بعد رفع أسعار الوقود…ضوء أخضر من حكومة الانقلاب للتجار لذبح المصريين

- ‎فيتقارير

 

 

الجوع يطارد المصريين في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، دخول المواطنين لم تعد تكفي لشراء احتياجاتهم الأساسية في ظل موجات الغلاء التي لا تتوقف وفي ظل وجود حكومة لا ترحم أحدا.

تتعالى صرخات المواطنين من صعوبة الحياة، لكن ليس هناك من يجيب فحكومة الانقلاب تسير وفق المثل الشعبي «ودن من طين وودن من عجين» رغم أن الآهات تتردد أصداؤها في جميع أنحاء البلاد من جميع الفئات، فالكل يعاني بطريقته، أصحاب الدخول المحدودة والمرتفعة والموظفين والأرزقية الذين ينتظرون قوت يومهم، والأسواق أصحبت مضطربة في ظل غياب الرقابة، أنياب التجار تفترس المواطنين بلا رحمة، ارتفاع الأسعار طال كل شيء، بدءا من الخضروات والفاكهة واللحوم والمواصلات فضلا عن فواتير الكهرباء والمياه والغاز المشتعلة.

ومع إعلان حكومة الانقلاب عن رفع أسعار الوقود يتنافس التجار وعصابة العسكر على ما تبقى في جيوب الناس، حيث بدأت حكومة الانقلاب برفع أسعار تعريفة ركوب أتوبيسات هيئة النقل العام، كأنها تعطي تصريحا غير مباشر للتجار برفع الأسعار وذبح المواطنين والذين قاموا بمهمتهم على أكمل وجه، وأصبح المواطنون ضحايا يصرخون في كل مكان «مش عارفين نعيش».

 

استغلال

 

حول معاناة المواطنين في زمن الانقلاب قالت «زينب. م» بائعة خضار: إن “الطماطم عاودت الارتفاع مجددا بعدما سعدنا بانخفاضها نهاية الأسبوع الماضي لتصل إلى 20 جنيها، ولكن بعد زيادة أسعار الوقود وصل سعر الكيلو إلى 30 جنيها”.

وأضافت بائعة الخضروات : الأسعار كل يوم في زيادة، فمثلا الباذنجان كان سعره 15 جنيها، ولكنه سجل أمس 20 جنيها، وكذلك وصل سعر كيلو الخيار إلى 20 جنيها، بينما عاود البصل الصعود مرة أخرى ليسجل سعره 30 جنيها للبصل الأبيض و25 جنيها للأحمر، بزيادة خمسة جنيهات عن أسعاره قبل رفع سعر الوقود.

وأكدت أن أسعار الخضروات والفاكهة، كل يوم في زيادة بسبب البنزين والسولار، بجانب استغلال أصحاب الشوادر بحجة ارتفاع قيمة وسائل النقل التي تقوم بنقل المنتجات من منطقة لأخرى، والتي تختلف حسب المسافة، بالإضافة لتأثير المناخ على المنتجات الزراعية وتكاليف زراعتها حتى وصولها للأسواق.

 

ضوء أخضر

 

وقالت «سعاد. ي»: البنزين والسولار رفع الأسعار كلها، غذاء ومواصلات وكهرباء ومياه، وفي ظل تلك الارتفاعات يجب أن يدبر كل شخص حياته، ويسعى لتوفير المصاريف قدر الإمكان لكى يعيش يومه بصحة وخير، مشيرة إلى أن دولة العسكر أعطت الضوء الأخضر للسائقين لرفع الأجرة كيفما يشاءون دون رقابة عندما رفعت سعر السولار جنيهين مرة واحدة.

وأضافت أن بعض السائقين يستغلون الزيادة الجديدة في أسعار البنزين والسولار، ويقررون  تقسيم المسافة إلى عدة محطات وهو ما يواجه بغضب من المواطنين، ويتسبب في حدوث مشاجرات بينهم وبين السائقين، بالإضافة إلى استغلال التجار للأزمات في ظل الموجات المتتالية للغلاء، والذي اصبح كارثة تعاني منها جميع فئات الشعب المصري بغض النظر عن دخولهم وقدراتهم المادية، بسبب زيادة الأعباء الأسرية والاحتياجات اليومية عليهم.

 

الدواجن والبيض

 

حول أسعار الدواجن وبيض المائدة، قال «محمد. ع»: إن “سعر كيلو الدواجن البيضاء وصل إلى 90 جنيها بعد ساعات من ارتفاع أسعار البنزين والسولار”.

وأشار إلى أن هناك مؤشرات بارتفاعات أخرى خلال الفترة المقبلة، مما قد يؤدي إلى قلة الطلب، وهو ما يؤثر على هامش الربح للتاجر.

وتساءل من أين يستطيع المواطنون شراء احتياجاتهم في ظل الغلاء وتراجع الدخول ؟ محذرا من ثورة الجوعى التي ستأكل الأخضر واليابس .

