أُصيب المصريون بصدمة غير مسبوقة مع نشر المنقلب السفيه السيسي لقطات من داخل قصر العاصمة الإدارية الجديد، والذي ظهر في مشهد باذخ غير متوقع للشعب الذي يعاني الفقر والعوز وتقليص مستويات خدمات الصحة والتعليم والسكن ورغيف الخبز.
ومع تكشّف الحقائق، بدت الشركة المنفذة للقصر تزهو هي الأخرى بإنجازها… وتنفيذها قصر العاصمة الإدارية الجديد.
وكتبت الشركة على منصاتها:
“لا يمكن أن نغفل الدور المحوري لفريق العمل في شركة كيوب، سواء قسم التصميم أو المكتب الفني الذي دعم عملية التنفيذ بكل تفاصيلها الفنية والهندسية”.
“الإنجاز لم يكن ليكتمل بدون الجهود الكبيرة لفريق الاستشاريين المعاونين في كافة التخصصات”.
ونسب الموظفون الفضل لشركتهم في تصميم المجمع الرئاسي الجديد.
شركة “كيوب”
الشركة المنفذة للمشروع عليها علامات استفهام كبيرة، “كيوب” هي واحدة من تحالف خمس شركات باسم “تحالف التنمية العمرانية”، الشركة وضعت مخطط العاصمة الإدارية عام 2017.
“كيوب” تأسست عام 1990، وفي 2005 تبنّت رؤية تطوير القاهرة 2050، جمال مبارك اهتم بالمشروع لتتبناه هيئة المجتمعات العمرانية في 2008، التي كان يديرها ساعتها رئيس الحكومة الحالي مصطفى مدبولي.
المخطط يعمل على نقل الوزارات إلى شرق القاهرة، وتحويل الجزر النيلية إلى مساحات خضراء، ونقل مصانع الأسمنت، وإنشاء مجموعة من الشبكات والطرق وخطوط المترو.
توقف المشروع بسبب الانتقادات التي وُجّهت له حتى ثورة يناير. في فبراير 2013، قرر وزير الإسكان الأسبق طارق وفيق عودة العمل على المشروع مع تغيير اسمه إلى “تنمية إقليم القاهرة الكبرى”. استمر العمل على المشروع مع تولي مدبولي وزارة الإسكان في 2014.
مشاريع تدميرية
ماسبيرو – 2008
اقترحت شركة “كيوب” تطوير مثلث ماسبيرو وحي روض الفرج. شمل المخطط إنشاء أبراج على ارتفاع ومنتزه ترفيهي. نفذت الحكومة مخطط هدم منازل الأهالي بين عامي 2017 و2018.
نزلة السمان – 2010
المشروع الذي قامت به نفس الشركة تطلّب إعادة توطين سكان المنطقة. الحكومة منذ أغسطس 2021 شنت حملة إزالات في المنطقة بالجيزة.
جزيرة الوراق – 2010
المخطط المنشور على موقع “كيوب” الرسمي نفته وزارة الإسكان في 2017. ثم تحدث السيسي عن ضرورة استعادة أملاك الدولة، لتخوض الحكومة صراعًا عمره سبع سنوات مع أهالي الجزيرة.
ولا يمكن إغفال أن تلك المشاريع حملت في طياتها مزيدًا من المعاناة للمصريين وانحيازًا لرؤية النظام المتوحش رأسماليًا، من إخلاءات قسرية وتهجير لإخلاء المناطق الفقيرة، بداعي التطوير الذي لا يتضمن عودة الأهالي والسكان الأصليين، على عكس ما يحدث في كل دول العالم.
