وسط الغلاء والفقر.. التنزه في الشوارع وعلى ضفاف النيل المنفث الوحيد لترفيه المصريين

- ‎فيتقارير

 

في ظل الغلاء والفقر الذي يعيشه المصريين بفعل فشل المنقلب السفيه سياسة عبد الفتاح السيسي الاقتصادية، فإن المصريين مشهورون بقدرتهم على التكيف تحت أي ظرف، والترويح عن أنفسهم وقت الأزمات بأقل الإمكانات الممكنة، ليصبح خيارات التنزه في الشوارع والحدائق العامة والتمشية على النيل هو المنفث الوحيد للترفيه عنهم ونسيان ما فعله العسكر بهم.

 

ورغم عدم وجود تقديرات حديثة لمعدلات إنفاق المصريين على الترفيه، فإن آخر إحصاء أصدره الجهاز المركزي للإحصاء في عام 2019 – 2020، أظهر أن المصريين ينفقون 2.3 في المائة فقط من إجمالي دخلهم على الترفيه.

 

أزمات عديدة أثقلت كاهل المصريين

 

وتعاني مصر  منذ استيلاء العسكر على الحكم أزمة اقتصادية ممتدة منذ سنوات، ووصلت نسبة التضخم في ديسمبر (الماضي إلى 24.1 في المائة، بينما تذهب التقديرات إلى أن ثلث المصريين يعانون الفقر، حسب ما أعلنه البنك الدولي في أبريل 2024.

 

كما شهدت مصر موجات متتالية من ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية والمواصلات والخدمات، نتيجة تدهور قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية خلال السنوات الماضية، ما عرَّض ملايين الأسر إلى ضغوط اقتصادية لافتة، جعلت الاهتمام بتدبير الاحتياجات الأساسية كالمواد الغذائية من أبرز الأولويات الأسرية، بجانب الإنفاق على التعليم، فوفقاً لتقرير جهاز الإحصاء فإن متوسط الإنفاق السنوي للأسرة على التعليم بلغ نحو 12 في المائة، ووفق متابعين، فإن هذه الأرقام لا تعكس موجات التضخم الأخيرة بسبب تراجع قيمة الجنيه بشكل لافت خلال الأعوام التي تلت جائحة «كورونا».

 

التنزه هو الأرخص تكلفة

 

وتعد نزهة النيل «الأرخص على الإطلاق»، إذ لا تحتاج إلى أي مصاريف، فقط بضعة جنيهات لشراء «ذرة مشوي» أو «بطاطا» أو «حمص»، فأصبح المصريون يفضلون هذه النزهات التي تتيح له قدراً من الهدوء والتأمل، خصوصاً إذا كان سيلحقها ضجيج المدرجات وحماس الهتاف في مباراة كرة قدم.

 

ورغم ذلك، فإن محدودي الدخل في مصر ما زالوا قادرين على اقتناص أوقات ممتعة بأقل التكاليف، سواء بقصد حديقة عامة، أم «تمشية» على النيل أم بالسير في شوارع القاهرة التاريخية أو الفاطمية، أم بالذهاب إلى السينما في حالة اقتطاع مبلغ من الميزانية التي تثقلها بنود الطعام والشراب والمدارس، فيذهبون إلى السينما أو عرض مسرحي، بينما باتت النزهة الأكثر انتشاراً بين صفوف المراهقين تناول وجبة في أحد مطاعم الوجبات السريعة التي تشهد زحاماً معتاداً، وأسعارا رخيصة.