 

عامل أمن

 

عامل أمن في الخمسين من عمره في إحدى محطات مترو الأنفاق، قال: «الظروف تحكم، أعمل ناظر مدرسة إعدادي بمحافظة القليوبية، لكن الراتب لم يعُد يكفي لأكل العيش الحاف، ولدى بنات على وش جواز”.

وأضاف لهذه الأسباب بعد الانتهاء من عمل المدرسة، آتي إلى المحطة ليلا لأمارس عملي كفرد أمن .

 

«سائق توك توك»

 

سائق «توك توك» بمدينة البدرشين، رجل مسن يشكو موجات الغلاء التي لا ترحم وقال: “أنا مدير مخازن بوزارة الصحة على المعاش، ومعاشي بدأ ب1500 جنيه، الحمد لله زوجت بناتي وأنا في الوظيفة، والابن تخرج وشغال ربنا يعينه على أحلامه في هذا الزمن”.

وأضاف : اصبحت عاجزا أمام تكاليف علاج زوجتي، الذي تضاعفت أسعاره 5 مرات خلال عام واحد ومسؤوليات بيتي جعلتني أشعر بالعجز، فاضطررت إلى شراء توك توك مستعمل، أعمل عليه ليل نهار لتوفير مستلزمات بيتي وعلاج زوجتي .

 

طالب طب

 

طالب في كلية الطب جامعة القاهرة أكد أنه يعمل «سائق توك توك» لتوفير نفقات الجامعة، ورفع المعاناة عن كاهل أبيه عامل بناء ومزارع، خاصة أن لديه أربعة أشقاء في مراحل التعليم المختلفة .

وأكد الطالب أنه لا يخجل من العمل لتحقيق حلمه، حتى يصبح طبيبا للقلب، مؤكدا أن البروفيسور مجدي يعقوب، قدوته ومثله الأعلى .

 

ضربة قاصمة

 

تعليقا على ذلك قال الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالنبي عبدالمطلب: إن “رفع أسعار الوقود أمر متوقع، فمنذ فترة أعلن رئيس وزراء الانقلاب أن هناك ارتفاعات متتالية في أسعار الوقود حتى نهاية عام 2025، لافتًا إلى أن أسعار السلع الآن مرتفعة، والمواطن يشكو مر الشكوى من الارتفاعات المتتالية في أسعار السلع الأساسية، وعدم قدرته على توفير احتياجاته الأساسية، وأيضًا في موسم الشتاء المعروف بالبرد ومشاكله، والمصاريف المدرسية والدروس الخصوصية، وهو ما يؤدي إلى زيادة المشاكل داخل البيت المصري”.

وحذر «عبدالمطلب» في تصريحات صحفية من أن ارتفاع الأسعار أكثر مما هي عليه يعد ضربة قاصمة للمواطن المصري، مؤكدا أنه لن تنجو أي سلعة من رفع الأسعار، بجانب أنه ستكون هناك مجموعة من المشاكل الخاصة بالشركات نفسها وقطاع الأعمال بوجه عام .

وأضاف : السلع التي تقوم على الشحن، والتسويق الإلكتروني والتسليم «الدليفري»، كل هذه الخدمات سوف ترتفع أسعارها، وهذا سيجعلها تسلك أحد الاتجاهين وكلاهما مر، إما أن تستغني عن العمالة ومن هنا سترتفع نسبة البطالة، أو أن تخفض أجور العمالة، وهنا سندخل في مشاكل وتحديات أكبر تزيد من معاناة المواطنين .

وتوقع «عبدالمطلب» أن تشهد أسعار الخضروات ارتفاعا كبيرا ، ورغم الآمال في تراجع أسعار الطماطم مع دخول شهر نوفمبر، إلا أن رفع أسعار الوقود، بدد هذا الأمل تماما.

وتابع :  ليس لدي نصائح أقدمها للمواطن في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، حيث إنه يعيش تحت خط الفقر بمراحل، فقد تنازل عن أبسط متطلبات الحياة، مؤكدا أن أغلب المصريين حاليًا يعملون في أكثر من وظيفة لسد الاحتياجات الأساسية للأسرة مثل غول الدروس الخصوصية، بالإضافة إلى الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأدوية والمستشفيات والخدمات الصحية، كل هذا جعل المصريين يتنازلون عن الخدمات الصحية، وأبسط مثال عند صرف مواطن روشتة علاجية في ظل هذا الغلاء تتخطى مئات الجنيهات.

وطالب «عبدالمطلب» حكومة الانقلاب بأن توفر مظلة حماية لكل مواطن تضرر من توالي رفع الأسعار، وهو ما يشترطه صندوق النقد الدولي، وبرغم مطالبته لحكومة الانقلاب بتحرير أسعار الوقود وإلغاء الدعم، إلا أنه في المقابل طالب بتوفير مظلة دعم وحماية للمواطنين الذين يتضررون من سياسات الإصلاح الاقتصادي، لذا وجب على حكومة الانقلاب تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين، خاصة في ظل الظروف الحالية.