الأنتريه بـ30 ألف جنيه والسفرة بـ40 ..أسعار الموبيليا تدفع الشباب للعزوف عن الزواج

- ‎فيتقارير

 

يشهد سوق الموبيليا ارتفاعا كبيرا في الأسعار، بسبب قرار حكومة الانقلاب بوقف الاستيراد وأزمة الدولار،  ما دفع الشباب إلى العزوف عن الزواج لعجزهم عن توفير الأموال اللازمة لتجهيز شقة الزوجية.

 يشار إلى أن أسعار الأخشاب ارتفعت مؤخرا بنسبة 200% مقارنة بالفترة الماضية، ما جعل فكرة دخول الشباب عش الزوجية، يحول دونها كابوس العفش.

يشار إلى أنه رغم هذه الأوضاع المأساوية من ارتفاع الأسعار، تؤكد التقارير الرسمية أن دولة العسكر تصدر أخشابا، وتستورد موبيليا وأخشاب، ومع ذلك فالسوق تعاني حالة غريبة ونادرة وهي الركود وارتفاع الأسعار في آن واحد .

وكشفت تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن دولة العسكر تصدر أخشابا بقيمة 29 مليونا و980 ألف دولار وفي الوقت نفسه يعاني الشباب من ارتفاع أسعار الأخشاب.

أعباء الزواج

حول ارتفاع أسعار الآثاث قال سامح صبري 60 عاما، ولي أمر لشاب خريج واحدة من كليات القمة: "ابني لسه هيبدأ حياته وما يقدرش يشتري غرفة واحدة بالأسعار الحالية لو اشتغل عمره كله، ولهذا لابد على أن أساعده في بداية حياته".

وأضاف صبري، الحمد لله أنه عرف يشتغل في تخصصه بمجهوده، لكن الجواز لن يستطيع القيام بمسئولياته وحده ولابد من مساعدتي له.

وأشار إلى أن الكثير من أولياء الأمور أصبحوا مجبرين على مساعدة أبنائهم حتى يتمكنوا من الزواج.

وقال رامي خلف: إن "سعر غرفة النوم وصل لـ80 ألف جنيه، بدلا من 50 ألف جنيه، والأنتريه بـ30 ألف جنيه".

وأضاف، غرفة النوم كانت بتجيب 3 غرف قبل كده على السعر القديم، وأنا راجل مهندس يعني لازم أجيب حاجة تعيش.

وأكدت سالي دسوقي أن الأمر لا يتوقف على الموبيليا الجديدة فقط، بل وصل جنون الأسعار لتجديد الأثاث، مشيرة إلى أنها حاولت أن تجدد بعض الموبيليا الموجودة لديها والتي لا تستعملها وتمنحها لابنها المقبل على الزواج بدلا من شراء موبيليات جديدة، إلا أنها اكتشفت أن تكلفة التجديد كانت صادمة، فالصالون سيتكلف 9 آلاف جنيه، والمراتب والأسرة وغرفة الأطفال تكلفت 70 ألف جنيه.

ركودغير مسبوق 

وكشف جمال خشبة، عضو شعبة الأثاث بدمياط، أن السوق يشهد حاليا حالة من الركود، لكن الطلب على الموبيليات يزداد في موسم الأعياد، مشيرا إلى أن أسعار الغرف لا يمكن تحديدها فالأسعار تختلف من مكان لآخر حسب نوع الخشب والكمية المستخدمة والدهانات، موضحا أنه بشكل عام يتراوح متوسط سعر غرفة النوم من 25 إلى 50 ألف جنيه، كما يتراوح سعر الأنتريه من 20 إلى 30 ألف جنيه، ويختلف السعر حسب نوع الأسفنج.

وقال خشبة في تصريحات صحفية: إن "سعر السفرة يتراوح بين 20 إلى 35 ألف جنيه، والصالون بين 20 إلى 40 ألف جنيه، بينما سجلت غرفة الأطفال ما بين 15 إلى 25 ألف جنيه".

