رفض أوروبي واسع لمقترح ترامب بالسيطرة الأمريكية على قطاع غزة

- ‎فيعربي ودولي

رفضت حركة المقاومة الإسلامية حماس وعدد من الدول العربية والإسلامية والأوربية، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأدانت -في بيانات- تصريحات تلفزيونية لنتنياهو، كما ردّت السعودية من جانبها بأن «حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً»، ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل، والقبول بمبدأ التعايش السلمي، من خلال «حل الدولتين».

 

فيما أكدت الدول الأوروبية على دعمها لحل الدولتين بعد اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السيطرة على قطاع غزة.

 

وقد قوبل اقتراح دونالد ترامب “بالسيطرة” على غزة وتشريد 1.8 مليون فلسطيني لتحويل الجيب المدمر إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بانتقادات شديدة وتشكك من جانب الدول الأوروبية، التي حذرت من أن الفكرة ستقوض حل الدولتين.

 

ألمانيا

 

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيان لها: “إن طرد السكان المدنيين الفلسطينيين من غزة لن يكون أمراً غير مقبول ومخالفاً للقانون الدولي فحسب، بل إنه سيؤدي أيضاً إلى معاناة جديدة وكراهية جديدة”.

 

 فرنسا

 

وبحسب ما ذكرت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، فقد رفضت فرنسا بشكل لا لبس فيه خطة ترامب، قائلة: إن “النقل القسري للسكان الفلسطينيين لتمكين الإشراف الأمريكي، سيشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، وهجومًا على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، كما أنه عقبة رئيسية أمام حل الدولتين”.

 

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: إن “مستقبل غزة يجب ألا يكمن في احتمال سيطرة دولة ثالثة عليه، بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية تحت رعاية السلطة الفلسطينية”.

 

 إسبانيا

 

أعربت إسبانيا وأيرلندا، وهما دولتان اعترفتا بدولة فلسطين العام الماضي، عن معارضتهما للاقتراح غير المتوقع، الذي يقلب عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.

 

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس: “أريد أن أوضح أمراً واضحاً للغاية، غزة هي أرض الفلسطينيين الغزيين ويجب أن يبقوا في غزة، غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية”.

 

إيرلندا

 

وقال نظيره الأيرلندي سيمون هاريس: إنه “سيحكم على البيت الأبيض بناء على ما يفعله، وليس على ما يقوله، لكنه طلب توضيحا بشأن تعليقات الرئيس”.

 

وقال هاريس وهو يقف بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي مايكل مارتن الذي انتقد أيضا: “نحن بحاجة إلى حل الدولتين، وشعب فلسطين وشعب إسرائيل لديهما الحق في العيش في دولتين آمنتين جنبا إلى جنب، وهذا هو المكان الذي يجب أن يتركز فيه التركيز”، وفق ما ذكرت شبكة يورونيوز الممثلة لأوروبا.

 

لكن على الطرف الآخر، ووفق ما ذكرت صحف هولندية ففي الوقت نفسه أبدى جيرت فيلدرز، زعيم حزب الحرية اليميني المتطرف في هولندا، تناقضا واضحا عندما أعلن موافقته على تصريحات ترامب ، فصحيح أن فيلدرز ليس عضوا في الحكومة، لكن حزبه هو القوة الأكبر في الائتلاف الحاكم المكون من أربعة أحزاب.

 

وقال فيلدرز على مواقع التواصل الاجتماعي: “الأردن = فلسطين، دع الفلسطينيين ينتقلوا إلى الأردن، مشكلة غزة تم حلها”.

 

وبحسب وسائل إعلام هولندية ، استنكر سياسيون هولنديون تصريحات فيلدرز ووصفوها بأنها موقف عنصري، واضطر وزير الخارجية كاسبر فيلدكامب إلى توضيح أن هذه التعليقات لا تمثل السياسة الرسمية للحكومة.

 

من جانبها، قالت صحيفة يو إس نيوز الأمريكية، يجتمع كبار الزعماء السياسيين في العالم لحضور قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، حيث من المتوقع إجراء محادثات دبلوماسية صعبة، بينما تتنافس شركات التكنولوجيا العملاقة الهيمنة في صناعة التكنولوجيا سريعة الحركة.

ويشارك في القمة الدولية التي تستمر يومين ابتداء من الاثنين رؤساء دول وكبار المسؤولين الحكوميين والمديرين التنفيذيين والعلماء من نحو 100 دولة.

 

ومن بين الحضور البارزين نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي يقوم بأول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانج قوه تشينج.

 

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأحد، على قناة فرانس 2 التلفزيونية الوطنية: “نحن نعيش ثورة تكنولوجية وعلمية نادرا ما رأيناها”.

 

وقال: إن “فرنسا وأوروبا يجب أن تغتنما الفرصة، لأن الذكاء الاصطناعي سيمكننا من العيش بشكل أفضل، والتعلم بشكل أفضل، والعمل بشكل أفضل، والاهتمام بشكل أفضل، ويتعين علينا وضع هذا الذكاء الاصطناعي في خدمة البشر”وستتيح القمة لبعض الزعماء الأوروبيين فرصة لقاء فانس لأول مرة.

 

القمة الأوربية

 

يراقب القادة عن كثب التصريحات الأخيرة لترامب بشأن التهديدات بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، والسيطرة على جرينلاند، واقتراحه بأن يخلي الفلسطينيون غزة بمجرد انتهاء القتال في الصراع بين إسرائيل وحماس، وهي الفكرة التي رفضها الحلفاء العرب بشكل قاطع.

 

وتهدف القمة، التي تجمع لاعبين رئيسيين مثل جوجل ومايكروسوفت ، وإلى تعزيز التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الصحة والتعليم والبيئة.

 

من جانبها، قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إنه “مع فرض رئيس متقلب لمبادئه الدولية، تعمل الدول على تشكيل تحالفات أكثر استقرارًا ما يقول إن الولايات المتحدة سوف تصبح في عهده أضعف، وليس أقوى”.

 

يتبع ترامب إحدى الطرق التي يستخدمها للتعتيم والتشتيت هي من خلال جذب أنظارنا باستمرار إلى الولايات المتحدة وإلى قوتها الخام في ترهيب الدول الأخرى وثِقَلها المالي الهائل في ممارسة القوة الناعمة من خلال منظمات مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية .

 

ولكن في الوقت نفسه الذي يعرض فيه ترامب أجندته على المسرح العالمي، فإنه ينسحب بالولايات المتحدة من العالم ويقلص دورها إلى الحد الأدنى، قوة إمبريالية تختار بشكل صارخ كيفية التعامل على أساس تحالفاتها ومصالحها.

 

واعتبرت الجارديان أن الإنفاق على مقترحات للاستيلاء على منطقة بأكملها في غزة وإرسال مليارات الدولارات كمساعدات لإسرائيل، ليس إلا انعزالية وأحادية وبهذا تنسحب الولايات المتحدة، على الرغم من هيمنتها في العالم.