“سيلفي الدم”.. قادة مسيحيين يحتفلون مع رئيس الكيان الصهيوني!

- ‎فيتقارير

منذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش العدو الصهيوني حربا مدمرة على غزة، خلّفت 20 ألفا و57 شهيدا و53 ألفا و320 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات في القطاع والأمم المتحدة.

ورغم ذلك اجتمع أساقفة وزعماء كنائس في القدس، مع رئيس كيان العدو الصهيوني إسحاق هرتسوج، في لقاء يعقد دوريا كل عام قبيل عيد الميلاد ورأس السنة، الأمر الذي أثار شجب واستنكار “مجلس رعوي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك” برام الله.

وكشف عن اللقاء هرتسوج في تغريدة له عبر حسابه الرسمي على منصة “إكس”، وقال “كما هو الحال في كل عام، استضفتُ اليوم قادة الطوائف المسيحية في إسرائيل بمقر إقامة الرئيس بالقدس، قبل موسم الأعياد والعام الجديد، مع الرجاء والصلاة المشتركة من أجل عام من السلام والأخوة، وتمنيت لهم جميعا عيد ميلاد سعيد”.

وأرفق رئيس كيان العدو الصهيوني التغريدة بصورة له رفقة الأساقفة المسيحيين.

من جهته أصدر “مجلس رعوي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك” برام الله، الجمعة الماضية، بيانا شجب واستنكر فيه لقاء رؤساء الكنائس المسيحية في القدس بالرئيس الإسرائيلي.

وجاء في البيان الذي نشره تلفزيون فلسطين على موقعه الإلكتروني: “في ظل المجازر التي ترتكب بحق شعبنا الفلسطيني في غزة والصمت العالمي المخزي، يقوم رؤساء الكنائس المسيحية في القدس بزيارة للرئيس الإسرائيلي في ديوانه تحت حجج واهية وأعذار مشينة”.

وأضاف المجلس “تأتي هذه الزيارة بعد إصدارهم مجتمعين بيانا يدعون فيه جميع رعاياهم باقتصار عيد الميلاد المجيد على الصلوات والاحتفالات الكنسية الطقسية”.

وتابع “نحن، كمجلس رعوي كنيسة رام الله للروم الملكيين الكاثوليك، وكجزء من الشعب الفلسطيني الأصيل، الذي ناضل ويناضل من أجل تحرير بلاده وعاصمتها القدس، نستنكر ونشجب مثل هذه اللقاءات التي لا تعبر عنا ولا تمت لنا بصلة”.

وأضاف: “كروم ملكيين كاثوليك في رام الله، نطالب مطراننا وبطريركيتنا بإصدار بيان يوضح فيه الموقف الرسمي من المجازر وسياسة التطهير العرقي، والتهجير التي ينتهجها الاحتلال تجاه أبناء شعبنا في غزة”.

وفي أكتوبر الماضي، استنكر عدد من الكنائس في فلسطين والقدس، من بينها بطريركية الروم الأرثوذكس بالقدس، القصف الإسرائيلي الذي استهدف كنيسة القديس بروفيريوس، في مدينة غزة.

وفي نوفمبر الماضي، أعلنت الكنائس في القدس إلغاء الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد المجيد، بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة.

من جهته، قال د باسم نعيم عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في قطاع غزة: ” لقد صدمتنا صورة القادة المسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وهم يجتمعون مع رئيس الكيان الصهيوني بمناسبة أعياد الميلاد، ويأخذون معه الصور التذكارية، لا سيما أنه لم يتحدث أي منهم بما يمر به شعبنا من أوقات عصيبة بسبب جرائم الإبادة وجرائم التطهير العرقي على يد جيش الكيان الصهيوني الفاشي، والتي شرعنتها تصريحات قيادتهم وفي المقدمة منهم الرئيس العنصري للكيان.

وأضاف: “لقد دمر هذا الجيش الفاشي كل شيء فلسطيني بما فيه المساجد والكنائس، وقتل الجميع دون أن يميز بين مسيحي ومسلم. تجمعنا بأشقائنا المسيحيين وحدة المعاناة ووحدة المصير ووحدة الميدان في مواجهة هذا الاحتلال الفاشي، ونحن نعتقد أن هذه القيادة المسيحية، بهذا السلوك، لا تمثل أبناء شعبنا بكل طوائفه، ولا تعبر عن الرسالة التي يحملونها من وطن المسيح عليه السلام”.

من جهته، قال رئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس البطريرك عطا الله حنا، إن العدوان الإسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني بأكمله وليس فصيل بعينه.

وأضاف حنا: «كنا وسنبقى عائلة واحدة في مواجهة الأطماع الاحتلالية»، موضحا أن القضية الفلسطينية قضية مسلمين ومسيحيين، وكذلك الأحرار في كل مكان بالعالم.

وتابع «العدوان على الشعب الفلسطيني لم يبدأ مع هذه الحرب، فغزة تعرضت  لـ6 حروب سابقة إضافة إلى ما تشهده الضفة الغربية والقدس».

وشدد البطريرك عطا الله حنا على وجود انتهاكات وتعديات واستباحة للفلسطينيين في مدينة القدس، مسلطا الضوء على إعلان رؤساء الكنائس المسيحية بالقدس عن إلغاء المظاهر الاحتفالية بعيد الميلاد المجيد، واقتصارها على الصلوات والطقوس الدينية للصلاة من أجل نصرة الشعب الفلسطيني وانتهاء العدوان.

واعتبر البطريرك عطا الله حنا ذلك الإعلان بمثابة رسالة تطلقها الكنائس في الأرض المقدسة لكل كنائس العالم بهدف التحرك لنصرة الشعب الفلسطيني، مشددا على أن الحرب الحالية يدفع فاتورتها الأبرياء والمدنيين.