الكارت الذكي ضحية غباء حكومة الانقلاب..أزمة الأسمدة تتصاعد والفلاحون يهددون بتبوير الأراضي الزراعية

- ‎فيتقارير

 

 

في الوقت الذي من المفترض أن تعمل حكومة الانقلاب على دعم المزارعين وتوفير التقاوي والأسمدة، من أجل زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وبالتالي عدم الضغط على العملة الصعبة من خلال استيراد احتياجتنا من الخارج يواجه المزارعون الكثير من المشكلات والأزمات التي تختلقها حكومة الانقلاب، ومنها كارت الفلاح الذي حولته تلك الحكومة بغبائها من كارت ذكي إلى كارت غبي، أي أنه بدلا من التسهيل على الفلاح في الحصول على الأسمدة وهذا هو الهدف الأساسي من الكارت تحول إلى وسيلة انقلابية رخيصة تحول بين الفلاحين وبين الحصول على حقوقهم في الأسمدة والتقاوي وغيرها، ما يهدد بانهيار الإنتاج الزراعي واضطرار المزارعين إلى تبوير أراضيهم .

 

كانت أصوات المزارعين وممثليهم في الكيانات التعاونية الزراعية قد تعالت مؤخرا للمطالبة بتوفير الأسمدة للمحاصيل في مواعيدها المحددة وأكدوا أن نقص الأسمدة طال أيضا القمح والذي يعد المحصول الإستراتيجي الأول الذي من المفترض أن توليه دولة العسكر أهمية كبيرة سواء في زراعته أو تسويقه.

 

الخبراء من جانبهم أكدوا أن الأسمدة الزراعية واحدة من أهم العناصر الغذائية اللازمة لزيادة الإنتاج الزراعي وتحسين جودته، محذرين من أن النقص في الأسمدة اللازمة للمحاصيل يؤدي إلى تدهور الإنتاج لمختلف المحاصيل سواء كانت محاصيل حبوب أو خضراوت وفواكه.

 

وتساءل الخبراء عن أسباب أزمة الأسمدة، خاصة أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من الأسمدة بنسبة 100% بواقع إنتاج 12 مليون طن سنويًا يحتاج منها القطاع الزراعي إلى 4 ملايين طن فقط .

 

وأشاروا إلى أن المشكلات الفنية في «كارت الفلاح» حرمت عشرات الآلاف من الأفدنة الزراعية المزروعة بالقمح ومحاصيل الحبوب والخضر والفواكه من حصص الأسمدة المقررة لها، مما يهدد بضعف إنتاجية هذه المحاصيل كما وكيفا، معربين عن أسفهم لعدم وجود حلول مرنة لتجاوز هذه المشكلات.

 

وطالب الخبراء حكومة الانقلاب بالعمل على توفير الأسمدة للمحاصيل الزراعية وصرفها في مواعيدها المحددة وسرعة حل المشكلات الفنية المتعلقة بـ «كارت الفلاح» وزيادة فترة صلاحيته من 3 إلى 10 سنوات.

 

كارت الفلاح

 

من جانبه أكد زهير ساري عضو مجلس إدارة الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي، أن الأسمدة أحد أهم عناصر الإنتاج الزراعي وأي نقص أو تأخير للصرف يؤثر سلبا على الإنتاج الزراعي سواء في محاصيل الحبوب أو الخضر والفواكه.

 

وكشف ساري في تصريحات صحفية عن مواجهة أعداد كبيرة من المزارعين مشكلات في صرف الأسمدة، بسبب تعطل «كارت الفلاح» أو انتهاء صلاحيته، مطالبا بمد فترة صلاحية الكارت الذكي إلى 7 أو 10 سنوات بدلا من 3 سنوات وأن يكون إصدار الكروت الجديدة قبل انتهاء صلاحية الكروت القديمة بفترة لا تقل عن 3 أشهر حرصا على انتظام صرف الأسمدة وعدم تأثر المحاصيل.

 

وقال: إن “الأسمدة لا غنى عنها في الإنتاج الزراعي، مشددا على ضرورة انتظام عمليات الصرف وتذليل العقبات أمام الصرف، خاصة لمحصول القمح الذي يمثل أمنا قوميا لمصر”.

 

الأعطال الفنية

 

وحذر شعبان عبدالمولى رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للميكنة الزراعية من أن المشكلات التي يتعرض لها المزارعون بسبب الأعطال الفنية في الكارت الذي تعطل أو انتهت صلاحيته تؤثر بشكل مباشر على المحاصيل الزراعية والإنتاج الزراعي بشكل عام خاصة بالنسبة لمحاصيل الحبوب وعلى رأسها القمح، في الوقت الذي من المفترض أن تعمل فيه دولة العسكر على التوسع في زراعة المحاصيل الإستراتيجية وزيادة إنتاجيتها .

