ضمن التوحش الرأسمالي ، المتحكم باقتصاد مصر، ودون مراعاة لأية ظروف معيشية، يعانيها المواطن المصري، قررت الشركة الشرقية “إيسترن كومباني” التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام الأحد، زيادة أسعار منتجاتها من السجائر الشعبية بقيمة تراوح بين 25 و50 قرشا للعلبة (20 سيجارة)، في زيادة هي الثالثة على التوالي في غضون خمسة أشهر.
وارتفع سعر علبة “كليوباترا” الأكثر شعبية بأنواعها إلى 34.75 جنيهاً من 34.50 جنيهاً، وسجائر “بوكس 10” إلى 25 جنيهاً من 24.50 جنيهاً، تطبيقاً لأحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة وتعديلاته، وقانون التأمين الصحي الشامل رقم 2 لسنة 2018.
وفرض قانون نظام التأمين الصحي الشامل رسوماً تبلغ 75 قرشاً من قيمة كل علبة سجائر مبيعة في السوق المحلية، وزيادتها كل ثلاث سنوات بقيمة 25 قرشاً لصالح الهيئة العامة للتأمين، وبالقيمة نفسها لمصلحة الضرائب المصرية.
والشرقية للدخان أكبر شركة إنتاج سجائر في منطقة الشرق الأوسط، وكانت قد رفعت أسعار جميع أصناف السجائر والمعسل التي تنتجها بمعدلات وصلت إلى خمسة جنيهات للعبوة الواحدة، بداية من 14 إبريل الماضي، كذلك رفعت الشركة أسعار السجائر المحلية في 17 فبراير 2024 بنحو 11%، علما بأن مصلحة الضرائب أقرّت تعديلات تسمح بزيادة الحد الأقصى لجميع الشرائح السعرية للسجائر بنسبة 12%.
سوق سوداء
ووفق عدد من المواطنين، فإن الأمر لا يتوقف عند الزيادات الرسمية، بل يمتد إلى تحول سوق السجائر نحو سوق سوداء، إذ يعاني المدخنون في مصر من ظاهرة بيع السجائر بأسعار تزيد على سعرها الرسمي، إذ تباع سجائر “كليوباترا” الشعبية بقيمة تراوح بين 45 و50 جنيها للعبوة، أي بزيادة 43% مقارنة بسعرها الرسمي، وباتت في البلاد سوق موازية للسجائر، إثر اختفاء بعض الأصناف المعروفة من الأسواق، عقب استحواذ شركة “غلوبال للاستثمار القابضة” الإماراتية على 30% من أسهم الشركة الشرقية، التي تحتكر صناعة السجائر في مصر بحصة سوقية تبلغ حوالي 70%.
كذلك، تباع العلبة من سجائر “ميريت” الأجنبية بأنواعها بـ100 جنيه بدلا 90 جنيها، وسجائر “مارلبورو أحمر وغولد” بـ95 جنيها بدلا من 84 جنيها، و”مارلبورو كرافت” بأنواعها بـ85 جنيها بدلا من 74 جنيها، و”إل إم” بأنواعها بـ80 جنيها بدلا من 64 جنيها، ويبلغ عدد المدخنين في مصر نحو 18 مليون شخص (فوق 15 عاما)، من أصل 106 ملايين نسمة تقريبا، يراوح استهلاكهم من السجائر بين 90 و95 مليار سيجارة سنويا، بمتوسط 7.5 مليارات سيجارة شهريا، وفقا للإحصائيات الرسمية.
وإلى جانب السجائر، تشهد أغلب السلع زيادات سرية وعلانية، يتفاجأ بها المواطن البسيط الذي بات يكافح من أجل توفير لقمة العيش، علاوة على أزمات الدواء والبنزين والسولار والأطعمة والمشروبات والخضار والفاكهة، وهو ما يحول حياة المصريين إلى ضنك ومرار لا يتحمله أحد.
