مصير مجهول ينتظر “مؤتمر المصالحة الليبية” ..تحشيد عسكري روسي وسيف الإسلام مرشحا للقبائل !

- ‎فيعربي ودولي

 

تعيش ليبيا حالة من الترقب السياسي، وسط تصاعد الخلافات بين أطراف المعادلة الليبية، وسط عراقيل أدت لاستقالة عبدالله باتيلي المبعوث الأممي لليبيا، وتحركات عسكرية سرية لأطراف من شرق ليبيا، وتشابكات قبلية مع سيف الإسلام القذافي نجل القذافي، الذي يراهن على خلط أوراق اللعبة السياسية، لإعادة نظام القذافي للحياة السياسية مجددا.

 

وقد انعكست الأوضاع المتوترة في ليبيا، والفراغ الذي خلفته استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي، على فرص عقد «المؤتمر الوطني الجامع للمصالحة الوطنية»، الذي كان مقررا عقده في سرت قبل نهاية أبريل الحالي.

 

وأمام حالة الترقب، بات مصير المؤتمر، الذي يرعاه المجلس الرئاسي الليبي، محاطا بالغموض، في ظل ما تعانيه البلاد من تجاذبات سياسية وانقسام حكومي؛ الأمر الذي يعيد طرح تساؤلات عدة حول إن كان المجلس سيحدد موعدا جديدا لانعقاد المؤتمر، أم أن الأمر مرتبط بقدوم مبعوث أممي جديد إلى البلاد؟

 

وزاد التوتر في ليبيا، بعد اعتقال أجهزة أمنية بجنوب ليبيا الشيخ علي أبو سبيحة، رئيس فريق سيف الإسلام القذافي في اجتماعات المصالحة الوطنية ونجله زكريا، في ظل تقارير تتحدث عن نقلهما بطائرة عسكرية إلى مدينة بنغازي، واتهام أنصار النظام السابق لقائد الانقلاب خليفة حفتر، بالوقوف وراء اعتقاله.

 

وعبر خالد الغويل، مستشار اتحاد القبائل الليبية للعلاقات الخارجية، عن اعتقاده بأن الظروف التي تمر بها ليبيا لا تسمح بعقد مؤتمر المصالحة الذي دعا إليه عبد الله اللافي، النائب بالمجلس الرئاسي، وتحدث الغويل عما أسماه بتعرض البلاد لموجة من الاعتقالات في فريق المصالحة الوطنية  لسيف الإسلام، وعلى رأسهم الشيخ علي أبو سبيحة.

 

وتشكلت اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة بواقع أربع شخصيات من مجالس «الرئاسي» و«النواب» و«الأعلى للدولة»، والقيادة العامة لـ«الجيش الوطني» وحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ولجنة «5+5» العسكرية المشتركة، بالإضافة إلى 6 شخصيات للمرشح للانتخابات الرئاسية سيف الإسلام القذافي، بوصفه ممثلا للنظام السابق.

  

وتساءل الغويل: «كيف نتحدث عن مصالحة وطنية وعملية تكميم الأفواه تجري لمجرد إبداء الرأي حول بيان أصدرته مدينة الزنتان، يدعم سيف الإسلام للانتخابات الرئاسية المقبلة؟».

 

وكان موالون لسيف القذافي بالزنتان قد نظّموا استعراضا عسكريا نهاية الأسبوع الماضي، وأكدوا تمسكهم مجددا بدعم سيف القذافي للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ الأمر الذي أيّده أبو سبيحة.

 

وكان بيان الزنتان قد دعا لحكومة مصغرة وصولا للانتخابات البرلمانية والرئاسية؛ حتى نتمكن من إنقاذ البلاد من المؤامرات المحاكة له في الخارج، بحد  وصف البيان.

 

وسبق للفريق الممثل لسيف القذافي أن انسحب من جلسات اجتماع اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة، الذي عُقد بسبها في 13 ديسمبر  الماضي، وأرجع ذلك إلى أسباب عدة، من بينها عدم الإفراج عن بعض رموز النظام السابق الذين لا يزالون بالسجن.

 

وسبق أن أعلن المجلس الرئاسي أن المؤتمر سيُعقد بمدينة سرت في 28 أبريل، كما عمل على تشكيل اللجنة التحضيرية لتنظيمه، واختصاصاتها ونظامها الداخلي، برعاية أممية وأفريقية.

 

ويتخوف سياسيون ليبيون من حدوث انتكاسة في مسار المصالحة الوطنية، التي يعدّون أن المجلس الرئاسي قطع شوطا باتجاه تفعيلها في ليبيا، مشيرين إلى ضرورة عدم انتظار تعيين مبعوث أممي جديد، كي يتم التئام مؤتمر المصالحة، والاتجاه للعمل على عقده سريعا.

 

ويأمل الشارع الليبي أن يسفر لقاء رؤساء المجالس الثلاثة في ليبيا: (الرئاسي والنواب والأعلى للدولة) في اجتماعهم القريب في جامعة الدول العربية عن تحرك ملموس لجهة إحياء العملية السياسية؛ بدلا من إضاعة الفرص واحدة تلو الأخرى.

 

من جانب آخر، كانت تقارير إعلامية، تحدثت عن شحنات عسكرية كبيرة وصلت المعسكرات حفتر بشرق ليبيا، استعدادا لمواجهات عسكرية مرتقبة، قد تشهدها البلاد، التي تعيش حالة من الترقب، فيما قامت روسيا ببناء خطط جديدة للتدخل في ليبي عبر استبدال قوات فاجنر بقوات روسية نزامية، بعد اتفاق بوتين مع الشركة الروسية وضمها للجيش، وذلك وصولا إلى  الحصول على قاعدة عسكرية على البحر المتوسط في مواجهة السواحل الأوروبية، جرى التوافق بشأنها مع خليفة حفتر وقيادات عسكرية بشرق ليبيا، توافقا مع مصر، وهو ما من شأنه تعقيد الأمور في ليبيا ودفعها نحو مزيد من التصعيد بين شرق ليبيا وغربها.