مراقبون: فيديو الأسير “هرش بولين” ينقل الشارع الصهيوني لحالة الغليان

- ‎فيعربي ودولي

نشرت كتائب القسام فيديو لأسير صهيوني هيرش غولدبرغ بولين، 24 عاما، يتهم فيه حكومة نتنياهو بالفشل وإهمال قضية الأسرى ويطالبهم بالإفراج عنهم، لائما لهم رفضهم العروض المقدمة (الصفقات) المتتالية التي قدمتها حماس والوسطاء.

 

وفي تعليق من المراقبين السياسيين والعسكريين قال اللواء حاتم كريم الفلاحي مخاطبا حكومة الكيان مستعرضا دلالات الفيديو تؤكد: “إذا أردت استعادة الأسرى أحياء يجب أن تذهب لصفقة”.

 

وكشف “الفلاحي” في تصريحات لقناة “الجزيرة” بأعقاب إذاعة القناة فيديو للأسير؛ “أن نتنياهو لا يريد تبادل الأسرى فيعتبرهم أنهم وراء أزمته والخسارة المدوية في 7 أكتوبر 2023، وأنه لن يذهب لصفقة حيث يريد محاكمة الأسرى من الضباط والجنود الذين هم سبب بفشلهم في مواجهة طوفان الأقصى وما تبعه من اتهامه هو نفسه بالفشل.

 

واعتبر اللواء المتقاعد أن شروط إسرائيل للاتفاق لا يمكن القبول بها، وأنها تتضمن شروطا تعجيزية مثل؛ أن عودة النازحين يقول الطرف الإسرائيلي إنها يجب أن تكون عودة لخيام وفقط لمن هم أقل من 18 سنة فلا نساء ولا رجال.

 

وأضاف ثانيا؛ أن الاحتلال لا يريد التوصل لاتفاق وليس هناك وقف لإطلاق نار ويتحدث عن سلام مستدام وهي عبارة فضفاضة لا تعني توقف العدوان بل فيها اتساع، للالتفاف محملا حكومة نتنياهو فشل المفوضات كما تتحمل إطالة أمد الحرب.

 

واستشهد اللواء “الفلاحي” بما ذكره رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الذي قال: إن “الاحتلال يريد أن يجردنا من أوراق القوة ثم يعود للحرب مجددا”.

 

العملية في رفح

وتوقع اللواء الفلاحي أن حكومة إسرائيل ستتجه إلى تسريع العملية في رفح، مضيفا “نتنياهو سيتوجه لعملية للتخلص من ضغوط الداخل والخارج”.

 

ولكنه أعتبر أن مدار تلكؤه يترتبط أيضا بتحرك الشارع مستقبلا، مشيرا إلى أن نتنياهو يحاول الذهاب لرفح، وإذا ذهب إلى رفح ولم يجد شيئا فهو سيكون مجبرا أمام الشارع الإسرائيلي على الذهاب لمفاوضات واتفاق مع كتائب القسام في النهاية”.

 

وأكمل أن “هناك تصاعدا في الحراك الجماهيري في الداخل”، وحبذ لأن تكون كلمة الأسير موجهة إلى الشارع والشعب في إسرائيل وأنه كان أفضل من توجيه الحديث عن نتنياهو أن يخجل ويحمله المسؤولية”.

توقيت الفيديو

المحلل السياسي الفلسطيني ساري عرابي كان ضيفا هو الآخر لقناة “الجزيرة” واعتبر أن توقيت ظهور فيديو الأسير مقطوع الذراع لوبين كان في توقيت متزامن مع اليوم التالي لفيديو ظهر فيه المتحدث الإعلامي لكتائب القسام أبو عبيدة في مرور 200 يوم على الحرب، وهو يحذر من مصير أرون أراد الذي كان محتجزا لدى المقاومة اللبنانية ولم يسلم إلى الاحتلال إلا وهو جثة.

 

وقال “عرابي”: إن “فيديو الأسير الجديد يشير لإخفاق نتنياهو وتكرر خلال مدة الفيديو تذكيره له بفشله المستمر منذ قطع يديه وحمايته لزملائه ولنفسه في 7 أكتوبر”.

 

وأضاف، إن كان هناك تصاعد في الحراك الجماهيري في الداخل، ويمكن أن تكون الكلمة لو وجهت للشعب كان أفضل من الحديث عن نتنايهو عدم الانضباط العسكري كونه يقول إنه لم يجد من ينقذه وما يزال، ليجعل حكومة إسرائيل المتسبب في المشكلة وأنه يجب أن تخجل.

 

وقال المحلل السياسي الفلسطيني: إن “الإشارة المؤكدة من فيديو الأسير هي في تماسك حماس التنظيمي والقيادي، حيث تملك حركة حماس ضباطا عسكريين مهمين ضمن حوزتها من الأسرى لا يمكن أن يصل إليهم الإسرائليون”.

