“أبوعبيدة”و “الدويري” يترقب العالم طلتهما على الجزيرة مع حبس الأنفاس

- ‎فيتقارير

ربما يحلو للبعض مناداة “أبو عبيدة” بوزير دفاع العرب، بعد الانتصارات التي حققها مقاتلو المقاومة الفلسطينية في غزة وثباتها أمام الاحتلال لليوم الـ107 على التوالي، إلا أن اللواء فايز الدويري بات يخطف القلوب بتحليلاته التي ينتظرها العرب، بل وحتى الإسرائيليين الذين فقدوا الثقة في حكومتهم المحتلة.

وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع هاشتاجًا بعنوان “حلل يا دويري”، وذلك في إشارة إلى الخبير العسكري الأردني فايز الدويري الذي يظهر بشكل منتظم على شاشة فضائية الجزيرة لتحليل العدوان الإسرائيلي على غزة.

يطل الدويري، على الجزيرة ويقول إن مشاهد تصدي كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- لجيش الاحتلال في قطاع غزة تمثل كوابيس ليلية لقادة الاحتلال.

وأوضح الدويري أن مشاهد المقاومة ستدرس في المعاهد العسكرية وهي كوابيس حقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف جالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال -الذي يعد الرقم 18 عالميا من حيث القوة، والرابع من حيث التقدم التكنولوجي- فشل في تحرير أي أسير في غزة حتى الآن، مؤكدا أن يد كتائب القسام هي العليا في الميدان، “وعلى الجيش الإسرائيلي الرضوخ لا أن يفرض شروطا”.

ولفت إلى أن “القسام” حطمت “أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأهدرت كرامته، وأدخلته مرحلة انكفاء وإقرار بالهزيمة”، مبينا أن ما يفعله جيش الاحتلال في غزة “نوع من الحقد وحب الانتقام” كتدمير المدارس والمستشفيات ولن تتحقق أهدافه.

وذهب الدويري إلى ما هو أبعد من ذلك عندما طالب القسام بإعادة رسم خط الهدنة قبل اتفاقية التعايش عام 1949؛ إذ كانت مساحة قطاع غزة 556 كيلومترا مربعا وليس 365 كيلومترا مربعا، حيث كانت كافة مستوطنات الغلاف تقع على أرض غزة.

وأشاد الخبير العسكري، بتبني القسام مقاربة الهندسة العكسية القائمة على محاكاة الأسلحة المتاحة وتصنيعها، مما دفع جيش الاحتلال للتراجع -تحت وطأة ضربات المقاومة- من معظم المناطق المأهولة سكانيا والتموضع بالمناطق الزراعية مما يعني أنه يعاني ارتباكا وفشلا واضحا.

وحول دلالات عزل قائد كتيبة 51 في لواء جولاني لقائد سرية بسبب تعريضه مجموعة جنود للخطر في حي الشجاعية، بين الدويري أن الإقالات لا تحدث خلال الحروب إلا عند ارتكاب أخطاء جسيمة أدت لنتائج مؤلمة وخسائر بشرية فادحة.

وأضاف أن ما يحدث صورة مصغرة عن الوضع العام والخلاف بمجلس الحرب بين نتنياهو وبقية أركانه وكذلك مع الشق العسكري، خاصة أن الأول يضع المصلحة الشخصية والحزبية “فوق مصلحة البلاد خلال الحرب”.

وشدد على أن المقاومة في غزة تعمل بثبات وتماسك وتقدم أداء متميزا “وكأنه لم يقع بها خسائر”، متوقعا تغير البوصلة أيضا جنوبا بعد أسبوعين كما تغيرت شمالا، قبل أن يؤكد أن الاحتلال إلى زوال كما انسحب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون من القطاع عام 2005.

ولد فايز الدويري في إربد، الأردن، عام 1952، وتخرج في الكلية العسكرية في عام 1973، حيث انضم إلى سلاح الهندسة الملكي. شارك في عملية نزع الألغام على الحدود الأردنية السورية وعمل كمدرس في كلية القادة والأركان. تقلد مناصب عدة، بما في ذلك مدير سلاح الهندسة الملكي، ثم آمرًا لكلية القيادة والأركان برتبة لواء.

بعد تقاعده، انضم إلى الجامعة الأردنية وحصل على درجة الدكتوراه في فلسفة التربية. وكان عنوان رسالته: “دور الجامعات الرسمية في تعزيز مفهوم الأمن الوطني”.

قال أحد المغردين للدويري: “تخيل أن يُذكر اسمك في مواطن الرجولة والشهامة والدفاع عن حق الشعب المسلوب”.

وأضاف آخر: “الكلمة لها أثر كبير، لا تصمت عن مناصرة الحق، وهذا دليل على أن تحليل الدويري يلقى صداه بين المشاهدين وسط زخم المعركة وتأثير المجاهدين”.