 

وطالب عبدالمولى في تصريحات صحفية بضرورة التوصل إلى حلول سريعة وجذرية لهذه المشكلات، خاصة وأن توقف صرف الأسمدة يتسبب في مشكلات إضافية للجمعيات التعاونية الزراعية، مشيرا إلى أن تكدس الأسمدة بمخازن الجمعيات وتأخر عمليات الصرف يؤدي إلى فرض غرامات تأخير على هذه الجمعيات التي تعاني أصلا من تدني مواردها المالية.

 

وشدد على ضرورة التوصل إلى حلول جذرية للمشكلات التي يعانيها المزارعون ومنها تعطل الكارت الذكي ومن ثم توقف صرف الأسمدة، مطالبا بإيجاد بدائل قانونية لضمان صرف الأسمدة في مواعيدها المحددة في حالة تعطل الكارت أو فقدانه أو انتهاء صلاحيته.

 

انخفاض الإنتاجية

 

وحذر محمود الطوخي رئيس مجلس إدارة الجمعية العامة للخضر من أن نقص الأسمدة يؤثر سلبا على محاصيل الخضر بطرق متعددة منها ضعف النمو، حيث تعد العناصر الغذائية الموجودة في الأسمدة أساسية لنمو النباتات، ونقص هذه العناصر له تأثير سلبي على نمو الخضراوات، والنباتات قد تكون ضعيفة وصغيرة الحجم وقد يظهر لديها قصور في تطور الأوراق والسيقان، كما يؤدي نقص الأسمدة إلى انخفاض الإنتاجية، موضحا أن توفير العناصر الغذائية اللازمة للنباتات من خلال الأسمدة يسهم في زيادة إنتاجية المحاصيل.

 

وأكد الطوخي في تصريحات صحفية أن نقص الأسمدة يؤدي إلى ضعف جودة المحصول، فعندما يحصل النبات على العناصر الغذائية اللازمة فإنه يكون أكثر قدرة على تطوير خضراوات صحية ذات قيمة غذائية عالية، ومع ذلك عندما يكون هناك نقص في الأسمدة فإن جودة الخضراوات قد تتأثر سلبا، بسبب افتقارها إلى العناصر الغذائية المهمة مثل الفيتامينات والمعادن .

 

وأشار إلى أن نقص الأسمدة يؤدي أيضا إلى انخفاض قدرة النباتات على مقاومة الأمراض، لأن توفير التغذية السليمة للنباتات ضروري لتعزيز مقاومتها للأمراض والآفات، لكن نقص الأسمدة يجعل النبات أقل قدرة على مقاومة الهجمات الضارة، وقد تصبح الخضروات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والآفات، مما يتسبب في خسائر إضافية للمحصول.

 

واوضح الطوخي أن نقص الأسمدة يؤثر سلبا على أشجار الفاكهة وإنتاجها، حيث يتسبب في النمو الضعيف للأشجار والثمار، فالعناصر الغذائية الموجودة في الأسمدة تعتبر أساسية لنمو وتطور أشجار الفاكهة، وعند نقص هذه العناصر الغذائية يكون له تأثير سلبي على نمو الأشجار، ويجعلها ضعيفة وصغيرة الحجم وقد تعاني من قصور في نمو الأغصان والأوراق.

 

وقال: “أما التأثير المتعلق بانخفاض الإنتاجية فإن توفير العناصر الغذائية اللازمة للأشجار من خلال الأسمدة يساهم في زيادة إنتاج الفاكهة، وعندما يكون هناك نقص في الأسمدة ينخفض إنتاج الفاكهة بشكل ملحوظ، وقد يتسبب نقص الأسمدة في تكوين عدد أقل من الزهور والثمار، مما يؤدي إلى تقليل الكمية الإجمالية للمحصول، ويؤدي نقص الأسمدة إلى ضعف جودة الفاكهة فنقص الأسمدة يؤثر أيضا على جودة الفاكهة والعناصر الغذائية اللازمة تساعد في تطوير فاكهة صحية وذات جودة عالية، وعندما يكون هناك نقص في الأسمدة تكون الفواكه أقل في الحجم والوزن وقد تفتقر إلى العناصر الغذائية الهامة مثل السكريات والفيتامينات، ويؤدي نقص الأسمدة أيضا إلى ضعف مقاومة الأمراض والآفات.