مع إعلان آبي أحمد اكتمال بناء سد النهضة..أثيوبيا تحرم مصر من حقوقها التاريخية في مياه النيل

- ‎فيتقارير

 

 

مع إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الاثنين، عن اكتمال بناء سد النهضة على النيل الأزرق بنسبة 100% بحلول ديسمبر المقبل حذر خبراء من أن اكتمال بناء السد وملء خزاناته دون توقيع اتفاق ثلاثي بين دولة المنبع ودولتي المصب سيؤثر سلبا في حصص كل من مصر والسودان، مما قد يتسبب في كارثة مائية.

وقال عدد من الخبراء: إن “هذا الإعلان الإثيوبي يأتي دون التوصل لأي اتفاق مع مصر والسودان، بعد أن انتهت آخر مفاوضات في أديس أبابا في ديسمبر الماضي”.

وأكدوا أن الملء الخامس لخزان السد الإثيوبي بصورة منفردة من قبل أديس أبابا، يشكل خطرا حقيقيا على مصالح مصر والسودان المائية، خاصة في ظل تضاؤل كمية الأمطار التي تهطل الآن في إثيوبيا .

وأشار الخبراء إلى أن المتابعات الجوية سجلت أن الموسم الحالي يعد أقل من المتوسط، وفي حال استمراره بالوتيرة الحالية ذاتها، فإن إثيوبيا سوف تحتجز جزءا كبيرا منه للملء الخامس، ولن تصل إلى مصر والسودان الحصص المرتقبة، مما ينذر بدخول الوضع المائي لدولتي المصب في حال حرجة”.

 

إنجاز تاريخي

 

كان آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي قد أعلن اليوم الاثنين، أن بناء سد النهضة على النيل الأزرق اكتمل رغم التحديات التي واجهت بلاده.

وفي مقابلة مع التلفزيون المحلي من موقع سد النهضة الواقع في إقليم بني شنقول، قال آبي أحمد : يمكننا الإعلان عن اكتمال سد النهضة بنسبه 100% بحلول ديسمبر المقبل، واصفا ذلك بالإنجاز التاريخي والذي يمثل نموذجا للعالم وأفريقيا.

وأضاف : أن نسبة إجمالي المياه المحتجزة في بحيرة السد بلغت 62.5 مليار متر مكعب متوقعا أن تبلغ المياه المحتجزة في بحيرة سد النهضة حتى ديسمبر المقبل ما بين 70 إلى 71 مليار متر مكعب من إجمالي السعة الكلية للسد 74 مليار متر مكعب.

وأكد آبي أحمد أنه سيتم تشغيل 3 توربينات أخرى في ديسمبر المقبل ليبلغ إجمالي التوربينات 7 توربينات، فضلا عن القيام بحجز 900 مليون متر مكعب يوميا منذ الأسبوع الماضي.

وكشف أن حجم المساحة التي تغطيها المياه تبلغ 210 كيلومترات، فيما وصل عمق المياه إلى 130 مترا .

فيما أكد سليشي بقلي رئيس لجنة التفاوض الإثيوبية على حسابه عبر منصة إكس انتهاء بلاده من بناء السد الخرساني، باستثناء اللمسات النهائية لأعمال التشطيب .

وقال بقلي: إنه “تم تشغيل توربينين بقدرة 400 ميجاوات لكل منهما، مؤكدا مواصلة العمل لتحقيق قدرة إجمالية تبلغ 5150 ميجاوات مما يجعلها أكبر محطة مائية في أفريقيا”.

 

التخزين الخامس

 

من جانبه قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية جامعة القاهرة: إن “إثيوبيا تواصل تعنتها وعدم الالتفات إلى أية اعتراضات مصرية وإكمال بناء سد النهضة ومواصلة التخزين الخامس ، مشيرا إلى أن إثيوبيا اضطرت إلى تصريف جزء من المخزون لاستكمال بناء سد النهضة بكمية 6 مليارات متر مكعب بدون أي فائدة والأمطار بدأت من حوالي أسبوعين ووصل المخزون إلى حوالي 42،5 مليار متر مكعب حاليا ومتبقى خلال أقل من أسبوعين قبل التخزين الخامس”.

