على أبواب حماة تُعنّونُ كثير من التقارير بعد تمكن فصائل وقوات ردع العدوان من دخول اللواء 87 والسيطرة عليه.
وقال الصحفي بقناة سوريا عبدالله الموسى ، @Abu_Orwa91: “حرب ضروس عند مداخل مدينة حماة، لا يمكن تخيل المشهد، مجموعات من قوات النظام تنسحب وأخرى تحاول المقاومة”.
وأوضح أنه “حسب التجارب، خروقات في خط المواجهة تسبب انهيار قوات النظام ومعركة حماة وصلت إلى هذه النقطة، يحاول النظام تعزيز مواقع داخل مدينة حماة وهو ما فعله في طيبة الإمام وخطاب وفشل”.
وأشار إلى أن “الدخول إلى حماة يتم من محاور عدة، وتعدد المحاور لا يترك مجالا لغرفة عمليات النظام، لتوزيع القوات والتغطية ومعرفة شكل خريطة السيطرة”.
أما الصحفية السورية صِبا مدور @madwar_siba، فقالت: “الشراسة التي تبديها بقايا قوات النظام والمليشيات الطائفية في الدفاع عن حماة، لأنهم يعلمون علم اليقين أن سقوط حماة يعني سقوط حمص بالضرورة، حمص ثالث اكبر مدينة سورية، وتحتاج لتغطيتها وتحصينها أضعاف أضعاف القوات المنهارة على أبواب حماة وهي غير متوفرة، لاسيما أن ثوار حمص على أهبة الاستعداد للالتحام بالثوار المتقدمين من جميع محاور القتال باتجاه حمص”.
ومن جانب الهيئات، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن “هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها باتت على أبواب مدينة حماة وسط سوريا، فيما أكّد الجيش أنه أرسل تعزيزات”.
وأضاف “المرصد” أن قوات ردع العدوان باتت على أبواب مدينة حماة التي شهدت موجة نزوح كبيرة نتيجة لاحتدام المعارك في محيط المدينة، مشيرا إلى أنها تعرضت لقصف صاروخي من قبل هيئة تحرير الشام والفصائل المتحالفة معها، فيما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن مصدر عسكري قوله، إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى مدينة حماة.
وكانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت في وقت سابق من يوم الثلاثاء، أنها سيطرت على نحو 14 قرية وبلدة جديدة، بعد أن وسعت عملياتها ضد قوات الجيش النظامي السوري في مناطق بريف حماة وسط البلاد.
جاء ذلك في بيان لإدارة العمليات العسكرية، وهي غرفة قيادة هجوم ردع العدوان الذي تشنه المعارضة السورية ضد القوات النظامية في أنحاء متفرقة من البلاد.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية، عبر قناتها على منصة تليغرام أمس الثلاثاء، أنها أوقعت أكثر من 50 قتيلاً من قوات النظام السوري خلال عملياتها العسكرية الليلية في ريف حماة، وسيطرت قواتها على قرى وبلدات من بينها: صوران، طيبة الإمام، حلفايا، معردس، الرهجان، ومعرشحور.
وقال المقدم حسن عبد الغني من إدارة العمليات: “تتابع قواتنا تقدمها على عدة محاور على تخوم مدينة حماة وسط سوريا، مع انهيارات كبيرة ومتتالية في صفوف قوات النظام المجرم”.
وأوقعت الاشتباكات المتواصلة بين الطرفين أكثر من 600 قتيل في أسبوع في سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ولفت المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور شمال محافظة حماة التي تنطوي على أهمية استراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق، فيما ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات على مواقع الفصائل المعارضة.
وقال: إن “أعنف المعارك وقعت مع القوات الحكومية حتى الآن، مع دخول هجوم المعارضة يومه السابع، وأضاف أن جماعة هيئة تحرير الشام وحلفائها يواجهون مقاومة أقوى بكثير في ريف حماة الشمالي، مقارنة بما واجهوه في مدينة حلب ومحيطها يومي الجمعة والسبت الماضيين”.
في حين، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن وحدات الجيش تعمل على تدعيم الخطوط الدفاعية والإسناد على المحور الشمالي بريف حماة، تمهيداً لبدء الهجوم المضاد ضد التنظيمات المسلحة في تلك المنطقة.
