بعد تهديد مفاعل ديمونة النووي..الكيان الصهيوني لن يجرؤ على مهاجمة إيران

- ‎فيتقارير

 

 

يحاول الكيان الصهيوني استعادة هيبته واستعادة قوة الردع والبلطجة على دول المنطقة التي كسرها الهجوم الإيراني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، انتقاما لمهاجمة القنصلية الإيرانية في دمشق، ومع الرد الإيرانى الحاسم على المزاعم الصهيونية بأن أي هجوم صهيوني سيتم الرد عليه بهجوم أقوى وأسلحة فتاكة لم تُستخدم من قبل يشكك الخبراء في قيام الصهاينة بالهجوم على إيران، خاصة أن الهجوم الإيراني تضمن رسالة قوية تمثلت في تدمير معسكر صهيوني بجانب مفاعل ديمونة النووي، وهو ما يعني أن إيران بإمكانها تدمير هذا المفاعل، وهو ما سيحسب له الصهاينة ألف حساب.

 

ورغم أن الحكومة الصهيونية أعلنت أنها سترد على الهجوم، إلا أن مصادر صيهيونية كشفت أنه تم تأجيل الهجوم الذي كان مقررا القيام به يوم الاثنين الماضي، في المقابل أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها لن تتدخل في القرار الصهيوني بالرد أو عدم الرد، لكنها تتحمل مسئولية أمن الصهاينة وفي نفس الوقت لا تريد توسيع الحرب في منطقة الشرق الأوسط .

 كانت إيران قد أطلقت مساء السبت الماضي، مئات المسيرات والصواريخ في اتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في هجوم غير مسبوق ردا على تدمير مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من أبريل الجاري .

 

رد حاسم

 

من جانبها ردت إيران على التهديدات الصهيونية، وقال شهرام إيراني قائد القوات البحرية الإيرانية: إن “قطعا من أسطول الجيش ترافق سفن البلاد التجارية حتى البحر الأحمر”.

 

وأكد إيراني، في تصريحات صحفية على هامش استعراض عسكري بمناسبة يوم الجيش، أن أساطيل الجيش تنفذ مهمة مرافقة سفننا التجارية، مشيرا إلى أن المدمرة جماران موجودة الآن في خليج عدن، وستستمر هذه المهمة حتى البحر الأحمر .

 

فيما شدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على أن رد طهران على هجوم الصهاينة على السفارة الإيرانية بدمشق، هو إبلاغ لواشنطن ومؤيدي الصهاينة بأن القوات المسلحة الإيرانية قوية ومستعدة لمواجهة أي تهديد.

 

وحذر رئيسي من أن أي تحرك صهيوني ضد ايران ولو كان بسيطا سيواجه برد قوي وحاسم .

 

محدود النطاق

 

وتوقع مسؤولون أمريكيون أن يكون الرد الصهيوني على هجوم إيران المحتمل الذي شنته السبت الماضي، “محدود النطاق”، مرجحين أن يتضمن تنفيذ ضربات ضد القوات الإيرانية ووكلاء مدعومين من طهران خارج إيران، وفق زعمهم.

 

وزعم المسئولون الأمريكيون أن التقييم الأمريكي يستند إلى محادثات أُجريت بين مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين قبل إطلاق إيران أكثر من 300 طائرة مُسيرة وصاروخ على إسرائيل مساء السبت الماضي.

 

وأشاروا إلى أن مسؤولين صهاينة أطلعوا نظراءهم الأمريكيين على خيارات الرد المحتملة، بينما كانت إسرائيل تستعد لهجوم إيراني محتمل الأسبوع الماضي .

 

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه لم يتم إطلاعهم على قرار إسرائيل النهائي بشأن كيفية الرد، وقالوا: إن “الخيارات ربما تكون قد تغيرت منذ الهجوم الذي وقع السبت الماضي”.

 

الهجوم الهاتفي

 

وقال المتخصص في الشأن الإيراني وجدان عبدالرحمن: إن “الهجوم الإيراني على الصهاينة جاء كرد فعل لاستهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية بدمشق، مشيرا إلى أن هذا الهجوم كانت إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على علم كامل به، وأيضا حجم الطائرات المسيرة والصواريخ وذلك يدل على أن هذا الهجوم يسمى بالهجوم الهاتفي.

 

وأضاف عبدالرحمن  في تصريحات صحفية، أن السيناريوهات المحتملة معروفة، خصوصا عدم سقوط أي ضحايا  من جانب الصهاينة بسبب هذا الهجوم.

 

وأكد أن التصعيد الإيراني الإسرائيلي سينتهي بهذا الهجوم، خصوصا أنه هجوم متفق عليه من أجل حفظ كرامة إيران أمام حلفائها وأتباعها بالمنطقة.

 

ضرب القنصلية

 

وأكد الخبير الاستراتيجي سمير فرج، أن الرد الإيراني على قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق لن يكون تصاعديا، مشيرا إلى أن إيران لا ترغب في الدخول إلى حرب في الوقت الحالي.

 

وقال فرج، في تصريحات صحفية : “السفارة والقنصلية جزء من الدولة، وبالتالي ضرب القنصلية يعني ضرب رمز البلد، والقصف حدث من خلال طائرة إف 35 ، وأسفر عن مقتل 16 شخصا منهم 7 إيرانيين”.

 

وأضاف، القتلى العميد محمد رضا زهدي، وهو المنسق الأول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، ونائبه محمد الهادي رحيمي، والمهدي جلاتي، وهم 3 عمداء من الحرس الثوري، ما حدث أثار الشعب الإيراني بشكل كبير.

 

وأشار فرج إلى أنه في عام 2020 قامت الولايات المتحدة الأمريكية باغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وهذا الموضوع أثر في إيران حينها، وحتى تقوم بتهدئة مواطنيها قالت إنها قصفت قاعدة أمريكية في العراق، ولكن ترامب الرئيس الأمريكي السابق كشف عن اتفاق أمريكي إيراني على ضرب القاعدة .

 

وشدد على أن إيران لا تريد الدخول في حرب، لكنها قالت إنها سترد، ودائما في مثل هذه الحالات يكون هناك وسيط، وفي هذه الحالة كانت هناك وساطة من سلطنة عمان، لافتا إلى أن إيران أبلغت الولايات المتحدة أنها سوف ترد بشكل منضبط وليس ردا تصاعديا.

 

وأكد فرج أن إيران لا تريد الدخول في حرب حاليا، لأنها ليست جاهزة، والمنشآت النووية سوف يتم قصفها بالكامل، ولا يمكن أن تجر إلى حرب وهي غير جاهزة، وبالتالي الرسالة التي وصلت للولايات المتحدة هي أن الرد لن يكون تصاعديا.

 

وقال: إن “الرد الإيراني تأخر، لأن إيران درست الوضع، لأنها حرصت على الرد بشكل لا يدخلها في مشاكل كبيرة، مؤكدا أن القرارات لا تتخذ بانفعالية في مثل هذه الأمور”.