بعد رد “حماس” على “اتفاق الإطار”.. الخارجية السعودية تربط التطبيع مع الاحتلال بوقف العدوان على غزة!

- ‎فيتقارير

يبدو أن المقاومة الفلسطينية أتت أكلها وأجبرت المحتل على الإذعان لشروطها التي أعلنتها الثلاثاء 6 فبراير تماشيا مع المبادرة المطروحة من جهة الصهاينة المعتدين على قطاع غزة (باريس) وصدرتها تاليا للقاهرة والدوحة، ودلل على نجاح السياسيين في حركة “حماس” أن أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً أعلنت فيه أنها أبلغت واشنطن بأنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية بين الرياض و”إسرائيل” قبل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة عند حدود 67 وعاصمتها “القدس الشرقية”، ووقف العدوان على قطاع غزة، والانسحاب الكامل من القطاع.

 

السعودية قبل هذا البيان بنحو 4 أيام وتحديدا الجمعة الماضية أعلنت لوكالة “رويترز”، الجمعة، أنها “ستكون مستعدة لقبول التزام سياسي من “إسرائيل” بإقامة دولة فلسطينية من أجل إبرام اتفاقية دفاعية مع واشنطن قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية”. هذا في الوقت الذي يتفاخر فيه نتنياهو بالدعم العربي من خلال الجسر البري الذي يمر ب4 بلاد عربية منها السعودية التي تسمح للطائرات الصهيونية (العال) بالمرور من الأجواء فوق العاصمة الرياض! 

 

 

 

وترجمت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية هذا التوجه بالقول إن الولايات المتحدة أبلغت “إسرائيل” بأنّ اتفاق التطبيع السعودي يجب أن يبدأ خلال الشهرين المقبلين.

 

 

 

وأضافت “واشنطن بوست”، “يرجع ذلك جزئياً إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يطالب، كجزء من حزمة التطبيع، بمعاهدة توفر ضمانات شبيهة بضمانات “الناتو” للأمن السعودي”.

 

 

 

وقبل أسبوعين، ربطت السفيرة السعودية لدى واشنطن، ريما بنت بندر آل سعود، بين وقف العدوان على غزة ومسار التطبيع، وقالت إن “بلادها غير قادرة على مواصلة المباحثات بشأن اتفاق التطبيع مع كيان الاحتلال “الإسرائيلي” قبل وقف إطلاق النار في قطاع غزة”.

 

ومن المرجح أن تحصل مثل هذه الصفقة على تصديق مجلس الشيوخ بحلول شهر يونيو، “وفي حال تأخرها عن ذلك سيتم دفنها تحت سياسات الحملات الانتخابية”، بحسب واشنطن بوست.


التعليق الرسمي

مسار التعليق الرسمي استعرضته صحيفة “عكاظ” الأقرب إلى القصر الملكي فقالت إن “بيان السعودية بشأن التطبيع يدحض كل ما سوقته واشنطن و”تل أبيب” لخدمة مصالحهما”.

 

 

وأضافت “عكاظ” السعودية، اليوم الأربعاء، أن بيان المملكة العربية السعودية بما تضمنه من مواقف واضحة فيما يخص التطبيع مع “إسرائيل”، يأتي لـ”يدحض كل ما سوقته واشنطن و”تل أبيب” من مزاعم لخدمة مصالحهما”.

 

 

 

وتابعت: “التسريبات الأميركية – “الإسرائيلية” التي تحاول إيهام الرأي العام بشأن انفتاح المملكة على فكرة إقامة علاقة طبيعية مع “إسرائيل” في ظل استمرارها بالعدوان على قطاع غزة، تهدف إلى التأثير على الجهد السعودي الرامي إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار”.

 

 

 

وأدعت “عكاظ”، أن “بيان الممملكة قطع الطريق أمام أي مُزايدات بشأن موقف المملكة التاريخي الثابت والراسخ تجاه قضية فلسطين ووقوفها الدائم مع حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده وتوفير الحياة الكريمة له”.

