حاء البيان الذي أصدرته جماعة تطلق على نفسها “مشايخ القبائل العربية في الصعيد والغرب” في مصر، أمس الخميس، ليكشف الكثير من الزيف الذي حاول السيسي ونظامه وأذرعه الإعلامية تمريره وتلبيسه عقول المصريين بالباطل، مختزلين التركيبة المتنوعة لجذور العائلات والقبائل العربية في كيان شيطاني، يهدف لتدمير مصر وتهديد أمنها القومي، والدفع نحو سيناريوهات كارثية أقلها تفكيك الدولة المركزية، خدمة للمشروع الصهيو أمريكي بالمنطقة، والذي يجري تأسيسه بسرعة هائلة، بعد انقلاب السيسي على أول تجربة ديمقراطية بمصر.
وهاجمت القبائل العربية في الصعيد والغرب تأسيس ما يسمى “اتحاد القبائل العربية” الذي تأسس رسميا قبل أيام برئاسة رجل الأعمال المقرّب من النظام، إبراهيم العرجاني.
وأشارت الجماعة إلى أنها توجه بيانها للإعلام المصري وقيادة الجيش والشرطة وجميع أجهزة الدولة المصرية، قائلة: إن “المدعو إبراهيم العرجاني لا يمثل القبائل العربية في مصر، وإن الاتحاد الوهمي للقبائل العربية، باطل بعرف العرب ولا يستند إلى شرعية”.
وأوضح البيان أن ذلك لعدة أسباب وهي أن “شيخ القبائل العربية أو أي اتحاد عربي تحت اسم القبائل العربية في مصر، لا بد أن يكون من النسل الهاشمي الشريف حسب عرف القبائل محبة في سيدنا رسول اللّه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأن أحفاد شيخ العرب همام أمير الصعيد وبرقة وشمال السودان، هم المكلفون بهذا الأمر مع إخوانهم مشايخ القبائل في الصعيد والغرب، لأن أنسابهم وأصولهم ثابتة وتعود للنسل الهاشمي الشريف”.
وأضاف أنه “لم يذكر التاريخ أن لقبائل سيناء مشيخة على القبائل العربية في الصعيد والغرب، وذلك لأسباب نسبية حيث إن نسبة 60% إلى 65% من أهالي سيناء لا علاقة لهم بالعرب ولا القبائل العربية، وأصولهم تعود لبقايا التتار والصليبيين ويهود الدونمة الذين انهزموا في مصر مع هولاكو وبقايا جيش ريتشارد قلب الأسد الصليبي، بالإضافة إلى الإنجليز” على حد زعم البيان.
وقال البيان: إن “المدعو إبراهيم العرجاني، قام بالمتاجرة بمعاناة أهلنا في فلسطين وغزة واستغلال مأساتهم، حيث إنه يأخذ على (الرأس) عشرة آلف دولار، هو ومجموعة بلطجية، وهذا عار في حق أهالي وقبائل سيناء للأبد، لأن العرب الأصليين يجيرون المستجير، ويقفون جنبا إلى جنب مع إخوانهم العرب، وما فعله العرجاني يدل على أنه لا علاقة له بالقبائل العربية ولا ينتمي لها، وبالتالي لا يصلح أن يكون ممثلا لأي تجمع أو اتحاد عربي”.
فتنة بين المصريين
وكان العديد من السياسيين وشخصيات عامة، انتقدوا اتحاد العرجاني، معتبرينه مجرد فتنة وشقا لوحدة الشعب المصري.
ونشر السياسي المصري يحيى القزاز بيان “قبائل الصعيد” على حسابه على منصة “إكس”، معلقا: “بيان آخر من مشايخ قبائل الصعيد والغرب يستنكر قيام اتحاد القبائل العربية، لم ينجح الاستعمار في إشعال الفتن وفك لحمة الشعب المصري وضرب الوحدة الوطنية بقدر ما نجحت هذه السلطة”. مضيفا “السلطة أدخلتنا دوامة الصراع القبلي الذي يقضي على الدولة بسهولة”.
كما نشر البيان، الأكاديمي والخبير الاقتصادي عبد الخالق فاروق، على صفحته على فيسبوك، وكتب معلقا: ” عندما وصلني هذا البيان رغبت في نشره عليكم، حتى يتبين لنا المسار الخطر والضار بكيان الدولة والمجتمع المصري من انتشار هذه النزاعات القبلية والتي يلعب بها الجنرال السيسي والعصابة الحاكمة معه، فلنحذر من هذا المستنقع الخطر الذي يدفعنا إليه السيسي وحاشيته من عسكريين وإعلاميين مأجورين”.
ويعبر تبرؤ القبائل العربية من اتحاد العرجاني، عن دور خبيث لسلطة السيسي، تريد من خلاله اللعب على وتر الخلافات القبلية ، وبذر الفتن وتفكيك الروابط المجتمعية، لتحقيق أهداف ومصالح سيسية ومالية، إذ يتشارك إبراهيم العرجاني مع أسرة السيسي في المشاريع الاقتصادية والاستثمارية، ويمثل واجهة لثروات السيسي وأسرته.
ويسحب بيان قبائل الصعيد البساط من تحت اتحاد العرجاني، الذي بات مكشوفا أهدافه وأسباب التركيز الإعلامي والسياسي وأدواره القذرة حاليا ومستقبلا.