وكانت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) قد قالت، في وقت سابق من أمس الثلاثاء: إن “الجيش النظامي السوري والقوات الحليفة له تصدت لهجوم، شنته قوات تابعة لتحالف قوات سوريا الديمقراطية، على قرى في ريف دير الزور الشمالي”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن “الاشتباكات مستمرة بين القوات الحكومية وقسد في شرق دير الزور، مشيراً إلى أن قوات “قسد” تضغط بقوة لإخراج القوات الحكومية من نحو سبع قرى في محيط دير الزور”.
وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) هي تحالف بقيادة الأكراد في شمال وشرق سوريا، والذي عمل مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وبقيادة وحدات حماية الشعب الكردية (YPG) والتي تضم مقاتلين عربا، تسيطر (قسد) على نحو ربع سوريا، بما يشمل حقول النفط والمناطق التي ينتشر فيها نحو 900 جندي أمريكي.
ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر عسكري قوله: إن “الطيران الحربي السوري الروسي المشترك، يوجه ضربات جوية وصاروخية مركزة على ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، ما أدى إلى وقوع عشرات القتلى والجرحى وتدمير آلياتهم وأسلحتهم بحسب الوكالة السورية”.
أما في حلب، ثاني أكبر المدن السورية، فقد أصبحت للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في العام 2011، خارج سيطرة الحكومة السورية، في ظل سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء التي كانت تنتشر فيها قوات النظام.
ورداً على ذلك، نفذ الطيران الحربي السوري والروسي عمليات قصف على مناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة، في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وفي حلب المجاورة، ما أسفر عن مقتل 15 مدنيا بينهم أطفال، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية الثلاثاء: إن “الجيش نفذ ضربة دفاعا عن النفس استهدفت أنظمة أسلحة في شرق سوريا، مضيفة أن الضربة لا علاقة لها بالتقدم الحالي الذي تحرزه المعارضة في البلاد”.
وذكر المتحدث باسم البنتاجون الميجر جنرال بات رايدر للصحفيين أن الجيش الأمريكي ضرب في وقت سابق من يوم الثلاثاء أنظمة الأسلحة وتشمل ثلاث منصات إطلاق صواريخ متحركة ودبابة من طراز تي-64 بعد إطلاق قذائف باتجاه القوات الأمريكية في موقع الفرات للدعم العسكري.
وأضاف أن الجيش يحقق في مصدر الهجمات على القوات الأمريكية، لكنه قال: إن “قوات مدعومة من إيران نفذت هجمات في الماضي من المنطقة، وتابع أن قوات من الجيش السوري كانت موجودة أيضا في المنطقة, ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا، يركزون على مواجهة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية”.
ومن جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعياً إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك في وقت متأخر من مساء قبل امس الإثنين.
وقال دوجاريك في بيان: “على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصاً من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية، وأضاف أن السوريين يعانون هذا الصراع منذ نحو 14 عاما، وأنهم يستحقون أفقاً سياسياً يقودهم إلى مستقبل سلمي، لا إلى المزيد من إراقة الدماء”.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في بيان، أنه حتى يوم 30 نوفمبر الماضي، نزح أكثر من 48 ألفا و500 شخص في سوريا، مشيراً إلى أن وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يومياً من أرقام جديدة.
وقال توم فليتشر، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، في منشور على منصة إكس: إنّ “الوضع مثير للقلق، عشرات الآلاف ينزحون الآن. هناك خدمات حيوية تعطلت، ونساء ورجال وأطفال يخشون على سلامتهم”.
وتقول الأمم المتحدة إنّ: “سوريا تشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 16.7 مليون سوري إلى مساعدات إنسانية، بينما يوجد نحو سبعة ملايين نازح”.
في السياق ذاته، أكد جورج مينيشيان، وهو محلل سياسي يوناني أرمني على اتصال بالأرمن في حلب، أن المسيحيين في المدينة لم يواجهوا أي مشكلات منذ استيلاء هيئة تحرير الشام على المدينة.
وقال: “في اليوم الأول، طرق مقاتل من هيئة تحرير الشام باب جار أرمني، وأكد له أنهم لن يؤذوه على الإطلاق، مضيفاً أن مصادره تخشى التحدث مباشرة إلى وسائل الإعلام، خوفاً من الانتقام”.
وأضاف، قالوا: إنهم “سيحترمونهم ويسمحون لهم بفعل ما يريدون، كمسيحيين وأرمن، ومع ذلك، أعرب مينيشيان عن تشكك المسيحيين في وعود هيئة تحرير الشام، قائلاً هناك سوابق للميليشيات الإسلامية التي لم تؤذ أحداً في البداية، لكنها ارتكبت بعد ذلك جرائم ضد الأقليات نأمل ألا يكون هذا هو الحال”.