 

 

 

وأشارت إلى أن “الموقف السعودي الذي عبّر عنه بيان الخارجية تجاه ضرورة حل الموضوع الفلسطيني أولًا وقبل كل شيء وإقامة دولتهم المستقلة، بحسب الصحيفة السعودية، “موقفاً تاريخياً بامتياز”.

 

 

 

الأكاديمي السعودي أحمد بن راشد بن سعيّد وعبر منصة (اكس) قال إن “البيان السعودي بشأن التطبيع الرسمي مع العدو الصهيونى لافت من حيثُ سياقُه، فهو يستبطن رفض أخذ موقف السعودية في هذا الشأن بصفته مسلّمة، وتطبيعِها بصفته مجانياً، ومن حيثُ لغتُه، فهو يصف الشعب الفلسطيني بالشقيق، نائياً عن خطاب شيطنة الفلسطينيين في “الإعلام” السعودي، ويحدّد مكان الدولة الفلسطينية المنشودة بالأرض المحتلة عام 1967، مشيراً إلى القدس عاصمةً لها، وينصّ على تسمية العدوان على غزة بالعدوان، في ابتعاد واضح عن تعبير “التصعيد” الذي ساد بيانات وزارة الخارجية على مدى أشهر، وعلى الإشارة إلى الاحتلال باسمه”.

 

 

 

وعبر @LoveLiberty_2 أكد “سعيد” أنه “..من المهم، لكي يحظى البيان بصدقيّة، أن تتوقف مقدّمات التطبيع، وأن يجسّد التناول الإخباري والمنصّات الاجتماعية الموقف الجديد، من أجل أن تكون له صدقيّة، ولا يبدو معزولاً، وليتحوّل إلى خطاب. ولا بدّ من القول إنّ صمود المقاومة الفلسطينية وإبلاءها بلاءً حسناً في مواجهة عدوان الإبادة قد أسهم في إحداث هذا التغيير الذي نأمُل أن يترسّخ ويتطوّر”.

لم تطبّع علنًا؟!

الناشط السعودي فهد الغفيلي أجبا عن سؤال عن التطبيع السعودي العلني مع الاحتلال، فقال: “لولي العهد دور محوري في اتفاقيات إبراهام باعتراف وزير خارجية أمريكا السابق بومبيو: “العالم مدين لمحمد بن سلمان لجهوده في صفقات التطبيع مع إسرائيل” وأكّد نتنياهو في 2022 دور ولي العهد بإنجاز 4 اتفاقيات سلام (تطبيع) وصفها بـ”التاريخية”.

 

وأضاف أن “.. ولي العهد متواطئ بشكل مباشر منذ سماحه للمرة الأولى لطيران الاحتلال بالتحليق فوق أجواء المملكة فكانت رحلاتهم التجارية في سماء بلادنا تختصر الوقت وتوفّر معها مليارات الدولارات!.. موضحا أنه “اليوم لا يقتصر دوره على توفير أراضي المملكة بل إن هناك خفايا وتسهيلات قد تُكشف مستقبلًا!” وذلك في إشارة أخيرة إلى الطريق البري الرابط بين دبي وميناء حيفا في الأراضي الفلسطينية المحتلة مارا بأطول مسار له في المملكة العربية السعودية ومهمته إمداد الكيان الصهيوني بالمساعدات الغذائية وغيرها.

الاتفاق الإطاري

يشار إلى أن الرياض لم تعلن بيانها بوجود وزير الخاريجة الامريكية بلينكن بل جاء بعد ساعات من اقتراح “حماس” خطة لوقف إطلاق النار من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ أربعة أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع الرهائن وانسحاب قوات العدو من القطاع والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب.

ويأتي مقترح الحركة، الذي كانت رويترز أول من كشف عن محتوياته، ردا على اقتراح سابق وضعه مديرا جهازي المخابرات الأمريكي والإسرائيلي ونقله الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون.

وناقش وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن العرض مع نتنياهو بعد وصوله إلى تل أبيب عقب محادثات مع قادة قطر و”مصر” اللتين تضطلعان بدور الوساطة في الصراع. واجتمع بلينكن لاحقا مع رئيس السلطة محمود عباس في رام الله.