في تصرف مفاجئ، حذفت مواقع إخبارية بارزة خبر تعيين الصحفي عبد اللطيف المناوي رئيسًا تنفيذيًا لقطاعي الأخبار والصحافة في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بعد نشره بفترة قصيرة، في وقت أكدت فيه مصادر بقطاعات ومنصات إعلامية تابعة للشركة أنه لا يوجد قرار رسمي حتى الآن، فيما أكدت مصادرأخرى يتولى منصبًا قياديًا بإحدى إصدارات الشركة، أن الخبر صحيح لكن هناك خلافًا داخليًا على توقيت الإعلان عنه.
وكانت مواقع إخبارية، من بينها القاهرة 24 ودار الهلال، نشرت خلال اليومين الماضيين خبرًا عن وجود اتجاه بالشركة المتحدة لتعيين المناوي، دون أن توضح إن كان بيانًا من الشركة أو من مصادر خاصة، ثم نشرت الهيئة الوطنية للإعلام الخبر أمس نقلًا عن الشركة المتحدة نفسها.
وبعد عدة ساعات من نشر الخبر في منصات أخرى مثل الجمهور الإخباري وتحيا مصر والعاصمة، حُذفت هذه الأخبار من كافة المواقع، بما فيها الهيئة الوطنية للإعلام، دون إبداء أسباب.
ووفق خبراء ومراقبين، فإن حذف الخبر، يأتي في ضوء أن الشركة المتحدة تعيش فترة من التخبط الإداري مؤخرًا، وأن قرار تعيين المناوي صحيح، لكن يبدو أن هناك اختلافًا على توقيت الإعلان عنه.
ووفق مقربين من دوائر العمل بالمتحدة، فإن التطورات الأخيرة تأتي في سياق تغييرات أوسع بدأت مع تعيين اللواء حسن رشاد رئيسًا للمخابرات العامة بدلًا من اللواء عباس كامل، وسط ترجيحات بوجود سيناريوهات لتحويل القنوات الأربعة التابعة لقطاع الأخبار؛ وهي القاهرة الإخبارية بالعربية والإنجليزية وإكسترا نيوز وإكسترا نيوز لايف، إلى شركات مستقلة على غرار cbc وDMC.
وتفتقر هذه القنوات حاليًا تفتقر إلى مناصب “رئيس قناة” ويتولى إدارتها مجموعة من الصحفيين التنفيذيين المرتبطين برئيس قطاع الأخبار السابق أحمد الطاهري.
وحول مصير الطاهري، نقلت صحف ومواقع مصرية، إنه خارج البلاد منذ فترة، ولم يعد يتابع العمل إذ تتردد أنباء عن إقالته من منصبه، إلا أنه ظهر ظهورًا مقتضبًا في 5 يناير الماضي برسالة على واتساب مشجعًا العاملين على “ارتداء الكمامة والتباعد”.
ومؤخرا، جرى استحداث منصب يجمع إدارة قطاعي الأخبار والصحافة بشكل “غير مسبوق”، حيث كان لكل قطاع رئيس مستقل؛ إذ شغل محمود مسلم سابقًا رئاسة قطاع الصحافة، فيما رأس الطاهري قطاع الأخبار.
25 يناير
ويرى مراقبون أن سبب حذف خبر المناوي، يرجع إلى ارتباطه بمشهد ثورة يناير 2011، حينما خرج عليه موظفو التلفزيون المصري وسبوه وتظاهروا ضده وكادوا يفتكون به، لولا تدخل الجيش، الذي اصطحبه لإذاعة خبر وبيان تنحي مبارك.
وهو مشهد قد يعيد ذكريات ثورة يناير، التي يخشاها السيسي ويعاني قلقا واضطرابا غير مسبوق، في الآونة الأخيرة، عبر عنه السيسي أكثر من مرة في كلماته، وفي دوائره الإعلامية.
ويرى أخرون أن سيطرة الشؤون المعنوية على الإعلام، هي سبب التخبط، إذ يمثل عبد اللطيف المناوي أحد أبرز القيادات الإعلامية في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
وتبقى الأيام المقبلة، تحمل الكثير من التطورات والأسرار التي سيكشف عنها، من صراعات بين أجنحة السلطة، وسط فشل ذريع من نظام السيسي.