وتوقع شراقي في تصريحات صحفية أن يبلغ التخزين الخامس 23 مليار متر مكعب من المياه وهو التخزين الأخير، وبذلك تصل السعة الاستيعابية القصوى لسد النهضة إلى 64 مليار متر مكعب من المياه ويتم إنهاء التخزين، لافتا الى أن هناك تغييرا تم  حيث إنهاء 99% من أعمال الخرسانة بينما أعمال الكهرباء 70% وبالنسبة للخرسانة المياه تصل إلى بوابات المفيض من خلال بوابات يتحكم فيها.

وأشار إلى أن التخزين الخامس بأكمله أمام البوابات،  وإذا أرادت إثيوبيا إكمال التخزين إلى نهايته يتم ترك البوابات مفتوحة وفي حالة الرغبة في تخفيض الكمية يتم فتحها، خاصة إنه في التخزينات الأربعة السابقة لم تكن تستطيع التحكم في التخزين ولكن الآن تستطيع التحكم في كميات المياه المخزنة وبأي كمية لوجود البوابات.

 

التوربينات

 

وعن الوضع المائي الحالي، كشف شراقي أن كمية التخزين في الملء الخامس لخزان السد يمكن أن تتراوح ما بين عدة مليارات وقد تصل إلى 23 مليار متر مكعب كحد أقصى، وفي هذه الحال يكون التخزين الأخير، موضحا أن كمية المياه فى التخزين الخامس تتوقف على قدرة إثيوبيا في تركيب وتشغيل أكبر عدد من التوربينات الـ 11 المتبقية، وإن لم تستطع تشغيلها فليس من مصلحتها ملء الخزان كاملا من دون استفادة، لأن ذلك يمثل ضغطًا كبيرًا على السدين الرئيس الخرساني والمكمل الركامي.

وأضاف شراقي : نظرا إلى توقف المفاوضات وعدم وجود اتفاق يحدد كمية التخزين، فستقرر إثيوبيا بمفردها كمية التخزين والتشغيل موضحا أن سلطات الانقلاب تستطيع  منع وصول أضرار التخزين الخامس إلى المواطن المصري بسبب السد العالي، لكنها لا تعمل من أجل الحفاظ على الحقوق المائية المصرية .

 

اتفاق المبادىء

 

وحذر الخبير الدولي في قضايا المياه الدكتور ضياء الدين القوصي، مما تقوم به إثيوبيا من تصرفات أُحادية فيما يتعلق بملء وتشغيل سد النهضة، مؤكدا أن أديس أبابا لا تقدر النتائج فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.

وقال القوصي في تصريحات صحفية:  إنه كان من المفترض أن ينفد صبر دولة العسكر ازاء تجاوزات اثيوبيا، مشيرا إلى أن إثيوبيا قامت بتخزين حجم كبير من المياه يتراوح ما بين 20 إلى 25 مليار متر مكعب منذ منتصف يوليو الماضي وحتى الآن، وهذا الحجم يمثل 40% من الإيراد الطبيعي للنيل الأزرق.

واعتبر أن ما تقوم به إثيوبيا بمثابة اللعب بالنار»، مشددا على أن الحل الوحيد لكل هذه القضايا هو الجلوس مع دولتى المصب والاتفاق على كافة قواعد الملء، وهذا ما ينص عليه اتفاق المبادىء بين مصر وإثيوبيا والسودان  .

وأعرب عن أمله أن يكون صبر دولة العسكر قد وصل لمرحلة النفاد محذرا من أن القضية لا تحتمل إصابة 100 مليون مصري بالعطش، ولا أحد بالعالم يقبل بذلك .

 

قرار منفرد

 

وحول بدء إثيوبيا الملء الخامس دون تنسيق سابق مع دولة العسكر، قال الدكتور علاء الظواهري، عضو لجنة التفاوض المصري لسد النهضة: إن “قرار الحكومة الإثيوبية جاء بصورة منفردة مع اقتناعها بأحقية إدارة وتشغيل السد بصورة مستقلة، واعتبارها أن التنسيق مع دول المصب أو التشاور يُعد تدخلا في الشأن الداخلي الإثيوبي، وهذا غير صحيح”.

وطالب الظواهري في تصريحات صحفية بضرورة تكثيف الضغوط الدولية على أديس أبابا، من أجل التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الدول الثلاث قبل استكمال الملء الخامس الذي قد يؤثر على حصص مصر والسودان.