واصلت وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب فشلها في تنظيم امتحانات الشهادة الإعدادية، حيث عجزت الوزارة عن مواجهة تسريبات الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي ومنع الغش الجماعي من ناحية كما أنها تتجاهل ظاهرة الأسئلة التعجيزية التي جعلت الطلاب وأولياء الأمور يفقدون صوابهم ويهاجمون تعليم الانقلاب، ويتهمونها بأنها تتعمد وضع هذه الأسئلة لإشعار الطلاب بالفشل وعدم القدرة على حل هذه الأسئلة ما يصيبهم بالإحباط واليأس .
كانت جروبات الغش «شاومينج» على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فد تداولت صباح اليوم الأحد، أسئلة وإجابات امتحان مادة الجبر والإحصاء لطلبة الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة، بالإضافة إلى تسريب الامتحانات في بعض المحافظات الأخرى، رغم أن مديريات التربية والتعليم تزعم أنها تقوم بالعمل على ضبط اللجان وضبط الطلاب الذين قاموا بتصوير الامتحانات وتسريبها على جروبات الغش.
يشار إلى أن تسريب الامتحانات في المراحل التعليمية المختلفة تمثل أزمة مستمرة ، على الرغم من الإجراءات التي زعمت وزارة تعليم الانقلاب أنها اتخذتها لمواجهة هذه الأزمة، لكن كل هذه الاجراءات بدون جدوى حقيقية لوقف هذا التسريب .
وحددت تعليم الانقلاب، مجموعة من الضوابط التي من المفترض أن يتم الالتزام بها خلال فترة الامتحانات داخل المدارس، لضمان سير الامتحانات كما يجب أن تكون، والتي جاءت كالتالي:
ممنوع منعا باتا اصطحاب التليفونات المحمولة للمعلمين والطلاب في لجان الامتحانات
التأكيد على الطلاب بالحضور إلى اللجان قبل موعد الامتحان بوقت ومنع دخولهم بعد بداية الامتحان
غلق باب اللجنة تماما الساعة 9 صباحا .
كما وجه رضا حجازي، وزير تعليم الانقلاب، مديري مديريات التربية والتعليم، بإعلام الطلاب بآلية إجراء امتحانات الشهادة الإعدادية مبكرا سواء بوكليت أو بالطريقة المعتادة .
وشدد حجازي على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات التي تمنع طرق الغش المختلفة، مع مراعاة الدقة والأمانة وضمان سير الامتحانات بسلامة وانتظام ومواجهة أي محاولات للغش وفق تعبيره.
إلا أن هذه الإجراءات لم تمنع الغش والتسريبات، ما يؤكد أنها شكلية ولا يتم تطبيقها على أرض الواقع .
الأسئلة
في سياق متصل تصاعدت شكاوى أولياء أمور طلاب الصف الثالث الإعدادي، بشأن امتحان الدراسات الاجتماعية للشهادة الإعدادية في محافظة القاهرة، والذي أداه الطلاب يوم الخميس الماضي.
وكشفت الدكتورة “رانيا بدران” ولية أمر طالب بالشهادة الإعدادية، ومؤسسة أكبر “جروبات” المدارس الدولية علي مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل شكاوى طلاب الشهادة الاعدادية بالقاهرة من هذا الامتحان.
وقالت “رانيا بدران” في تصريحات صحفية: إن “الشكوى الأولى تتعلق بأن نسبة الأسئلة المقالية كثيرة مقارنة بالأسئلة الموضوعية، والشكوى الثانية متعلقة بسؤال الخريطة، قائلة إنه رغم سهولتها لكنها مرسومة بشكل يشبه الشكل “الكروكي” فمثلا خليج هدسن ونهر نلسن مكانهما ليس في منتصف الخريطة العلوي كما هو موجود في خريطة الامتحان”.
وأعربت عن استيائها من اختيار يوم الامتحان بعد امتحان اللغة العربية والتربية الدينية، مؤكدة أن هذا لم يترك للطالب فرصة لمراجعة المادة بصورة جيدة، وهو ما لم يحدث في باقي المحافظات حيث كان توزيع الجدول أفضل من القاهرة.
وأشارت ” رانيا بدران ” إلى أن الاسئلة تعتبر كلها فوق مستوي الطالب فوق المتوسط، بجانب أن نوعية الاسئلة تتطلب من الطالب أن يكون حافظا وليس فاهما، مشيرة إلى صعوبة الأسئلة التي جاءت من تفاصيل صغيرة جدا لا تتناسب مع مستوى طالب بالإعدادية.
تعجيزي
وفي ذات السياق، وصفت مروة حسن ولية أمر، امتحان الدراسات الاجتماعية بالتعجيزي، قائلة إنه لا يتناسب مع مستوى وغقلية طالب بالشهادة الإعدادية .
وانتقدت مروة حسن في تصريحات صحفية كثرة الأسئلة المقالية التي لا تتناسب مطلقا مع المدة المخصصة للامتحان وهي ساعة ونصف، مطالبة بمراعاة هذه الأخطاء عند تصحيح أوراق الإجابات.
وطالبت بوضع قواعد محددة للامتحانات تلتزم بها تعليم الانقلاب، ويستطيع الطالب الإجابة عليها بدلا من المتهاة التي يتورط فيها الطلاب وأولياء أمورهم كل عام دراسي .
مهزلة
وحول تسريب الامتحانات، قال الخبير التربوي الدكتور مجدي حمزة : إن “تسريب الامتحانات يجعل جميع الطلاب يتساوون سواء الطالب المجتهد أو الفاشل مع بعضهم البعض في النتيجة النهائية للامتحان، وهذا الأمر محبط جدا لهم “.
وحمل حمزة، في تصريحات صحفية وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب المسئولية عن هذه المهزلة، مطالبا بوضع حد للتسريبات، وحماية مصلحة الطلبة، ومعاقبة المسئولين عن تسريب الامتحانات.
وحذر من أن تسريب الامتحانات ينتج عنه ضعف المستوى التعليمي للطلاب في المراحل التعليمية القادمة، ويعرض مستواهم التعليمي للخطر، موضحا أن هذه التسريبات تدفع الكثيرين من الطلاب إلى عدم المذاكرة والاعتماد على الغش لأن الكل سوف يتساوى في النهاية .
وشدد «حمزة»، على ضرورة تكثيف الرقابة على الامتحانات ومسارها حتى الوصول للطلاب دون تسريب، ووقف هذه المهزلة حفاظًا على مستقبل الطلاب وإصلاح حال التعليم في مصر حتى يخرج طلابا بالمستوى الذي نرجوه ونتمناه .
تطوير التعليم
وطالب الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ أصول التربية بجامعة عين شمس، وزارة التربية والتعليم بحكومة الانقلاب باتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة تسريب الامتحانات والغش الجماعي.
وقال عبدالحميد في تصريحات صحفية: إن “الهدف من التعليم هو إعداد مواطن جيد ومفيد للمجتمع، يستطيع القيام بواجباته على كافة المستويات السياسية والاجتماعية، موضحًا أن المدرسة هي المسئولة عن التربية والتعليم أيضا”.
وشدد على ضرورة تطوير المنظومة التعليمية والحد من التسريبات التي تدمر مستقبل هذه المنظومة.