وأضاف، أن متوسط فرش الشقة بالكامل يتراوح بين 95 إلى 150 ألف جنيه، مشيرا إلى أن الإقبال على الشراء ضعيف فى الوقت الحالي وليس فى أفضل حالاته بسبب الأسعار، بينما لا يوجد أي نقص في مستلزمات الإنتاج.

سوق الأخشاب 

وقال محمود السيد نجار وصاحب ورشة موبيليا: إن "قانون العرض والطلب من الصعب تطبيقه على سوق الأخشاب خاصة أن المادة الخام للنشاط أسعارها في زيادة مستمرة، فهي تخرج من المصانع في العاشر من رمضان بسعر مرتفع، وهو ما يجعل التاجر عاجزا عن البيع بسعر أقل حتى لا يتعرض لخسارة كبيرة، فضلا عن خسائره بسبب الركود الناتج عن ضعف الإقبال على الشراء إلا من الشباب المقبلين على الزواج".

وأشار النجار في تصريحات صحفية إلى أن سعر غرفة النوم وصل لـ35 ألف جنيه والأطفال بـ25 ألف جنيه والأنتريه بـ15 ألف جنيه، وأصبح متوسط سعر تجهيز الشقة قرابة 90 ألف جنيه.

وأكد أن لوح الكونتر كان منذ شهور بـ370 جنيها وصل حاليا إلى 1000 جنيه ولوح الأبلاكاش كان في الماضي بـ 180 جنيها حاليا وصل لـ 400 جنيه.

ونوه النجار إلى أن الخشب الزان لا يدخل سوى في الزخرفة وصناعة «عظم» الأثاث فقط، مؤكدا أن كثيرا من أصحاب الورش فاتحين منظرة علشان يجيبوا الزبون، لكن الحال نايم من رمضان اللي فات".

فتح الاستيراد

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور السيد خضر، أن صناعة الأخشاب من الصناعات الحيوية التي تدخل في العديد من القطاعات المختلفة، مشيرا إلى أن الأخشاب شهدت في الفترة الماضية ارتفاعا كبيرا في أسعارها في الأسواق، مما أثر على أداء السوق الداخلي، وخلق حالة من الركود التام وانعكس هذا على انخفاض معدلات الزواج.

وقال «خضر» في تصريحات صحفية: إن "الفترة الأخيرة شهدت استقرارا ملحوظا في أسعار منتجات الأخشاب بالأسواق، لكن السوق ما زال يعاني من الركود وضعف الإقبال على الشراء".

وأوضح أن جميع الأخشاب المستخدمة في صناعة الأثاث يتم استيرادها من روسيا والسويد، لذلك تأثرت أسعارها بسبب ارتفاع تكاليف الشحن والتمويل وتوقف سلاسل الإمداد والتوريد.  

وشدد «خضر» على ضرورة فتح الباب للاستيراد من دول أخرى حتى ولو بشكل مؤقت لتحقيق التوازن في معدلات الأسعار الداخلية، وللإسهام في دعم صناعة الأخشاب والعاملين فيها حتى لا تتأثر تلك الوظائف بسبب الركود، وبالتالي يزيد طابور العاطلين عن العمل.

وأكد أن خفض الأسعار سيعمل على رواج السوق وتشجيع الشباب على الزواج بسبب انخفاض تكاليف صناعة الأثاث، مطالبا بالتوسع في زراعة الغابات الشجرية وتوفير المياه اللازمة للزراعة وتوجيه الشركات إلى الاستثمار في زراعة الأشجار، ما يعزز تنافسية المنتج المحلي، مع السعي إلى إنشاء مصانع في نفس منطقة زراعة الأشجار من خلال تقديم حوافز لتشجيع المستوردين لضخ استثمارات في هذا القطاع والتحول إلى السوق المحلي لتوسيع الاستثمارات في قطاع الأخشاب الهام التي تعتمد عليها تلك الصناعة الحيوية، ودعم الحرف الصناعية بشكل كبير لأنها جزء مهم من المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وطالب «خضر» حكومة الانقلاب في ظل الأزمات الحالية بفتح باب الاستيراد بشكل سريع لدخول كميات من الأخشاب لتحقيق التوازن في الأسعار في السوق، وهو ما يزيد المبيعات، وبالتالي تنتعش حركة التصنيع.