فوجئء المصريون بزيادة كبيرة في أسعار البصل رغم أنه سلعة أساسية في أغلب الوجبات اليومية، مما يحمل المواطنين أعباء جديدة خاصة مع تواصل ارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والتي لا تتوقف في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبد الفتاح السيسي .
سجل سعر كيلو البصل ما يقارب الـ 40 جنيها لأول مرة في بعض المناطق، كما ارتفعت أسعار البصل في الأسواق، وسجل سعر الكيلو في سوق الجملة نحو 14 جنيها، وتراوح سعره في أسواق التجزئة بين 20 و35 جنيها.
الخبراء كشفوا أن أحد أسباب ارتفاع اسعار البصل قيام حكومة الانقلاب بتصدير كميات كبيرة منه إلى الخارج، بزعم زيادة الموارد الدولارية وتحقيق أرباح كبيرة، وفي نفس الوقت انخفضت المساحات المزروعة بالبصل.
وأكد الخبراء أن البصل من المحاصيل الأساسية في الزراعة، كما أنه يشكل أهمية كبيرة في الصادرات، حيث يحتل المرتبة الثالثة من الصادرات الزراعية .
وقالوا: إن "ارتفاع أسعار البصل أثار قلق المواطنين لأنه يعتبر مكونا أساسيا للطعام، كما يحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن التي تعزز الصحة العامة للجسم".
نظرية عنكبوتية
من جانبه قال الدكتور أشرف كمال أستاذ الاقتصاد الزراعي: إن "الحاصلات الزراعية خاصة المحاصيل البستانية الخضر والفاكهة تتعرض دائما لتقلبات شديدة ارتفاعا وانخفاضا، كما أن محصول البصل والثوم يعد حالة خاصة إذ إنه تنطبق عليهما النظرية العنكبوتية للأسعار".
وأضاف كمال في تصريحات صحفية، أن النظرية العنكبوتية للأسعار تعني أنه إذا ارتفع سعر السلعة في عام معين فإن المساحة تزداد في العالم التالي، وبالتالي تنخفض الأسعار وعلى العكس إذا انخفض سعر السلعة في عام معين فإن المساحة المزروعة تنخفض، وبالتالي ترتفع الأسعار وذلك بالإضافة إلى أثر زيادة الصادرات.
وأشار إلى أن تصدير البصل المصري يشهد طفرة تصديرية خلال الأعوام الثلاث الماضية، واحتل المرتبة الرابعة في الأسواق الأوروبية، موضحا أن آخر تقرير للحجر الزراعي المصري كشف عن تصدير البصل بإجمالي 323 ألفا و783 طنا منذ بداية العام ليحتل المرتبة الرابعة بين الصادرات الزراعية المصرية التي سجلت ارتفاعا قدره 10 % وسجلت 2.5 مليون طن منذ بداية العام.
وأوضح كمال أن مصر تنتج ما يقرب من 3.5 مليون طن سنويا على مساحة تصل إلى 250 ألف فدان، وتأتي في المرتبة الرابعة بعد الهند والصين والولايات المتحدة من حيث الإنتاج ويعتبر السوق الخليجية والأوروبية أهم الأسواق التي يصلها البصل المصري وفقا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة «الفاو».
وأكد أن زيادة نسبة التصدير مع قله مساحة الأرض الزراعية توثر على حجم المعروض في السوق، فضلا عن أن بعض تجار البصل تقوم بتخزينه انتظارا لزيادة الأسعار.
وطالب كمال بمواجهة هذه المشكلة من خلال تطبيق نظام التخطيط التأشيري لتشجيع المزارعين على زراعة مساحات معينة من البصل تكفي لمواجهة السوق المحلي، وأيضا متطلبات زيادة الصادرات.
قلة المعروض
وقال حسين أبو صدام نقيب الفلاحين: إن "أسعار البصل ارتفعت ارتفاعا كبيرا بسبب قلة المعروض وزيادة الطلب، مشيرا إلى أن كيلو البصل ارتفع سعره إلى 20 جنيها في بعض الأماكن حسب نوعه لعدة أسباب منها، قلة المعروض من البصل في الأسواق لانخفاض مساحات زراعة هذا الموسم عن الموسم الماضي بسبب عزوف بعض مزارعي البصل عن زراعته بعد خسائرهم الكبيرة من زراعته الموسم السابق، حيث باع مزارعو البصل العام الماضي كيلو البصل علي أرضه بجنيه أي بأقل من تكلفة زراعته بكثير، مما تسبب في تكبدهم خسائر كبيرة".
وأكد أبو صدام في تصريحات صحفية ، أنه في الوقت نفسه زادت كمية صادرتنا من البصل هذا الموسم عن مثيلاتها في نفس الوقت من العام الماضي؛ حيث احتل البصل المركز الثالث من صادرتنا الزراعية حتي الآن، مشيرا إلى أن أسعار البصل مرتفعة في معظم دول العالم بسب تأثرها بالتغيرات المناخية غير المناسبة، حيث تسببت السيول والفيضانات في قلة إنتاجيه البصل في بعض الدول المصدرة، وساهم الجفاف في قلة إنتاجيه البصل في بعضها الآخر مثلما حدث في باكستان ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الضرر الكبير الذي أصاب صادرات البصل جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
وشدد على ضرورة زراعة مساحات مناسبة من البصل لإنتاج ما يكفينا محليا ويلبي طلبات الدول المستوردة في الموسم القادم، مطالبا حكومة الانقلاب بتفعيل قانون الزراعات التعاقدية على البصل لتحفيز المزارعين على زراعة المساحات التي نحتاجها في ظل الطلب المتزايد علي البصل المصري من الدول الخارجية وللحفاظ علي أسواقنا فيها ، كما طالب أبو صدام بضرورة إنشاء صندوق التكافل الزراعي لتعويض المتضررين في حالة الكوارث الطبيعية.
زيادة الطلب
وقال يحيى السني، رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية: إن "البصل مثل أي سلعة ترتفع أسعارها نتيجة لقلة المعروض، مشددا على أن المعروض من البصل منخفض للغاية" .
وأكد السني في تصريحات صحفية أن المساحات المنزرعة بالبصل سجلت هذا العام انخفاضا قد يصل إلى 50 % مع زيادة الطلب في الأسواق، بالإضافة إلى اتجاه عدد من المزارعين إلى تصدير البصل إلى أسواق أوروبا ودول الخليج.
وطالب بأن تكون هناك ضوابط للتصدير وتصدير الفائض عن الحاجة في السوق المحلي، مع الحرص على زيادة المساحة المنزرعة بالبصل، مشيرا إلى أن البصل من المحاصيل التي تزرع في جميع محافظات الجمهورية، وبالتالي من المفترض إلا يكون هناك أية مشكلة تواجه المواطنين في الحصول عليه وبأسعار معقولة .