واصلت دولة الاحتلال حربها المسعورة على قطاع غزة لليوم الـ202 على التوالي، وسط قصف عنيف خلّف مئات الشهداء والجرحى يومياً، وتصاعدت سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال بحق الفلسطينيين إلى أقصى درجاتها.
ويواجه سكان قطاع غزة خطر المجاعة التي أودت بالفعل بحياة أطفال ورضّع، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليونين من سكان القطاع، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون، والذي تحاصره دولة الاحتلال منذ 17 عاما.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الخميس، إن حصيلة ضحايا الحرب الصهيونية ارتفعت إلى “34 ألفا و305 شهداء، و77 ألفا و293 إصابة” منذ 7 أكتوبر 2023.
وأضافت الوزارة، عبر تقرير إحصائي في اليوم 202 للحرب: “الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 43 شهيدا و64 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية”.
وأفادت بـ”ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و305 شهداء، و77 ألفا و293 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي”.
دعوات للتحقيق في المقابر الجماعية
ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجنوب أفريقيا إلى إجراء تحقيق واضح وشفاف وموثوق، بعد العثور على مئات الجثث في مقابر جماعية داخل ساحتي مستشفيي ناصر في خانيونس والشفاء الطبي في غزة، عقب انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منهما.
وشدد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين على ضرورة وصول محققين يتمتعون بمصداقية إلى الموقعين، كما دعا إلى ضرورة تمكين الصحافيين من العمل بأمان في غزة لتغطية الحقائق، فيما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الثلاثاء، إنه يشعر بالرعب من تدمير مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ومستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي القطاع، بالإضافة إلى التقارير التي تحدثت عن اكتشاف مقابر جماعية داخل هذين المشفيين وحولهما بعد انسحاب الإسرائيليين.
ودعا تورك إلى إجراء تحقيقات مستقلة وشفافة في هذه الوفيات قائلاً: “نظراً إلى المناخ السائد الخاص بالإفلات من العقاب، ينبغي أن يشمل الأمر محققين دوليين”. وقال: “يحق للمستشفيات الحصول على حماية خاصة للغاية بموجب القانون الإنساني الدولي. القتل المتعمد للمدنيين والمحتجزين وغيرهم ممن هم عاجزون عن القتال يعد جريمة حرب”.
وجّه الاتحاد الأوروبي إلى إجراء تحقيق مستقل حول التقارير المتعلقة بالعثور على مقابر جماعية في المستشفيات. وفقًا لتصريحات بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، الذي نقلته وكالة فرانس برس: “يجب علينا الضغط لإجراء تحقيق مستقل في ظل الشبهات المثارة والظروف المحيطة، نظرًا للانطباع القائل بأنه قد تم ارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان”.
جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، أكد أن مسؤولين أمريكيين يُجرون اتصالات مع نظرائهم الإسرائيليين بخصوص التقارير المثيرة للقلق حول اكتشاف مقابر جماعية في غزة. خلال مؤتمر صحفي، أعرب سوليفان عن قلقه البالغ قائلاً: “تلك التقارير مثيرة للقلق بشدة… لقد كنا على اتصال متواصل على مستويات مختلفة مع الحكومة الإسرائيلية. نطالب بالإجابات ونسعى لفهم الحقيقة بدقة”.
وفي السياق نفسه، دعت جمهورية جنوب أفريقيا يوم الأربعاء المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق فوري وشامل في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق.
334 شهيد في مقبرة جماعية
كان المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، قد أعلن، الأربعاء، انتشال 51 جثمانا إضافيا من المقبرة الجماعية المكتشفة في مستشفى “ناصر” بمدينة خان يونس جنوب القطاع ليرتفع العدد الإجمالي إلى 334، فيما تنصل جيش الاحتلال الإسرائيلي من المسؤولية عن الواقعة.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، للأناضول: “تمكنت طواقم الدفاع المدني من انتشال 51 شهيدا فلسطينيا من مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة”.
وأضاف: “تم التعرف على 30 جثمانا، فيما لا يزال 21 مجهولي الهوية”.
وتابع أن “اكتشاف 51 جثمانا يرفع عدد الجثامين في المقبرة الجماعية في مجمع ناصر إلى 334”.
