واصلت قوات الاحتلال الصهيونى هجماتها على قطاع غزة ما أدى إلى استشهد 7 فلسطينيين بينهم 5 من عائلة واحدة وأصيب آخرون، فجر اليوم السبت، إثر قصف الاحتلال مدينتي غزة، ورفح.
وقالت مصادر فلسطينية ان طائرات الاحتلال الحربية قصفت خيمة تؤوي نازحين في حي الصبرة بمدينة غزة ما أدى لاستشهاد خمسة مواطنين من عائلة طليب هم: صقر أحمد فؤاد طليب، وزوجته هند، وأبناؤهم أحمد، وحمزة، وعبد العزيز.
وأضافت المصادر أن طائرة مسيرة للاحتلال استهدفت فلسطينيين في منطقة حي التفاح بمدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطن، بالتزامن مع استهداف مناطق شرق حي الشجاعية.
وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار بكثافة تجاه شاطئ مدينة رفح جنوب القطاع، ما أدى لاستشهاد المواطن محمد سعيد البردويل كما أصيب مواطنان بقصف مدفعية الاحتلال بمنطقة المواصي غرب رفح.
عيادة الأونروا
كانت الطائرات الحربية لقوات الاحتلال قد شنت غارة جوية بالقرب من عيادة وكالة "الأونروا" في مخيم جباليا شمالي القطاع، في استهداف مباشر لمحيط منشأة طبية، مما أثار مخاوف من وقوع إصابات في صفوف المدنيين.
وبثت مشاهد مصوّرة تُظهر لحظة تنفيذ الغارة الجوية، التي وقعت بجوار عيادة تابعة للأمم المتحدة تخدم مئات المواطنين في المنطقة.
في سياق متصل، أصيبت سيدة فلسطينية جراء قصف مدفعي استهدف بلدة عبسان شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وتم نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج وسط ظروف إنسانية وصحية صعبة نتيجة استمرار الحصار.
كما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية النار بكثافة تجاه قوارب الصيادين في محيط ميناء غزة، في اعتداء متكرر يهدد أرزاق مئات العائلات الفلسطينية التي تعتمد على الصيد كمصدر دخل رئيسي.
المساعدات الإنسانية
ومع تفاقم المجاعة طالبت منظمات دولية اليوم، بضرورة السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل التدهور الحاد في الأوضاع المعيشية، واستمرار إغلاق المعابر الذي يهدد حياة آلاف المدنيين نتيجة النقص الحاد في الغذاء والدواء.
وأطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نداءً عاجلاً، دعت فيه إلى رفع الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات.
وقالت الوكالة ان أكثر من 3000 شاحنة محمّلة بالإمدادات الضرورية لا تزال متوقفة على الحدود منذ عدة أيام، ما يهدد بتلف محتوياتها وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
المنظومة الصحية
بدورها، حذّرت منظمة الصحة العالمية من اقتراب المنظومة الصحية في غزة من الانهيار التام، نتيجة منع دخول الإمدادات الطبية الحيوية، في ظل ارتفاع أعداد المصابين والمرضى الذين لا يستطيعون تلقي العلاج اللازم.
وأعربت منظمة اليونيسيف عن بالغ قلقها إزاء الخطط الرامية إلى توزيع المساعدات داخل منطقة عسكرية، مؤكدة أن هذه الخطوة تعرّض حياة الأطفال للخطر، وتزيد من معاناة العائلات الفقيرة وتدفع بمزيد من موجات النزوح.
وانتقدت المنظمة بشدة استخدام تقنيات مثل التعرف على الوجوه لأغراض سياسية أو عسكرية، معتبرة أن ذلك يضر بمبدأ الحياد الإنساني، ويمنع الفئات الأكثر هشاشة، كالمسنين وذوي الإعاقة، من الحصول على المساعدات.
مخططات تهجير ممنهجة
تعليقا على الأوضاع المأساوية قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور محمد كمال إن أحداث 7 أكتوبر جاءت في لحظة فارقة تتسم بعدم اليقين والسيولة السياسية، مشيرًا إلى أنها كشفت عمق الأزمة داخل دولة الاحتلال، في ظل وجود أكثر حكومة تطرفًا في تاريخها السياسي.
وأوضح "كمال" في تصريحات صحفية، أن هذه الحكومة لا ترفض فقط حل الدولتين، بل ترفض وجود الشعب الفلسطيني أساسًا، وتسعى بشكل واضح لتنفيذ مخططات تهجير ممنهجة، تحت غطاء السياسات الأمنية.
وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يؤمن لا بـ"القانون الدولي" ولا بـ"الحقوق التاريخية" للشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يدعمه الرئيس الأمريكي الارهابى دونالد ترامب الذي ينظر إلى أي تسوية محتملة من منظور عقاري لا سياسي.
وذكر "كمال" بأن الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وصف نفسه مرارًا بأنه "أمريكي مسيحي صهيوني"، بينما كان يُتهم من قبل ترامب نفسه بأنه مجرد بديل.
وانتقد أداء الإعلام الغربي، مؤكدًا أن الصحف الليبرالية الكبرى في الغرب تؤيد الرواية الصهيونية بالكامل، وتشارك في ترويج شهادات كاذبة، مما أسهم في تضليل الرأي العام العالمي حول طبيعة ما يجري في غزة.
وكشف "كمال" أن القضية الفلسطينية تم اختطافها لمصالح بعض الدول وليس من أجل مصالح الشعب الفلسطيني نفسه، مؤكدًا أن الرواية الحقيقية لما يحدث على الأرض ظهرت من خلال الشباب وأدوات التواصل الاجتماعي، الذين تمكنوا من نقل صورة أقرب للواقع، بعيدًا عن التضليل الإعلامي.