 

معتبرا أنه أضيف على هذا التماسك المحرج لحكومة نتنياهو، بعدما قالت تقارير في الصحف العبرية إن قائد حركة حماس يحيى السنوار تفقد مقاتلي حماس فوق الأرض وليس تحت الأرض ضمن ما قالت إنه معلومات استخباراتية.

 

وهو ما يعني بحسب ساري عرابي أننا ندخل في الشهر السابع ونسشتف نوعا من اليأس في رؤى المحلليين إسرائيليين بسبب مجمل الأسباب الفائتة.

 

وأوضح أن المجتمع الإسرائيلي مجتمع تلفزيوني وعليه اتخذت حكومة احتلال قرارا بفرض رقابة عسكرية صارمة منذ بداية الحرب، كما فرضت تعتيما من خلال وسائطها الفضائية على مجريات الحرب وتكتيات الحرب والخسائر من هذه الحرب ونشرت الادعاءات عن مكاسب الاحتلال من وراء الحرب.

 

وأوضح أنه بالرغم من الرقابة العسكرية، إلا أن وعي المجتمع آخذ في عدم تصديق ما يدعيه نتنياهو وحكومته.

 

مزاج الصهاينة

المحلل السياسي من القدس وديع عواودة قال: إن “التأثير في وعي الاسرائيلي بسبب هذا الفيديو الذي يذكرهم بما جرى في 7 أكتوبر وهو ما يؤثر في مزاج الاسرائيليين”.

 

وقال: “أسير جريح يخاطب عقل الحكومة، من شأن ذلك أن يلقي بحالة ضاغطة على إسرائيل، لاسيما وأنه ظهر عفويا دون توجيهات، بشكل عفوي يتحدث دون إملاء أو توجيه من حماس أو تلقين لمخاطبة الرأي العام مباشرة دون حائل”.

 

واستدرك أن هذا الخطاب وغيره ما سبقه من مقاطع فيديو نشرتها المقاومة في غزة عن الأسرى تجد جلد الفيل لدى حكومة الاحتلال وهناك اعتبارات لدى نتنياهو لا يريد الاعتبار بمثل هذه الفيديوهات مع بحثه أن يفلت من متطلبات الأسرى، مضيفا أن “العديد من الأدلة والقرائن تؤكد أن نتنياهو لا يريد صفقة، ولا يريد وصول الأوضاع الإنسانية الصعبة للأسرى للجمهور الإسرائيلي، الذي يعتبر أن عيد الفصح الحالي عيد حزين”.

 

وعن الشارع في تل أبيب والقدس، أوضح أنهم يعتقدون أن استعادة هؤلاء ليست مهمة إنسانية فحسب بل مهمة أمن قومي، وذلك أمام رعب من نتنياهو من نزول الآلاف للشوارع، واصفا درجة حرارة الشارع بالمرتفعة ولكنها لم تصل لدرجة الغليان.

 

وأبان أن ما يحول الأمور إلى الغليان عدة أمور منها؛ استمرار كذب نتنياهو، واستمرار غياب الرؤية المستقبلية للحرب، واستمرار تعرض الجنود لمزيد من القتل، واستمرار تقارير أن حماس قوية كما أوردت “نيويورك تايمز” الثلاثاء 23 أبريل، واستمرار قلق المحللين الصهاينة ومنهم إسحاق بريك الذي كتب في معاريف داعيا الإسرائيليين إلى التمرد مشبها قيادة حكومة الحرب بأن نتنياهو يقود السفينة تيتانك.

 

وحذر قادة الكيان من تحول التجاهل إلى الإعراض، مشيرا إلى أن إسرائيل قامت على أنها أكثر أمنا واطمئنانا، ولكنها باتت أمام مع يحدث، أكثر خطرا بما يقلل من حجم الهجرة لإسرائيل، بل ويساهم في هجرة سلبية مضادة من إسرائيل للخارج.

 

وأضاف عوادودة في مناقشة فيديو الأسير “هوش لوبين” أنه إلى الآن لم تعلق حكومة نتنياهو على استقالة القادة العسكريين سوى أنها فقط أعلنت عن تجييش أعداد أكبر من الإسرائيليين ضمن استدعاء الاحتياط.

وأفادت صحيفة “يديعوت إحرنوت” العبرية من مقرات أهالي اسرى العدو لدى المقاومة بغزة أن عائلة الأسير هيرش غولدبرغ بولين وافقت على نشر الفيديو الذي وزعته حركة حماس اليوم، وقالت: “صرخة هيرش هي صرخة جميع الأسرى وقتهم هو لم يعد لدى دولة إسرائيل المزيد من الوقت لتضيعه، يجب وضع الأسرى فوق كل شيء، فبدونهم لن تقوم دولة إسرائيل ولن يكون هناك نصر، يجب إعادة الجميع إلى ديارهم، الأحياء منهم من أجل إعادة التأهيل، والمقتول من أجل دفن كريم”.