“الاتفاق الإطاري”: وسيط فاشل بالقاهرة .. وهذيان رفاق “نتنياهو” بعد موافقة حماس

- ‎فيتقارير

نفذت حركة حماس عملية نوعية في كرم أبو سالم في 5 مايو 2024 ، فانهالت أسواط لاهبة من الأذرع الإعلامية واللجان الإلكترونية على ظهرها، بعدما ادعوا أنها أفشلت المفاوضات بعملية استهداف المحاصرين من جيش الاحتلال الصهيوني، فقتلوا وأصابوا منهم نحو 17 جنديا وضابطا.

 

وافقت “حماس” على الاتفاق الإطاري، فانتشت اللجان والأذرع على منصاتهم الإلكترونية، وغاب عنهم مديح من وافق، بل اتجهوا لمديح الوسيط والجهود المصرية وعبدالفتاح السيسي وعباس كامل.

 

ومباشرة احتل جيش الاحتلال بأوامر من نتنياهو محور فلادلفيا المحازي للجدار الفاصل بين رفح فلسطين ورفح مصر، كما أغلقوا معبر رفح بعد استهداف الجزء الإداري من الجانب الفلسطيني، في حين سارع السيسي لإغلاق الجانب المصري بالحوائط الأسمنتية.

 

الباحث في الشؤون العسكرية محمود جمال قال: إن “أجزاء من رفح الفلسطينية، ومحور صلاح الدين بالكامل ضمن المنطقة “د” والقيام بأي عملية عسكرية في تلك المناطق دون موافقة مصر مخالف لاتفاق السلام المزعوم، إذا كان الجيش المصري جادا في إرسال رسالة لتلجيم الصهاينة فليخرج الفريق أسامة عسكر ليتحدث أو المتحدث العسكري.

 

هذيان الصهاينة

إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الصهيوني هاجم موافقة حماس، وأعلن أنهم لن يحكمهم الاتفاق الذي راهنوا وواشنطن على رفض حركة المقاومة الإسلامية حماس، وقال بن غفير: “مناورات وألاعيب حماس ليس لها إلا إجابة واحدة، الأمر الفوري باحتلال رفح، زيادة الضغط العسكري، واستمرار هزيمة حماس الكاملة، حتى هزيمتها الكاملة”.

 

الهجوم على رفح ووضعها تحت القصف الصهيوني ومباغتة سكانها العزل الذين يقدر عددهم بمليون و200 مليون، كان واضحا للجميع أنه نقض للاتفاق وعدم الرغبة في عودة الأسرى، حتى عند زعيم المعارضة (يائير لبيد) فكتب: “الحكومة التي تريد إعادة المختطفين تعقد الآن نقاشا عاجلا وترسل الفرق إلى القاهرة، ولا تصدر بشكل هستيري 3 إحاطات مختلفة من أطراف مختلفة وتسحق قلوب الأهالي، عار وطني، لا يوجد حد”.

 

المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh، أشار إلى ربط بعضهم موافقة حماس باجتياح رفح بلا قيمة، وسخّفه كبار محلّليهم، بما في ذلك اليمينيون منهم.

 

وأشار إلى زيارة “وليام بيرنز إلى الكيان وسنعرف النتيجة لاحقا، لكن رفض الاتفاق هو صفعة للأمريكان، وفتح مشكلة مع المصريين المعنيين بقضية رفح على نحو خاص، بجانب فتحه جبهة مع أهالي الأسرى”.

 

وأضاف “مأزق الغزاة بلا حدود، وعنتريات نتنياهو لن تغيّر في الحقيقة شيئا، أما شعبنا فقد بذل التضحيات الجسام، ولم يعد يخيفه شيء”.

 

ورأى في تغريدة تالية عبر @YZaatreh أن رفض نتنياهو وارد، لكنه سيشتبك مع الأمريكان في هذه الحالة، مرجحا أن نتنياهو كاذب وسافل، ويمكن أن يتراجع إذا ضمن له الأمريكان البقاء.

 

ونسب “الزعاترة” أنه في أي حال هذا انتصار تحقق ببطولات أسطورية من أبطال عظماء، وصمود أسطوري من شعب صابر مُصابر.

 

ومساء الأحد، قال نتنياهو ردا على اتهامات إسرائيلية له: إنه “أفشل جولة المفاوضات الأخيرة، بأن ذلك كذب مطلق، طبعا نتنياهو خرج بتصريحات السبت وقال إن دخول رفح قادم بصفقة أو بدون، ماذا يعني ذلك إذا؟”.

تحرك لحماية معبر رفح

وعلق المحلل أدهم أبو سلمية أن الاحتلال لديه النية المسبقة لشن عدوان على رفح، وذهب إلى مفاوضات التهدئة مخادعا وذلك لمصلحة نتنياهو الشخصية بالبقاء في الحكومة وإرضاء بن غفير وسموتريتش، فإن بن غفير هدده على الهواء مباشرة، بأنه إذا لم يدخل رفح ستنهار حكومته، وكذا فعل سموترتش.

 

وأضاف أن الاحتلال يصر على نهج الجرائم والإبادة ويهدد حياة مليون ونصف مليون فلسطيني رغم كل التحذيرات الدولية والإنسانية، وأن العدو حاول تبريد الميدان الفترة الماضية وإطالة أمد الحرب النفسية لضمان تهدئة الإقليم وتبريد الحراك الدولي والطلابي لكنه فشل.

 

وأوضح أن عملية الإخلاء الأولى التي أعلن عنها الاحتلال تشمل نصف رفح مساحة وسكانا، مضيفا أن المنطقة التي يسعى الاحتلال لإخلائها تشمل مؤسسات حيوية مثل: المعابر، والمستشفيات، وهو ما يهدد بزيادة المجاعة ويمثل إصرارا صهيونيا على تدمير قطاع الصحة وتهديد حياة المرضى والمصابين.

 

ورأى أبو سلمية أن العدو لا يأبه بعلاقاته مع مصر، ورغم التهديد المصري بقطع العلاقات يصر على المس بالأمن القومي المصري، فرفح لها خصوصيتها حسب اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية، وهو ما يتطلب تحركا مصريا لحماية الأمن القومي المصري.

 

وتضمن الاتفاق الإطاري انسحاب الاحتلال من محور نتساريم كاملا بالمرحلة الأولى، والسماح بحرية عودة النازحين.

 

وتتضمن المرحلة الثانية الموافقة على وقف العمليات العسكرية والعدائية بشكل دائم.

 

كما يتضمن نصا بالموافقة على كسر الحصار بشكل كامل في المرحلة الثالثة.