مدحت الحداد- عضو مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان المسلمين- في حوار له على قناة وطن ببرنامج حوار خاص عددًا من المواقف والأحداث التي مرت بالجماعة بالشرح والتوضيح وتوثيق المعلومات.
 

–  إصدار الجماعة، في الذكرى الخامسة والسبعين لوضع المشروع الصهيوني أقدامه على أرض فلسطين، في 15 مايو 1948م وإعلان دولته المزعومة برعاية أممية وحماية دولية وتواطؤ رسمي عربي، بيانًا أكدت فيه البُشريات الكثيرة لزوال هذا الاحتلال الغاصب، ووجهت التحية لرجال المقاومة البواسل.

لقراءة الرسالة علي الموقع الرسمي  اضغط علي الرابط

 

https://ikhwanonline.com/article/258494