يشتكي العديد من المواطنين من «انتهاء باقات الإنترنت قبل موعدها»، دون أن يطرأ أي تغيير على طريقة استهلاكهم. وبينما تقدم بعضهم بشكاوى إلى وزارة الاتصالات بحكومة المنقلب السفيه السيسى، التي أرجأت نفاذاها بسبب المستخدمين وسط مبررات دون أدلة واضحة ليلجأ العديد إلى مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن «انتهاء الباقة».
وأدى ذلك لتقديم العديد من المواطنين بشكوى إلى «الاتصالات»، وتحدثوا مع «خدمة العملاء» عبر الهواتف،ليوصيهم مسؤول «الدعم الفني» بتغيير «الراوتر» وشراء آخر جديد، حتى يضمن لها سرعة إنترنت أكبر فلا تتقطع الخدمة، و«تكمل الباقة لآخر الشهر»، ليبدى القلق الشديد من «ألا تُجدي الحيلة الجديدة نفعاً، فمعظم العملاء يتحملون قيمة قسط الراوتر (57 جنيهاً) الذي يبلغ قسطه مدة 3 سنوات، ثم يضطروا إلى زيادة الباقة، وشراء رواتر جديد يتجاوز الـ 1800 جنيه».
مبررات حكومية
رئيس قطاع التفاعل المجتمعي في «الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات» بحكومة الانقلاب، محمد إبراهيم، أرجع انتهاء «الباقات بسرعة» إلى «سرعة الإنترنت»، قائلاً في تصريحات متلفزة، الشهر الماضي، إنهم «نفذوا خطة كبيرة لزيادة كفاءة الشبكة خلال السنوات الماضية؛ فقفزت زيادة متوسط سرعة الإنترنت من 5 ميجا في 2019 إلى 70 ميجا في 2024».
لكن ميزة «سرعة الإنترنت» التي تتيح جودة أعلى في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والمقاطع التعليمية، جاءت لتضع أعباء إضافية على كاهل الأسر المصرية التي تكلفت بالفعل زيادة في أسعار الإنترنت خلال ديسمبرالماضي، وباتت الآن مطالبة بتجديد الباقة أكثر من مرة في الشهر، بحسب مراقبين.
وارتفعت أسعار باقات الإنترنت في مصر، ديسمبر الماضي، بنسبة تجاوزت الـ30 في المائة؛ لتصبح باقة الـ140 جيجا بـ240 جنيهاً بدلاً من 160 جنيهاً، وقفزت باقة الـ250 جيجا من 280 جنيهاً إلى 410 جنيهات.
مطالب برلمانية
من جانبها، أكدت عضو «لجنة الاتصالات» بمجلس نواب الانقلاب، مها عبد الناصر، أنها «تقدمت بمقترح إلى الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات في الفترة المقبلة، لإتاحة الاستخدام المجاني للمنصات التعليمية». وأضافت: «طالما الشخص مشترك، فلمَ لا نوقف حساب الاستهلاك إذا ما قصد المواقع التعليمية، كنوع من الدعم للطلاب والأسر».
وسبق أن ذكرت النائبة «مها» في مداخلة تلفزيونية، الشهر الماضي، أنها «شخصياً تعاني من سرعة انتهاء الباقة، ولا تعلم سبباً لذلك».
مسئولية شركات الاتصالات
الخبير في تكنولوجيا المعلومات، محمود فرج، نصح مستخدمو الإنترنت بـ«تحديد جودة منخفضة لمقاطع الفيديو التي يشاهدونها لتوفير الاستهلاك»، وقال إن أسباباً عدة قد تكون خلف أزمة انتهاء الباقات، منها «سرقة الواي فاي» أو «سرعة الإنترنت»، لكن كثيراً من المستخدمين لا يدركون ذلك.
وأشار إلى تنوع الأجهزة التي تدخل على الإنترنت في المنزل الواحد، ومشاهدة «تيك توك» والتصفح، كل ذلك يستهلك إنترنت.
ولا يستبعد فرج أن «تكون الأزمة في حسابات شركات الاتصالات، خصوصاً مع اتساع مجال الشكاوى»، وهو أمر «لا نستطيع الجزم به»، على حد وصفه.